منتديات ليب مون

نظَّم «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» ندوة لمراجعة كتاب كريم بقرادوني «صدمة وصمود» الذي يروي فيه عهد الرئيس السابق إميل لحود، بمشاركة المستشار القانوني السابق للحود سليم جريصاتي والمستشار السابق للرئيس رفيق الحريري محمد كشلي ومؤلف الكتاب. وحضرت الندوة السيدة أندريه لحود والعميد المتقاعد أمين حطيط وإعلاميون وأكاديميون وناشطون في الشأن العام.
وقد اعتبر جريصاتي أن «التاريخ بدأ مع كريم بقرادوني رحلة إنصاف الرئيس إميل لحود، وأن كتاب «صدمة وصمود» حطم جدار صمت مصطنع ومزق ستار عزلٍ وهمي أريد من خلالهما اسر عهدٍ رئاسي بأكمله وممارسة التعمية على إنجازاته».
وشدَّد على أنَّ «لحود لم يجافِ مزاجياً»، واعتبر أن «مواقفه أحرجت الكثيرين في لبنان والخارج... لحود كان أول من وضع ملاحظات تهدفُ إلى تحصين المحكمة الدولية ضد التسييس المحتمل... وقد تعالى على التجريح إلا أنه لم يفرط في موضوع تجاوز رئاسة الجمهورية في إقرار المحكمة، ذلك أن الموقع ليس ملكه ويرفض تسجيل سوابق مخالفة للدستور».
وقال جريصاتي إنَّ الكتاب يروي كيف أنَّ «العماد لحود حال دون تدخل السياسة في الجيش الذي وحّده، مما جعله على تماس واحتكاك مباشر مع القيمين على الشأن العام في حينه، وإن بعض سوريا دخل على خط هذا الاحتكاك وقد تصدى لحود بنجاح لهذه الضغوط من صنف آخر».
ولفت إلى انَّ الكتاب «غاص في الأحداث الكبيرة التي حصلت خلال رئاسة لحود حين استتب صراع مزمن بين مشروعي لحود والرئيس الحريري، وإلى أن الكتاب يتطرق إلى تعثر الإصلاح من دون أن يغوص في أسبابه».
واعتبر جريصاتي ان «القارئ يجد في الكتاب أجوبة ناجعة أو بدايات أجوبة عن أسئلة محورية»، وأن الكتاب هو «سيرة عهدٍ رئاسي حافل بالإنجازات الجسام، وقد اتخذ شكل اليوميات المدونة». وأشار إلى ان بقرادوني يجمع في شخصه بين السياسة والرواية السياسية، «وهو بالتالي راوٍ سياسي بالمعنى العلمي».
اما كشلي فاعتبر أن كتاب «صدمة وصمود» هو نقيض كتابي بقرادوني السابقين «السلام المفقود» و»لعنة وطن». وقال إنه «نقل الأحاديث التي كانت تجري بين لحود والحريري بلسان الرئيس السابق للجمهورية كأنها محاضر جلسات عامة، أما الطرف الآخر أي الحريري فلا يعرف رده».
ورأى ان الكلام الذي ينقله بقرادوني عن لحود هو «مواقف مبدئية عامة لا علاقة لها بالممارسة السياسية على أرض الواقع، ولا بالظروف السياسية المعقدة للبنان الذي كان يمر في مرحلة انتقالية». وأشار إلى ان «بقرادوني مدح هذه المبادئ على انها الحقيقة المطلقة من دون ذكر الوقائع التي احاطت بها، معتبراً أن اسلوب الكاتب كان سطحياً ومبسطاً إلى بعد الحدود».
وأكد كشلي أنه لا يمكن تقييم تجربة عهد لحود «إلا من خلال السياق السياسي لظروف لبنان وعلاقته بما سمي الوصاية السورية التي تحولت إلى هيمنة أمنية كاملة واشتدت ووصلت إلى ذروتها في عهد لحود، حين اعتقل الحكم السوري الحياة السياسية اللبنانية وأخضعها لمصالحه المباشرة وعلاقاته الخارجية».
واعتبر كشلي أن الحريري كان يحاول دائماً تنفيذ إصلاحات سياسية ترافق مشروع الإنماء والإعمار لكن الضغوط السورية والتدخلات وحصص الزعامات السياسية والانقسام السياسي كانت تعرقل مشروعه. وقال إنَّه رغم ذلك استطاع الحريري أن ينجز مشروعه الإعماري ومحاولة النهوض الاقتصادي من خلال إرساء الاستقرار ولو بالتسويات السياسية حتى يحين الوقت المناسب.
ورأى أن مشروع لحود كان «رد فعل على مشروع الحريري، وجوهره امني ويقوم على التطابق الكامل مع الحكم في سوريا، الذي استغل الخلافات بين الرئيسين لوضع لحود في مواجهة دائمة مع الحريري لترسيخ هيمنتها».
وقال إن لحود كان يريد تثبيت الهيمنة السورية باسم العلاقات المميزة وتأييد المقاومة، وكان يطلب المزيد من الضغوط السورية على الحياة السياسية اللبنانية.
من جهته، أكد بقرادوني أنه تعمد في كتابه أن ينصف لحود وبالتالي أخذ موقفاً وهو غير موضوعي، مشيراً إلى أنه كان ليفهم انتقادات كشلي لو ادعى ان كتابه تأريخ. وقال إن «بالإمكان اختصار عهد لحود بانه صراع بين الدولة والخصخصة. ففي حين كان لحود يريد بناء الدولة كان الحريري ينظر إليها كـ»جندرمة» ويقتصر تدخلها في الشأن الاقتصادي والاجتماعي على الحد الأدنى». وأشار إلى انه لو سار لبنان في المشروح الحريري للخصخصة لما كان لبنان تحيد اليوم عن الأزمة المالية العالمية.