منتديات ليب مون

امام مدرسة عبد الكريم الخليل في الشياح


هل يصدق وعد وزيرة التربية بهية الحريري بإلغاء نظام الدوامين في المدارس الرسمية بدءا من العام المقبل؟
فقد أكدت الحريري لـ»السفير» ما كانت قد أعلنته في اجتماع إداري سابق أن العام الدراسي الحالي هو العام الدراسي الأخير الذي يتم خلاله اعتماد نظام الدوامين في المدارس الرسمية، موضحة أنها أعطت توجيهاتها إلى المدراء المعنيين في وزارة التربية لدراسة وضع المدارس التي تعتمد نظام الدوامين، واتخاذ التدابير الآيلة إلى إلغائه.
وتجري إدارتا التعليم الثانوي والمتوسط في الوزارة إحصاء لعدد التلامذة، وعدد المدارس التي يتعلمون فيها، وتوزيعهم حسب اللغتين الاجنبيتين الاساسيتين وهما الفرنسية والانكليزية، لكي تكون المعطيات جاهزة لدى الوزارة قبل بدء العام الدراسي المقبل.
وتطال مشكلة نظام الدوامين خاصة، مدارس التعليم المتوسط والابتدائي التي تتراوح أعمار تلامذتها بين العاشرة وبين الخامسة عشرة، نصفهم يتعلم بعد الظهر ويعودون إلى منازلهم ليلا. واستنادا إلى تقرير صادر عن التفتيش التربوي في لبنان حاليا اثنتان وعشرون مدرسة رسمية ابتدائية ومتوسطة، تدرس بنظام الدوامين، بينها 16 مدرسة في الضاحية الجنوبية وحدها.
يقول كل من التلامذة شادي رمضان وجعفر الاحمر وعلي مسلماني، وهم يتعلمون في مدرسة عبد الكريم الخليل في الشياح، إنهم يحبون التعلم بعد الظهر، لأن ذلك يسمح لهم بالسهر ليلا قدر ما يشاؤون، ثم النوم قبل الظهر، لكنهم يضيفون أن عليهم التعلم أصلا ضمن الدوام المتاح لهم، والمدرسة المتاحة، من دون ترف التفكير بصحة ذلك النظام أو عدم صحته. أما الفتيات اللواتي يتعلمن بعد الظهر، فيترتب على أهاليهن مرافقتهن في طريق العودة، لأن عودة فتاة وحدها وهي في العاشرة أو الخامسة عشرة عند المغيب تسبب لها الخوف من مسافة الطريق.
سلبيات التعليم بدوامين
ينطلق تقرير أعده التفتيش التربوي عن وضع المدارس في الضاحية من المبدأ الذي وضعته وزارة التربية والقاضي بإيجاد مقعد لكل تلميذ. وبما أن ذلك غير متوافر، اعتُمد دوام بعد الظهر كحل استثنائي، لحالة استثنائية.
لكن لا يجوز الاستمرار باعتماد الدوامين للأسباب التالية: مخالفة المنطق التربوي السليم، وخاصة بالنسبة للأطفال. اختصار الحصة الدراسية الواحدة من خمسين دقيقة إلى أربعين دقيقة. مجيء مدرس بعد الظهر مستنفد القوى، بعد فترة صباحية حافلة بالتعليم في المدارس الخاصة، أو أي عمل آخر. عدم استغلال فترة التعليم بكاملها، لأن انقطاع التيار الكهربائي، وما أكثره، يؤدي إلى عودة التلامذة إلى منازلهم قبل انتهاء الدوام.
ومن الأسباب أيضا، تقديم حل للكمية على حساب النوعية في عملية التعليم، وعدم وجود حركة تربوية وتعليمية متفاعلة داخل الصفوف، والحساسية التي يمكن أن تنشأ بين إدارتي ومعلمي وتلاميذ الدوامين، ووجود أقسام مشتركة ومصاريف مشتركة وحراسة وإضاءة ودهان، وبالتالي وجود جو متوتر ينعكس على وضعية التعليم.
ويمكن لنظام الدوامين أن يخلق جواً من اللاطمأنينة واللاثقة بالمدرسة الرسمية، مرده إلى بعد التلامذة عن رقابة أهاليهم في فترة دوام بعد الظهر.
يؤدي ذلك كله إلى وجود حالات تسرب بين التلامذة، نتيجة مخالفة الحركة اليومية للحياة، ونوم في الصباح ودراسة بعد الظهر.
مدرسة واحدة للدولة
تشغل تلك المدارس ستة عشر بناء، وتعتمد اثنين وثلاثين دواما، بينما يبلغ عدد التلامذة فيها 12294 تلميذا، يضاف إليهم و4252 يتعلمون ضمن النظام نفسه في المرحلة الثانوية.
جميع الابنية التي يجري التدريس الرسمي فيها في الضاحية ملك أشخاص، باستثناء مدرسة واحدة هي مدرسة الغبيري الاولى للبنات.
بين الابنية المدرسية أربعة تابعة للوقف الاسلامي الشيعي، وواحدة ملك بلدية الغبيري وهي ثانوية الغبيري للبنات قرب السفارة الكويتية، ومن بينها مدارس عبارة عن أبنية سكنية، أي أنها غير صالحة للتدريس وهي: برج البراجنة الثالثة المختلطة، الشياح الأولى المختلطة، حارة حريك الثانية المختلطة، روضة الغبيري، برج البراجنة الخامسة، ثانوية الغبيري الثانية للبنات (مبنى قصر حمادة).
أما الابنية التي تملك مواصفات مدرسية فهي: الغبيري الثالثة للصبيان، عبد الكريم الخليل، ثانوية الغبيري الأولى للبنات، ثانوية الغبيري الثانية للبنات، حارة حريك المتوسطة، برج البراجنة الأولى للصبيان، برج البراجنة الأولى للبنات، الغبيري الأولى المختلطة، الليلكي المختلطة، برج البراجنة المختلطة، الغدير الابتدائية المختلطة، ثانوية حسين علي ناصر، ثانوية برج البراجنة للبنات، برج البراجنة الرابعة المختلطة، العمروسية المختلطة.
وهناك مدارس تحتاج إلى إعادة بناء أو تعديل وهي مدرسة الغبيري الأولى للبنات تحويطة الغدير المختلطة الثانية وهي مدرسة داخل مستوعبات حديدية وتضم صفوف روضة.
المناطق التي تحتاج إلى أبنية مدرسية هي الغبيري وحي السلم والعمروسية وحارة حريك وبرج البراجنة.
ومن بين الحلول المقترحة التي يوردها تقرير التفتيش التربوي، إمكانية دمج نظام التعليم في عدد من المدارس، ضمن دوام واحد، لأنها تستوعب عدد التلامذة في الدوامين، وهي: الغبيري الاولى للبنات، والغبيري الثالثة للصبيان، وعبد الكريم الخليل، والليلكي الابتدائية والمتوسطة، وبرج البراجنة الاولى للبنات وبرج البراجنة الاولى للصبيان.
وتقول رئيسة الملتقى النسائي الطبيبة علوية فرحات التي تتابع وضع المدارس ضمن نظام الدوامين إن عدد تلامذتها كان قبل حرب تموز العام 2006 يقارب العشرين ألف تلميذ، وقد انخفض إلى أكثر من النصف بقليل، لأن الأهالي لم يعودوا يرغبون بإرسال أولادهم إليها، وبالتالي يكون مصيرهم إما التسرب، وإما يذهبون إلى مدارس أخرى.
وتوضح أنه لم يكن في المدارس مولدات كهربائية، فقدمت السيدة ليلى الصلح تسعة مولدات، وستين مكيفا لمدارس الروضات وبينها مدرسة «الكونتينر» في تحويطة الغدير وتضم تسعة صفوف، كما أدخلت مئتي جهاز كمبيوتر إلى الصفوف الابتدائية، وساهمت في ترميم العديد منها وتأهيلها.
تضيف فرحات أن نظام الدوامين يحرم التلامذة من ساعات الرياضة والمسرح والموسيقى، ومن الفرص الكافية، بسبب قصر ساعات التدريس.
أما رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد سعيد الخنسا فيشرح المشكلة المزمنة بقوله: في الضاحية حاليا 35 مدرسة ثانوية ومتوسطة وابتدائية، بينها مدرسة واحدة بنتها الحكومة اللبنانية والباقي كلها مدارس مستأجرة، تعتبر مراكز سكنية في معظمها، بينها عشرة أبنية فقط صالحة للتدريس.
ويقول إنه منذ ثلاث سنوات أنشأت بلدية الغبيري مدرسة ثانوية رسمية، على نفقتها الخاصة، تصنف بأنها من أهم الأبنية المدرسية في الضاحية، إن لم يكن في بيروت. كما استأجرت مبنى ثانوية للبنات بالتعاون مع وزارة التربية.
ويروي الخنسا سبب اتخاذه القرار باستئجار المبنى قائلا: دخلت علي سيدة في مكتبي ووقفت في الباب ثم أخذت تبكي، اعتقدت أن أحدا سبب لها الأذى، لكنها بادرت إلى القول لدي ابنة في السادسة عشرة من عمرها ولا أجد مدرسة أرسلها إليها.
يقول الخنسا إن مشهد المرأة مسه في الصميم، فذهب لإقناع صاحب البناء بتأجيره من أجل تحويله إلى مدرسة، وسوف يكون له ثواب عند الله. استأجر المبنى وطلب من وزارة التربية تجهيزه، لكن الجواب جاء أن التجهيز يستدعي وقتا ولا يمكن تأمين التعليم فيه مباشرة، فما كان منه إلا أن استدعى معنيين بتجهيز الغرف من لوازم مدرسية ومراحيض وغيرها، وجرى التعليم فيه.
الصندوق الكويتي
يتولى أربع مدارس
وبناء لدراسة أجرتها البلدية تبين أن أعدادا كبيرة من التلامذة ينتقلون من مناطق الليلكي والمريجة والعمروسية وحي السلم، باتجاه الغبيري وبرج البراجنة، بسبب نقص المدارس فيها، ويوضح هنا الخنسا أنه تم التوافق مع الصندوق الكويتي للتنمية على بناء أربع مدارس في الحارة والغبيري، متوسطة وثانوية، وقد جرى شراء قطعتي الارض لبنائها لكلفة تبلغ خمسة عشر مليون دولار سوف يدفعها الصندوق.
وقدمت السعودية منحة بقيمة عشرة ملايين دولار لبناء مدرستين متوسطتين في برج البراجنة ومثلث المريجة حي السلم الليلكي، لكن المشروع لم يبصر النور بعد، لأن مجلس الإنماء والإعمار سوف يتولى عملية بناء المدرستين، وهناك عراقيل في عملية الاستملاك، مشيرا إلى أن بلديات الضاحية اقترحت أكثر من قطعة أرض للبناء عليها، لكن على ما يبدو هناك عراقيل في عملية الاستملاك بسبب الاجراءات الادارية الروتينية. وبذلك يلزم الضاحية عدد قليل من المدارس بعد من أجل حل مشكلة التعليم الرسمي.
ينفي الخنسا مقولة أن حزب الله لا يهتم بوجود مدارس رسمية كافية في الضاحية لأن لديه مدارسه الخاصة، ويقول إن الحزب من أشد الحريصين على النهوض بالتعليم الرسمي، والمدارس التي افتتحها كانت بناء لحاجة المنطقة، وعندما تنتفي تلك الحاجة لا مشكلة لديه بإغلاق المدارس التابعة له. ويؤكد أن بنات عدد من المسؤولين في الحزب أنهوا مراحل التعليم الثانوية في مدارس الغبيري الرسمية لأن المستوى التعليمي فيها جيد ونسبة نجاح طلابها في الامتحانات الرسمية عالية.