منتديات ليب مون

افتتح «تيار المستقبل» امس، في فندق « البريستول»، اعمال مؤتمره حول «مستقبل العروبة ـ اي عروبة في القرن الواحد والعشرين»، برعاية رئيس «كتلة المستقبل النيابية» النائب سعد الحريري ممثلا بوزيرة التربية النائبة بهية الحريري، بحضور الوزراء الدكتور خالد قباني، الدكتور طارق متري وتمام سلام، سفير فلسطين عباس زكي وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي وأساتذة جامعيين وممثلين عن عدد من الوزراء ومنسقي تيار المستقبل.
بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من عريف الحفل الزميل يحيى جابر، ثم تحدث منسق عام المؤتمر الدكتور حسن منيمنة، فقال: ان التحديات التي تواجهها العروبة في يومنا هذا لا تقتصر على سبب واضح بعينه، لا بل ان تعيين العلة وتحديد اسباب اخفاقاتنا النهضوية هي الغاية من اثارة ورشة نقاش اردناها في تيار المستقيل، من خلال استفزاز عقول نخبة من المفكرين العرب واللبنانيين، لكي يتبادلوا الرأي ويتشاركوا القول في قضية ليست عرضية مطلقا. انها الجوهر والاساس الذي يتمحور حوله السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أضاف: ان هويتنا العربية تواجه خطرا محدقا، لا بنتيجة التشرذم والانقسام السياسي في بلداننا العربية فحسب، ذلك ان الخلافات التي تنشب في البيت الواحد والامة الواحدة من شأنها ان تضرب مناعة شعوبنا وقدرتها على التماسك والصمود أمام اعصار العولمة الوافدة الينا من دون استئذان. فلا بد من استقبالها اذا عبر التفاعل مع جديدها والاستجابة لمتطلبات مواكباتها من دون خوف ولا جزع، بل بحرص وثقة وإيمان بضرورة الانفتاح الحضاري على العالم.
ثم القى النائب سمير فرنجية كلمة «قوى 14 آذار»، فقال: في العام 2007، جاء إعلان الرياض الصادر عن القمة العربية ليكرس التوجه الذي أطلقته «ثورة الأرز». فبدأت إعادة النظر بعدد من التقابلات القاتلة التي شوهت مفهوم العروبة وحالت دون تقدم العالم العربي.
أضاف: من هذه التقابلات: التقابل بين الانتماء الوطني والانتماء العربي. فشعار لبنان أولا الذي رفعته ثورة الأرز والذي اعتبره البعض شعارا انعزاليا، استكمل بشعار آخر هو شعار العرب أولا، الذي أعاد تأكيد حق العرب في أن يكونوا هم دون سواهم أصحاب القرار في تحديد مصيرهم، وذلك في مواجهة قوى اقليمية ـ اسرائيل وإيران ـ تحاول التحكم بمصيرهم. والتقابل بين الفرد والجماعة حيث استخدمت العروبة بمفهومها الاختزالي وسيلة لإلغاء الفرد لحساب الجماعة، تمهيدا لاختزال الجماعة بحزب أو طائفة أو مذهب أو عشيرة. والتقابل بين المجتمع والدولة حيث اختزلت مجتمعها بحجة تأمين تطوره غير ان هذا الاختزال لم يحقق الدولة الحديثة. والتقابل بين الذات والآخر المختلف.
وقال: العروبة التي نعمل اليوم على رسم معالمها ليست مقطوعة عن التاريخ، إنها تستحضره لأخذ العبر والدروس والتأسيس عليها لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. والدرس الأهم الذي قدمه لنا التاريخ هو ان العروبة في جوهرها رسالة انفتاح وتواصل. فهي التي أسست لأول تجربة مدونة للعيش المشترك في تاريخ الانسانية.
ثم ألقى العلامة السيد علي الأمين كلمة قال فيها: إن العروبة التي نريدها في القرن الواحد والعشرين، هي التي تستفيد من تجارب الماضي وتتجاوز الأخطاء لتصحيح المسيرة وبناء المكونات البشرية الموجودة في الوطن العربي والثقافية الآخذة بالحريات الدينية والفكرية والسياسية التي يقوم عليها بناء الدولة الحديثة والعصرية.
وفي الختام القت الوزيرة بهية الحريري كلمة راعي المؤتمر النائب سعد الحريري تناولت فيها دور بيروت، «عاصمة لبنان ومدينة العرب، وفضاء أحلامهم وإبداعاتهم وحريتهم، بيروت التي عاشت مع قضايا الأمة أوطانا ومجتمعات، وفتحت قلبها وذراعيها لطلاب العلم والمعرفة والتواصل بين الثقافات والحضارات». وركزت على دور بيروت العروبي المقاوم.
وتابعت: من حق بيروت التي نهضت من تحت الركام ورفعت عن صدرها ووجهها آثار الحقد والقتل والدمار وأعادت بناء ما تهدم ووصلت ما انقطع بين الأخوة والأشقاء والأصدقاء... بيروت رفيق الحريري التي عادت لأهلها ولذاتها، وعاد العرب اليها، واستعادت منابرها ومطابعها وإعلامها وجامعاتها ومصارفها ومرافقها، وعادت لتؤدي دورها المميز في خدمة وطنها وأمتها عبر مسيرة الوحدة والبناء والتحرير وانتظام الحياة السياسية، شيئا فشيئا بهمة أبنائها الذين تحملوا المسؤولية الكبرى، وواجهوا تحديات عظام بهمة عالية وإرادة صلبة وإيمان بالله وبقدرة أبنائها وبحب أشقائها وأصدقائها، فصنعوا أسطورة النهوض العربي وأسسوا لتجربة عربية حديثة تقوم في أساسها على قدرة إنساننا على تحمل مسؤولياته الوطنية والقومية، وبناء دولته الحديثة على أساس الشراكة المتوازنة، ودولة المؤسسات وانتظام الحياة السياسية وحماية المبادرة الفردية وحق الاختلاف وحرية الرأي والرأي الآخر، وحسن إدارة مواردنا البشرية والطبيعية وبناء الذات الوطنية على أساس الإنتاج المتطور.
وأردفت: من حق بيروت ان تسأل معكم: أية عروبة تصح في القرن الحادي والعشرين؟ ولقد اراد رئيس تيار المستقبل سعد الدين رفيق الحريري دعوتكم الى هذا المؤتمر لنطرح الأسئلة ونحدد المسؤوليات ولنمعن التوصل في قدراتنا وحاجاتنا، وانطلاقا من احساسه بالمسؤولية الوطنية اولا، ايمانا منه باحترام خصوصيات مجتمعنا ودولنا.. ومسؤولية كل مجموعة منا بالنهوض بأوطانها ومجتمعاتها، سبيلا للتكامل وتعزيزا لعمل عربي مشترك يكون إطارا لتجميع طاقاتنا وقدراتنا، وليس مساحة لأزماتنا وعجزنا.
وختمت: لقد آن الأوان لنتحمل جميعا المسؤولية تجاه وطننا وأمتنا، أفرادا ومؤسسات ومجتمعات ودولا، وقد بلغنا من الوهن والضعف والانقسام. ان هذا المؤتمر الذي يسعى لرؤية مستقبلية تتجاوز الواقع ولا تستقر به انطلاقا من وعينا جميعا، بأن ما وصلنا اليه لا يرضي احدا ولا يبعث على الاطمئنان على حاضرنا ومستقبلنا.

اي عروبة؟ ميرسي هوني جيرل والله يرحم الشهيد رفيق الحريري !