منتديات ليب مون

فلسطينيون عند سياج معبر رفح الذي اعادت السلطات المصرية اغلاقه أمس


بعد اجتماع قصير، صباح أمس، في مقر المخابرات العامة المصرية في القاهرة، تم الإعلان عن تعليق المداولات وترك مهلة للقيادات الفلسطينية للتشاور. وجرت الإشارة إلى أن التعليق قد يكون لمدة أسبوع، ولكن من دون أي تأكيد على ذلك إذ أن ممثلي المخابرات المصرية أبلغو ممثلي المتحاورين من فصائل ومستقلين في لجنة التوجيه العليا أنه ستتم دعوتهم قريبا لمواصلة الحوار.
وتضاربت التقديرات حول سبب تعليق المداولات. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن السبب قد يكون متعلقا بتأخر عودة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان من زيارته للعاصمة الأميركية. وقد علقت أوساط مختلفة أهمية حاسمة على هذه الزيارة التي كان يفترض أن تحمل في نهايتها حلا لـ«الجملة السياسية» في البرنامج الحكومي الفلسطيني.
وقالت هذه الأوساط لـ«السفير» أنه ليس مؤكدا أن سليمان يحمل ردا سلبيا ولكنه قد يكون تأخر في برنامجه وأن المصريين لا يريدون بقاء الحوار جامدا لفترة طويلة فأعلنوا التعليق. وأضافت أنه قد تكون طرأت تطورات في قضايا أخرى كانت موضع نقاش للواء سليمان مع المسؤولين الأميركيين.
وفي المقابل، تحدثت أوساط فلسطينية عن غضب مصري من جمود المداولات في الأيام الأخيرة وعدم حدوث تقدم. ولاحظ هؤلاء أن تعليق المداولات تزامن مع تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية ضد قيادات من حماس بسبب فشل المفاوضات حول تبادل الأسرى، وردات فعل من جانب الحكومة المقالة في غزة على التأخير المصري في التعامل مع قضايا المارين عبر معبر رفح.
ومع ذلك فإن «السفير»، ومن خلال عدد من المشاركين في جلسة الحوار الأخيرة، علمت أن التعليق ليس ناجما عن غضب، فقد عقد اجتماع مصغر حضره الوفدان من حماس وفتح استمر قرابة الساعة، جرى بعده عقد اجتماع موسع لجميع الممثلين. ويبدو أن رئيس الجلسة اللواء عمر قناوي وجد في اللقاء المصغر أن تقدما لن يكون ممكنا في الأيام القريبة إذا لم يعد اللواء عمر سليمان. ولهذا السبب فإنه في مستهل الجلسة الموسعة، أعلن تعليق الاجتماعات لمدة غير محددة.
وأشار إلى وجوب إنهاء الانقسام القائم بين الفصائل وبين الضفة والقطاع. وقال أن الجميع تعب من أيام المداولات العشرة التي لم تذهب الجهود التي بذلت فيها سدى، فقد تحسنت الأجواء بين الأطراف الفلسطينية المتصارعة كما أن تقدما كبيرا حدث في العديد من القضايا. وشدد على أن تأجيل الجولة الثالثة من الحوار يتم بهدف إفساح المجال لتدارس القضايا الثلاث موضع الخلاف المتبقية على جدول الأعمال. وناشد المؤتمرين بالتشديد على ما تحقق إيجابيا في جلسات الحوار وعدم العودة إلى الخطاب المتشنج الذي ساد قبل الحوار.
وقد أعقب قناوي في الكلام رئيس وفد فتح أحمد قريع الذي أكد حرص فتح على الوحدة الوطنية وشكر مصر على جهودها من أجل إنجاح الحوار. كما تحدث بالروحية نفسها رئيس وفد حماس موسى أبو مرزوق الذي أكد على النتائج الإيجابية للمداولات وأثنى على الدور المصري في توجيه الحوار ورعايته. ثم تحدث ممثلو الفصائل والمستقلون الذين أشاروا إلى ما تبقى من نقاط خلاف.
وأوضح مسؤولون فلسطينيون أن الأجواء العامة في الجلسة الختامية كانت إيجابية وأن حماس لم تكن مستاءة. ولكن فتح وعدد من المستقلين وبعض الفصائل أعربوا عن امتعاضهم من النتيجة. وقال بعضهم أنه ليس معقولا أن لا يتم التوصل لاتفاق بعد عشرة أيام من المداولات. ولكن بعض المسؤولين الفلسطينيين قالوا أن التصريحات الغاضبة التي انطلقت من بعض قادة الفصائل بعد إعلان تعليق المداولات جاءت فقط لكسب مصالح لدى الرئيس محمود عباس.
عموما يبدو أن إسرائيل ابتداء من يوم أمس دخلت بقوة للمعادلة الفلسطينية الداخلية بعد حملتها ضد قيادات حماس في الضفة الغربية. وتشدد قيادات في حماس على أن مفتاح قضية شاليت موجود بقوة بيد هذه الحركة.
وامتد التصعيد الإسرائيلي إلى غزة، حيث استشهد صباح أمس فلسطينيان ينتميان إلى «كتائب شهداء الأقصى ـ مجموعة عماد مغنية» في قصف جوي استهدف منطقة دير البلح في وسط القطاع.