منتديات ليب مون

أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، «أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية وتاريخية وستحدد الوجهة المستقبلية لبلدنا. وفي حال فوزنا نتطلع إلى تشكيل حكومة متناغمة في ما بينها وتعكس نتائج الانتخابات، وفي حال لم نفز سنكون في المعارضة. ورأى ان «حماية إنجازات 14 آذار مرتبطة بشكل كبير بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة. في حال فازت قوى 8 آذار فإن لبنان سيواجه أوقاتا صعبة جدا تهدد استمرارية نموه الاقتصادي».
كلام النائب الحريري جاء في محاضرة ألقاها امس، في مركز الأبحاث المستقل حول القضايا الدولية في لندن «تشاتهام»، بحضور النائبين باسم السبع وغازي يوسف، سفيرة لبنان في بريطانيا إنعام عسيران، سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس غاي، المستشارين هاني حمود وأمال مدللي ومازن حنا، وعدد من السفراء وأعضاء السلك العربي والأجنبي المعتمدين في بريطانيا.
في البداية، تحدث مدير الندوة السفير البريطاني السابق في لبنان ديفيد ماكلنن مقدما النائب الحريري، الذي ألقى كلمة استعرض فيها التطورات التي شهدها لبنان منذ انسحاب القوات السورية من لبنان، حتى اتفاق الدوحة، مرورا بتشكيل المحكمة الدولية. وقال: إن هذا الإنجاز مهم جدا من أجل العدالة الدولية وللبنان، برغم أن البعض يقول أن أولئك الذين تلاحقهم المحكمة قد يحاولون هز استقرار لبنان، ولكننا نعارض هذا الرأي بشدة، لأننا مؤمنون بأن المحكمة ستقوي الديموقراطية وتحمي الحرية في لبنان.
واضاف: ومنذ الانسحاب السوري، حصن لبنان سيادته وحمى استقلاله وأمن ازدهاره، مشيرا الى صدور القرار 1701، وسواه من قرارات دولية.
وتابع: في السابع من حزيران المقبل ستجري الانتخابات النيابية في لبنان. وخلال استعدادنا لهذه الانتخابات نستمد القوة والثقة من النظام الجديد الذي تبلور في 14 آذار، مشكلا صفحة جديدة من السيادة والاستقلال والديموقراطية والاعتدال، وحماية هذه الإنجازات مرتبطة بشكل كبير بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة، فهذه الانتخابات المصيرية والتاريخية ستحدد الوجهة المستقبلية لبلدنا. ونحن نشارك في هذه الانتخابات لحماية لبنان الذي نؤمن به، بلد معتدل، متقدم، متسامح، متطور ويحل خلافاته بشكل سلمي، بلد يفتح أبوابه للتنوع بعيدا عن التوترات القائمة في المنطقة. بلد مزدهر يعتمد على خصائصه الفريدة ويستفيد من كل الفرص المتاحة. وفي حال فوزنا، فإننا نتطلع إلى تشكيل حكومة متناغمة في ما بينها، وتعكس نتائج الانتخابات النيابية. وفي حال لم نفز، فإننا سنكون في المعارضة.
واكد ان «ظروف السنوات الماضية الصعبة لم تقوض ثقتنا في مستقبل لبنان وعزمنا على دفع الاقتصاد اللبناني إلى الأمام»، مشيرا الى «صمود الاقتصاد اللبناني امام الازمات التي مرت، وهذا الصمود هو مصدر ثقة واطمئنان، ويؤكد على القدرة الواسعة لاقتصادنا». ولكنه ألمح الى تأثيرات معينة على الاقتصاد كنقص التحويلات المالية من الخارج، وتضاؤل فرص العمل خارج لبنان.
وتناول ازمة الشرق الأوسط. واكد ان الحل الوحيد لمشاكل المنطقة هو وضع حد نهائي للصراع العربي الإسرائيلي بناء على قرارات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام. وقال: تبقى مبادرة السلام العربية، التي أرستها القمة العربية في بيروت عام 2002، الحل الجدي الجديد لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. كما أن على السلام مع إسرائيل أن يكون جزءا من حل شامل في المنطقة.
وركز على الدور الاوروبي في المساهمة بالتوصل الى السلام. محذرا من أن التطرف من جانب يؤدي إلى تطرف من جانب آخر.
ثم دار حوار بين النائب الحريري والحاضرين فسئل عن المحكمة الدولية ولا سيما بالنسبة لاستجواب الأشخاص المطلوبين وخاصة إذا كانوا منتمين إلى «حزب الله»؟
أجاب: لا أحد لديه أية معلومات حول المحكمة أو ما يفعله المدعي العام، كل ما سمعناه من المدعي العام دانيال بلمار هو تقارير تقنية حول مسار التحقيقات، ونحن سبق أن أعلنا أننا سنقبل بأي نتائج تصدر عن المحكمة. أما بالنسبة لموضوع «حزب الله»، فلم يذكر في أي تقرير. أعتقد أن علينا أن ننتظر ونرى.
ورحب بقرار الحكومة البريطانية الأخير بفتح حوار مع «حزب الله»، وقال: إن أي نوع من الحوار هو أمر مهم لنا، «حزب الله» هو حزب سياسي في لبنان، موجود في الحكومة، وأعتقد أن الحكومة البريطانية لها الحرية في أي قرار تأخذه على ضوء مصالحها في لبنان، ولا يعود لي نصح الحكومة البريطانية.
وعن امكانية تغيير نظام المحاصصة الطائفي القائم في لبنان، وأن يصبح رئيس الجمهورية مسلما مثلا؟
أجاب: لا أحد يقول بذلك، إذا أردنا أن نغير فإننا نستطيع. ليس لدينا نفط ولا غاز طبيعي لكن لدينا شعب ناجح، وهذا ما نعول عليه. علينا أن نستمر في العمل من أجل إصلاح بلدنا، صحيح لدينا نظام سياسي غير مستقر ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع التقدم وبناء بلدنا، علينا أن نستمر في العمل من أجل التحديث والتقدم والاعتدال، وهذا ما نقوم به دون توقف. والإصلاح السياسي يحتاج إلى جو من التصالح في البلد. وأعتقد أن الرئيس اللبناني يجب أن يبقى دائما مسيحيا، لأننا نؤمن أن ميزة لبنان وقوته هما بعدم التفرقة بين مسيحييه ومسلميه.
سئل: بقدر ما أنت حريص على تحقيق العدالة بشأن اغتيال والدك، ماذا فعلت لكي تجر القادة الإسرائيليين لمحاسبتهم على الجرائم التي يرتكبوها؟
أجاب: تيار المستقبل هو الفريق السياسي اللبناني الوحيد الذي ادعى على إسرائيل بخصوص مجزرة قانا وقد ربح الدعوى المقدمة في جنيف. علينا ألا نتحدث عن الذهاب إلى المحاكم الدولية في وسائل الإعلام فقط، بل علينا أن نتخذ الإجراءات الميدانية وتجميع الأدلة.
وحول تعيين سفير سوري جديد في لبنان وتوقيت هذا القرار، والتقارب الأميركي السوري الجديد، قال الحريري: نحن كنا نطالب بهذا السفير منذ مدة طويلة، واليوم المشكلة حُلت، أما بالنسبة للتقارب الأميركي السوري فإننا لسنا ضد الحوار، ولكن المسألة الأهم اليوم هي أن منطقتنا هي الأكثر توترا، وهي لا تستطيع تحمل الحوار من أجل الحوار. ما نحتاجه هو نتائج وإن لم يكن هناك سلام في المنطقة خلال سنة أو اثنتين فإن المنطقة ستعاني أكثر فأكثر، وهي ربما ستدخل في صراعات، ولذلك على الحوار أن يصل إلى نتائج.
وقال ردا على سؤال: في حال فازت قوى 8 آذار فإن لبنان سيواجه أوقاتا صعبة جدا تهدد استمرارية نموه الاقتصادي. في حال فازت فنحن سوف نعارض سياساتهم في حال لم تكن تصب في مصلحة الشعب ومصلحة لبنان. نحن نعارض ديمقراطيا ولكننا لن نعارض مجلسا منتخبا ديموقراطيا حتى لو كانت قوى 8 آذار هي الأغلبية.
اضاف: الناس يؤمنون بلبنان سيد وحر مستقل، يؤمنون بالمحكمة، وقد يحاول البعض دفعنا للتخلي عن هذه القيم ولكننا لن نرضخ، وإذا صمدنا فإن قوى الثامن من آذار لن تفوز في الانتخابات. المحكمة الخاصة بلبنان هي في يد المجتمع الدولي وأعتــقد أنــه أيا كان الرابح في الانتخابات فإن المحكمة ستحقق العدالة ومن ارتكبوا هذه الجرائم سوف يدفعون الثمن.
بعد ذلك، زار النائب الحريري عمدة مدينة لندن ألدرمان إيان لادر في مقره في حضور النائب السبع والسفيرة عسيران والمستشارين حمود ومدللي.
واستقبل الحريري مساء امس في مقر إقامته في لندن سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العرب المعتمدين في بريطانيا، تقدمهم عميد السلك العربي سفير الكويت خالد الدويسان، حيث وضعهم الحريري في آخر المستجدات المحلية في لبنان وتطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ويغادر الحريري إلى بروكسيل حيث يلتقي اليوم المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية والسياسة الأوروبية للجوار بينيتا فيريرو فالدنر، ويتداول معها في مسار عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء التحركات الإقليمية والدولية الأخيرة.