منتديات ليب مون

بري يتحدث أمام الوفد


تساءل رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن سبب اعتبار الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية، وتساءل: هل اذا انتخبت ام لم تنتخب يتغير وضع لبنان؟هذا الكلام غير معبر عن الواقع، فهل اذا انتصر فريق على فريق يتغير وضع لبنان؟ لا، هل ينكرون التوافق على لبنان؟ محذرا من انه لا يجوز اللعب بالتوافق الداخلي، ولا اللعب بين المسلم والمسلم والمسيحي والمسيحي واللبناني واللبناني. واكد انه لن يسكت على محاولات الغاء مجلس الجنوب وموازنته.
جاء كلام الرئيس بري، خلال لقاء مع وفد حاشد من منطقة البقاع الغربي، في المبنى الجديد الملحق بمبنى الرئاسة الثانية في عين التينة (مبنى المختبر المركزي سابقا)، حيث ابلغ الوفد انه اطلق على القاعة اسم قاعة شهداء البقاع الغربي، واستعرض الوضع العربي، مؤكدا ان لبنان ليس جزيرة معزولة عما يجري، ومشيرا الى ان الانتخابات الاسرائيلية اثبتت فعلا ان هناك «مثلث برمودا» جديدا هو مثلث الموت، معتبرا ان معسكر الاعتدال العربي انتهى في الوقت الراهن على الاقل الى غير رجعة. وقال: اني اشفق على الادارة الاميركية الجديدة واسأل من ستفاوض؟نتانياهو او ليبرمان ام ليفني، الذين يتفقون على قتل الفلسطينيين، وبعضهم يريد ان يطرد فلسطينيي .1948 اذاًٍ نحن بين السكين وحد السكين.
اضاف: توحد الاسرائيليون ومع الاسف نحن في لبنان اذا نادينا بالتوحد نسمع كلاما ان لا، واذا قلنا ان الانتخابات ليست مصيرية ولا يتقرر فيها مصير لبنان، نسمع آخرين يقولون ان هذه الانتخابات مصيرية، ما هي هذه المصيرية، وكيف هي مصيرية؟ لبنان من دون توافق لا يستطيع ان يستمر بالعيش، نعم الانتخابات من المفروض ان تكون لاصلاح ما داخل البيت اللبناني.
وتابع: اذا فشلت طبقة سياسية ببرنامجها تأتي طبقة جديدة محلها نتيجة الانتخابات، الانتخابات لا تبني البيت، البيت موجود ولا تبني الوطن فالوطن موجود، لكنها تستطيع ان ترمم داخل الوطن وداخل البيت، اريد ان احذر اسرائيل لا تخيف ابدا، السلاح الفعال عند الاسرائيليين هو الخلاف عند العرب وليس الطائرات والسلاح، والخلاف بين اللبنانيين، وكلما اختلفنا تنتصر اسرائيل. وعندما توحد لبنان انتصر على اسرائيل، وتغيرت النظرة اليه ان قوة لبنان في ضعفه، والخطر الآن على المقاومة ليس من اسرائيل، بل من الانقسامات الداخلية.
وقال: نفهم الاعيب الانتخابات والحملات الانتخابية واللجوء الى الحماسة والتشجيع، لكن لا يجوز اللعب بالتوافق الداخلي، لا يجوز اللعب بين المسلم والمسيحي ولا بين المسلم والمسلم ولا بين المسيحي والمسيحي، ولا بين اللبناني واللبناني، هذا الامر يشكل خطرا على لبنان ويؤدي الى هدم كل مقومات الدولة.
وتساءل: اذا اردنا السير بالركب السلمي فكيف يمكن اعطاء السلم ان لم نملك ورقة قوة بين ايدينا؟ لو كان العرب والفلسطينيون موحدين فهل كان ليحصل ما حصل في غزة؟ وقال: ما يحصل في الساحة العربية يحصل في لبنان، وقد اصبحت السياسة غاية وليس وسيلة، واصبحت غابة للقطع وليس للزرع، وهذا امر خطير.
وتطرق الى ذكرى الرئيس رفيق الحريري، فقال: كنت اتفق معه احيانا ونختلف احيانا في السياسة، لكن كان للرجل مشروع. اما الآن فلا يوجد مشروع، وكي لا يفكر احد باني اقول هذا الكلام لهدف معين، فقد قرأت اليوم (امس) في «النهار» مقالا لمروان اسكندر، الذي لا يتعاطي عادة بالسياسة، وهو محسوب على 14 آذار، يخاطب فيه الرئيس فؤاد السنيورة، ويقول له:»من خلال 44 شهرا حكمت فيها لم ينفذ مشروع واحد ذو بعد وطني، علما بأن ما تأمن لحكومتك من مساعدات ومن ارث رفيق الحريري، ومن مساعدات عربية إثر حرب تموز، لم تعطَ لأي رئيس وزراء من قبل... لقد انقضى على تقديم المنحة السعودية سنتان واربعة اشهر ولم تنجزوا حتى الآن اتمام المساعدات هل هذه هي السرعة في التنفيذ.. ولماذا مثلا لم تطلق عملية البحث والتنقيب عن النفط؟».
وقال: الذي لم يقله اسكندر للسنيورة انك ليس فقط لم تنفق للناس المستحقين في الجنوب والبقاع الغربي والضاحية والمناطق الاخرى، من الهبة السعودية، انما تصرفت بقسم لا يستهان به لغايات اخرى، وهذا حصل اعتراف به واختلفنا فقط على قيمة المبلغ الذي تم صرفه، هنا وهناك وعلى الزفت الانتخابي، وفي النهاية يقول ان نبيه بري عندما يطالب بموازنة مجلس الجنوب فلأمر انتخابي. كأني احتاج لتوزيع المال كي ينتخبني الناس في الجنوب، هذا كلام لا يصدق.
وتابع: كيف للرئيس السنيورة الحق ان يقول انه لا يريد ان يصرف موازنة مجلس الجنوب، مجلس الجنوب لم يتم انشاءه بقرار من رئيس مجلس الوزراء ليتم الغاؤه بقرار، لا احد يستطيع الغاء مجلس الجنوب، تماما كما بقية المجالس والصناديق الا بموجب قانون من مجلس النواب. والمسألة الوحيدة التي لا تحتاج لمرسوم او لقانون وهي غير شرعية منذ ولادتها هي الهيئة العليا للاغاثة.