منتديات ليب مون

فتاة من سكان المخيم تشير إلى موقع سقوط الحجر من مبنى عال


ملاك، ابنة السنوات العشر، كانت أول من أجاب عن سؤالنا بخصوص فهيمة عبد الله عثمان (44 عاماً)، السيدة الفلسطينية التي توفيت ظهر أمس الأول في حي مدرسة أريحا في مخيم شاتيلا، جراء سقوط حجر باطون على رأسها، وأودى بها على الفور.
تجيب ملاك: «آه، أعرفها، هيّ أُمي، وهانا العزا للنسوان».
لملاك ست أخوات، أصغرهن نور البالغة من العمر أربع سنوات، ثم هبة، هالة، وهند وهدير، وأكبرهن يسرى التي تعيش في إيطاليا.
تبدو ملاك الوحيدة، بين أخواتها الحاضرات، القادرة على الكلام من خلف دموع صغيرة على وجنتيها. فهي لا تفهم بعد معنى مأساة العائلة.
أختها الأكبر، هند (17 سنة)، تومئ برأسها وتئن وكأن كل النسوة هنا، ليسوا هنا. الفتاة لا تريد أن تعرف كيف يمكن لحجر عشوائي، ولحظ عاثر أن يوقف حياة أمها.
داخل المنزل، تحيط النساء ببنات الفقيدة. يرددن عبارات عن «القدر، والمكتوب والقسمة». والفتيات اللواتي ودعن أمهن للمرة الأخيرة، لتدفن في مقبرة الشهداء، لا ينبسن بالكثير.
قريبة العائلة، هالة، تقول إن فهيمة توقفت قسراً، بفعل سقوط الحجر، وهي في طريقها إلى مدرسة صغيرتها نور، عند الحادية عشرة والنصف ظهراً، ويرجح أن تكون توفيت على الفور بعد إصابتها. تدل هالة على الزقاق الضيق الذي سلكته فهيمة، وهو يقع بين مبنيين كبيرين شبه متلاصقين. وبحسبها، «يرجح أن يكون الحجر قد سقط من على سطح المبنى الأيسر حيث يتواجد بيت للحمام، يعود لـ»كشاش» الحمامات الملقب بكاسترو». وتوضح هالة: «لم يستطع أحد من الأهالي الجزم إن كان كاسترو هو من أوقع الحجر بشكل غير متعمد».
أما قريبة زوج الفقيدة (طارق سكر) فتكرر: «المرحومة بقيت ملقية على الأرض، فوق النفايات والوحول، لحين قيام الأهالي بإبلاغ قوى الأمن، ثم نقلت بعد أكثر من ساعة من وفاتها إلى مستشفى حيفا».
بدوره يقول الطبيب الشرعي، أحمد المقداد، لـ»السفير» إن «إصابة عثمان كانت قاضية تماماً، فتوفيت على الفور، إذ كسر الحجر جمجمتها وأحدث نزفاً داخلياً».
وأوضحت مصادر في قوى الأمن أن «التحقيقات مستمرة، من دون التوصل إلى نتيجة حتى اللحظة، ومن دون إلقاء التهمة على أي مشتبه به». علماً بأن عدداً من سكان المخيم لمّح إلى إمكانية تغطية البعض على «كاسترو»، الذي ربما يكون هو من أوقع الحجر عن غير قصد.