منتديات ليب مون

«لبنان يتكون من سياسيين عاديين.. ونساء مبدعات»
«المرأة اللبنانية في موقع القرار»: تمثيل شبه معدوم


من اليسار: الضيقة، دوغان والبساط



جاءت النساء ليستمعن إلى حقوق النساء. حقوق المرأة الدائمة، ومطالبها الحالية والمستقبلية، والقليل الذي استطاعت إنجازه في العمل السياسي والاجتماعي على مدى السنوات الماضية. بالأمس، توافدن إلى مركز توفيق طبارة تلبية لدعوة «رابطة المرأة العاملة في لبنان»، لسماع ما يعرفونه مسبقاً عن «المرأة اللبنانية في موقع القرار». وخرجت إليهن الحقيقة التي كانت تتردد دوماً، «هناك تمييز واضح ضد المرأة في توليها المناصب القيادية ومن ثم مشاركتها في عملية صنع القرار، وما تزال ممثلة تمثيلاً معدوماً أو ناقصاً جداً في معظم مستويات القرار»، قالت رئيسة الرابطة إقبال مراد دوغان.
وقبل أن تقدم دوغان ضيفتي الندوة الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة والدكتورة إلهام كلاّب البساط، كررت الوصفة الأساسية: «لوصول المرأة إلى مراكز القرار العليا السياسية والإدارية، بعدما وصلت إلى المراكز الوسطية، عليها أن تنظم نفسها وأن تتكاتف وأن تتعاون وأن تنبذ الأنانية والحسد وأن تؤمن بأن وصول أي إمرأة غيرها إلى موقع القرار إنما هو وصول شخصي لها». كان لهذه الجملة وقعها بين الحاضرات اللواتي طغى عليهن، على غير عادة، حضور شبابي لطيف، فتجدهن ينظرن إلى بعضهن ويومئن برؤوسهن، موافقات... ولكن بعضهن، كن هامسات: «كل مرأة تغار من المرأة... ولا يمكن أن تثق بها».
الوزيرة السابقة حمزة، لفتت إلى أن المرأة «من أكثر المتضررين من اعتماد قانون انتخابات على أساس النظام الأكثري وفي ظل نظام سياسي قائم على الحصة (الكوتا)، الطائفية والمناطقية والإرث العائلي». وركزت حمزة على النسب الخجولة التي تطبع مشاركة المرأة في مواقع القرار وفي السلطة السياسية مع الأخذ بعين الاعتبار تطور هذه المشاركة في بعض الميادين، كالميدان القضائي على سبيل المثال».
وأكدت حمزة على أن «إشكالية إقصاء النساء عن موقع القرار، تبرز أمام المعطيات الرقمية التي تبين وجود المرأة في مجالات الاختصاص العلمية، وفي نسب التعليم ودخول الجامعات. ما يؤكد أن المرأة غير قاصرة عن تبووء المراكز القيادية والعمل السياسي، فنسبة المنتسبات إلى الجامعات عام 2005 تشكل 53 في المئة من مجموع المنتسبين، ونسبة التحاق الإناث في المراحل الثانوية من 1995 وحتى 2005 لم تتدن عن 53 ـ 56 في المــئة. واقتصادياً، تشكل النساء 23,2 في المئة من القوى العاملة المقيمة، و11,2 في المئة منها هن صاحبات أعمال، إنما 75,5 في المئة من القوى العاملة النسائية هن موظفات براتب شهري».
وتساءلت الدكتورة البساط: «متى سيُفسح لنا الرجال المجال للمشاركة، لا المنافسة، في صنع القرار السياسي، وفي صنع القرار الوطني؟». وأعلنت أن «المرأة تحتل الآن مراكز ريادية في المؤسسات الاقتصادية التي كانت حكراً على الرجال، وهي تتبوأ المراكز العليا في المراكز الكبرى بنسبة 17,1 في المئة وفي المؤسسات الصغرى بنسبة 8,3 في المئة، وتبلغ نسبة اليد العاملة في القطاع الصناعي 12,4 في المئة، حيث تقارب نسبة العاملات في صناعة المواد الغذائية والألبسة والنسيج والمواد الكيماوية حوالى 70 في المئة من مجمل العالمين. أما في قطاع التعليم فتبلغ النسبة 62 في المئة».
وأخيراً، أكدت البساط على أن «انحسار النساء عن مواقع وهياكل السلطة يقابله ازدهار ثقافي كبير في الرواية والفنون التشكيلية والأبحاث والموسيقى والغناء والمسرح... لذا، يتكون لبنان اليوم من سياسيين عاديين... ونساء مبدعات».

شكراا للتنوير ياحلوة

الف تحية اليك

هلا وغلا نورت الموضوع