منتديات ليب مون

يبدو ان اتجاهات معركة المتن الشمالي آخذة في التبلور باتجاه تشكيل لائحتين، مع اصرار طرفي المعادلة النائب ميشال المر المتحالف مع حزب الكتائب، والتيار الوطني الحر الذي قرر تشكيل لائحة مقفلة حتى الان، مع حلفاء له في احزاب المعارضة، فيما يقف حزب الطاشناق بين الطرفين محاولا حتى اللحظة الاخيرة، من الاسابيع الفاصلة عن نهاية هذا الشهر، اعادة اللحمة الى تحالف المر ـ ميشال عون، على صعوبة هذا الامر، حسبما توحي المعلومات المتوافرة من اطراف المعادلة المتنية.
واذا كانت اتصالات الطاشناق ـ المر لم تنته بعد الى نتيجة حول الاتجاهات النهائية للتحالف وتشكيل اللائحة، الا ان المعلومات تشير الى ان النائب المر حسم أمره باتجاه عدم التحالف مع عون، برغم مساعي الطاشناق ورغبة «اطراف صديقة» اخرى، ما زالت تراهن على طي صفحة الخلاف، وهي أبدت استعدادا للدخول في محاولات للحل، خلال الاسبوعين المقبلين، الا ان النائب المر ابلغ هؤلاء الاصدقاء صعوبة العودة لتجربة «تكتل التغيير والاصلاح»، لأسباب فصلها مطولا للاصدقاء القريبين والبعيدين، وابلغها حسب المعلومات الى كل من امين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله عبر احد نوابه، والى الرئيس نبيه بري، كما تطوع احد الاصدقاء لإيصالها الى القيادة السورية، التي أكدت انها لن تتدخل في الانتخابات.
وقد باتت أسباب النائب المر معروفة لعدم التحالف مع عون، وتختصرها اوساطه بالقول: إن النائب عون سعى لشطبه من المعادلة المسيحية بعد محاولة تهميشه منذ انتهاء الانتخابات العام 2005، وتسرد الاوساط وقائع عدة من هذه المحاولات، ليس اقلها تشطيب اسمه من اللائحة الائتلافية التي تشكلت عام 2005، وعدم الالتزام باتفاقات جرت بين المر وعون، بينها مقاطعة الانتخابات الفرعية اثر اغتيال النائب والوزير الراحل بيار الجميل وقراره بخوض الانتخابات، ثم التفاف عون على المر بمصالحة الرئيس امين الجميل من دون علمه بعدما دخل المر في خلاف كبير مع الجميل بسبب الانتخابات الفرعية التي أيد فيها مرشح التيار الوطني الحر الدكتور كميل خوري، والاهم من كل ذلك، هو الخلاف على موضوع الانتخابات الرئاسية، بعد الفراغ الذي حصل في الموقع الاول للمسيحيين، حيث أيد المر انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، او على الاقل تكليفه رئاسة حكومة انتقالية لمدة سنتين، وبعد ذلك، «الفيتو» الذي وضعه عون على توزير الياس المر، ثم «الفيتو» على تسميته نائبا لرئيس الحكومة، لمصلحة اللواء عصام ابو جمرا. عدا ممارسات داخل التكتل كان المر يعتبر ان هدفها ابعاده عن القرار.
وتشير اوساط المر الى انه تجاوز كل هذه الامور وتجاوز الخلاف مع عون، ولكنه قرر تشكيل كتلته المستقلة، كما كان دأبه طيلة الاربعين سنة الماضية، مؤكدا انه «لا من 8 ولا من 14 آذار، أنا مستقل ولي حيثية ومرتاح لعلاقتي بالرئيس بري والاخرين في المعارضة، ولا مشكلة لديّ مع القيادة السورية»، الا انه قرر التحالف مع الرئيس امين الجميل انطلاقا من رأيه القائل انه لا يمكن إلغاء آل الجميل وحزب الكتائب من المتن، لذلك سيعمد الى تشكيل نواة لائحة منه ومن شخصية مارونية مستقلة ومن مرشح حزب الطاشناق، فيما قرر حزب الكتائب ترشيح اثنين او ربما ثلاثة منه، ويترك مكانا للوزير نسيب لحود ومرشح «القوات اللبنانية» ايدي ابي اللمع، الا ان المر لا يبدو متشجعا لتشكيل لائحة واحدة مع «القوات» ونسيب لحود، وهو يترك للكتائب التفاهم مع الاطراف الاخرى، على ان يتم تبادل الاصوات.
لكن ثمة معلومات تشير الى ان المر قد يضيف الى لائحته المصغرة اسما رابعا، قد يكون كاثوليكيا او مارونيا، تبعا لما يقرره حزب الكتائب، ويتم هكذا اقفال التحالف بين المر والكتائب على ثمانية مرشحين، هم عدد مقاعد المتن. ولذلك ستتواصل اللقاءات بين المر والرئيس امين الجميل ونجله سامي ومع قيادة حزب الطاشناق خلال الاسبوعين المقبلين، للاتفاق نهائيا على توجه الائتلاف وتسمية المرشحين وتشكيل اللائحة. لكن الامر لن يتحدد قبل نهاية شهر نيسان المقبل.
وفي سياق هذه الاتصالات، تبرز مسألة تحالف حزب الطاشناق مع عون، وكيف سيوفق بين التزامه مع كل من عون والمر، وهو الامر الذي لم يتبلور بعد، والذي قد ينتهي بخروج الطاشناق من التحالف مع المر اذا اصر الكتائب على اقفال اللائحة، فيختار المر والجميل مرشحا ارمنيا اخر، اذا لم تتم معالجة المسألة، وهو الامر الذي يتركه الطاشناق لاتصالاته مع الطرفين خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة. الا ان الطاشناق قرر عدم التحالف مع المر اذا تم اقفال اللائحة بأرمني آخر غير الطاشناق.
ومع ذلك ثمة من يقول ان المر لن يقبل في كل الحالات بأقل من ثلاثة نواب، يضاف اليهم نواب مستقلون من دوائر اخرى، كجبيل مثلا والدائرة الاولى في بيروت، حيث تترشح حفيدته الزميلة نائلة جبران تويني، والاهم في بعبدا حيث يترشح صهره رئيس بلدية الشياح سابقا ادمون غاريوس، فتتشكل كتلة مستقلة على الاقل من سبعة نواب ان لم يصبحوا عشرة، تكون وازنة في المجلس النيابي المقبل، ومؤيدة لرئيس الجمهورية، وتخفف حدة الاستقطاب داخل المجلس النيابي.
تيار عون
وعلى الجهة المقابلة، حسم عون امره بتشكيل لائحة مقفلة من ثمانية مرشحين، يقال ان الثابت بينهم حتى الان النواب ابراهيم كنعان وغسان مخيبر، والارمني هاغوب بقرادونيان. وتقول معلومات مطلعين على سير التحضير للوائح، ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات في موضوع التحالفات، بدءا من الحزب القومي الى مرشحين لهم حيثية سياسية وشعبية وان لم يكونوا من التيار، كالنائب السابق اميل اميل لحود. عدا عن التحالف مع الطاشناق.
وحول امكانية عودة التحالف مع النائب المر، تقول اوساط تكتل التغيير والاصلاح، ان تحالف التيار حتى الان هو مع حزب الطاشناق، وكل الامور مفتوحة مع المعارضة لتشكيل لوائح على مستوى كل لبنان. والنائب المر اختار تحالفاته وهو حر في اختياره السياسي، لكننا لم نتعرض له ولم نحد من حركته السياسية لا عندما كان داخل التكتل ولا عندما قرر الخروج منه، ولم نكن نحن من حاول اغتياله وتعرض لمصالحه في المتن. ولم تحصل خلافات بالمعنى السياسي معه وان كان لنا تكتيك مختلف عن تكتيكه في التعاطي مع الازمة السياسية الماضية، سواء في موضوع الانتخابات الرئاسية او في موضوع تشكيل الحكومة. والنائب المر كان حليفا لنا بشخصه، وهو ليس عضوا في التيار ولا نحن اعضاء في تياره السياسي لكننا في خط سياسي واحد معه. علما ان للتيار كتلة نيابية من 22 نائبا، ولها حق في حصة وزارية كبيرة.
هذا الوضع الانتخابي في المتن يجعل المعركة صعبة للطرفين، وان كان كل منهما يقول انه سيكون الاقوى، ما يفتح مجالا لخروقات من هنا وهناك. إذا لم تًثمر مساعي الاصدقاء، التي كانت تتركز على معرفة طلب المر او عون من المقاعد، وإن لا زالت الامال موجودة لدى الساعين، لكن «ابو الياس» بات في عز التحضير لمعركته، ونسج خيوطها وبدأت ماكينته الكبيرة تعمل من «العمارة» على الساحل حتى اعالي صنين في بسكنتا. وكذلك يفعل التيار الوطني، الذي لا يراهن كثيرا على عودة التحالف مع المر، لكنه لا يستعجل تشكيل لائحته او على الاقل الاعلان عنها او عن نواتها لحين انتهائه من دراسة الارض وتقرير التحالفات. وهو يعتبر ان معركته في المتن ستكون «من أريح المعارك».