منتديات ليب مون

محادثات سليمان في المنامة وأبو ظبي: لجان مشتركة والوضع في غزة والمصالحات العربية
البحرين تفتح سفارتها في بيروت والإمارات تمنح لبنان 10 مروحيات «بوما» جاهزة

ملك البحرين يقدم «القلادة الخليفية» إلى الرئيس سليمان

...ورئيس دولة الإمارات يقدم للرئيس سليمان أعلى وسام



ينهي رئيس الجمهورية، اليوم، زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة ويعود الى بيروت، بعد زيارة سبقتها الى مملكة البحرين، حيث أجرى في الدولتين محادثات تركزت على تعزيز التعاون الثنائي، والوضع العربي لا سيما قضية رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة المحتل، والمصالحات العربية، وتوجت زيارة الإمارات بقرار من رئيس الدولة بمنح لبنان عشر طائرات مروحية من طراز «بوما»، جاهزة للتسليم فوراً نظراً إلى خبرة الطيارين اللبنانيين في هذا النوع من المروحيات. فيما أعطى الملك حمد بن عيسى توجيهاته إلى الجانب البحريني لإعادة فتح سفارة مملكة البحرين في بيروت. كما تم الإعلان عن تشكيل اللجنة العليا المشتركة الوزارية بين لبنان وكل من البحرين والإمارات، لرعاية العلاقات وتعزيزها. وتم التوقيع على البروتوكول التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي بين لبنان والإمارات.
ورافق الرئيس سليمان وزراء الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، الدفاع الوطني الياس المر، الثقافة تمام سلام، الاتصالات جبران باسيل، ووزير الدولة جان اوغاسبيان.
في المنامة
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد أجرى في المنامة عصر الاثنين، محادثات مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وحضرها عن الجانب اللبناني الوفد الوزاري. وعدد من كبار المسؤولين البحرينيين السياسيين والعسكريين.
وتناولت ـ حسب بيان رسمي ـ سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة. كما تطرقت المحادثات إلى الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق، حيث شدّد رئيس الجمهورية وملك البحرين على أهمية تحريك عملية السلام لتحقيق السلام العادل والشامل وقيام الدولة الفلسطينية. كما تمّ التأكيد على أهمية تنفيذ قرارات قمة الكويت الأخيرة واستكمال المصالحة العربية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.
وخلال المحادثات تم التأكيد «على أهمية تفعيل العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البلدين وتقديم التسهيلات في مجال الاستثمار، بالإضافة إلى التعاون الطبي. وقد بارك الرئيس سليمان والملك حمد إنشاء اللجنة العليا المشتركة، برعاية وزيري خارجيتي البلدين. كذلك شدّد الجانبان على أهمية تفعيل دور الجامعة العربية بما يخدم المصلحة العربية المشتركة».
وفي ختام جلسة المحادثات، قلد ملك البحرين الرئيس سليمان «القلادة الخليفية»، وهو أعلى وسام يمنح لرؤساء الدول، فيما قلده الرئيس سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.
وقبيل مغادرة الرئيس سليمان للبحرين التقى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في مقر اقامته في فندق ريتز ـ كارلتون، نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد محمد آل خليفة، وتم البحث في العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما الأوضاع في المنطقة وتداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين، للتشاور الدوري وتفعيل الاتفاقيات المعقودة.
في الإمارات
وانتقل رئيس الجمهورية إلى ابو ظبي قبل الظهر، في زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقبله على ارض المطار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وانتقلا الى قصر المشرف، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي ، وقلّد الشيخ خليفة الرئيس اللبناني وسام زايد، وهو أعلى وسام يمنح لرؤساء الدول في الإمارات، فيما قلّده الرئيس سليمان وسام الاستحقاق اللبناني من الرتبة الاستثنائية درجة الوشاح الأكبر، قبل أن تبدأ المحادثات الرسمية بين الجانبين التي شارك فيها عن الجانب اللبناني الوزراء المرافقون للرئيس، وعدد من كبار المسؤولين الإماراتيين. ثم عقد الرئيس سليمان والشيخ خليفة لقاء ثنائياً.
وفي أعقاب المحادثات، وقع الوزير صلوخ ونظيره الاماراتي اتفاقية إنشاء اللجنة المشتركة بين لبنان والإمارات، كما وقّع الوزير صلوخ ووزير الثقافة الإماراتي البروتوكول التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي 2009ـ 2011، برعاية وحضور الرئيس سليمان والشيخ خليفة، وأعضاء الوفدين اللبناني والإماراتي وسفيري البلدين.
لقاء الجالية والسفراء
والتقى رئيس الجمهورية ابناء الجاليتين اللبنانية في البحرين والإمارات وشارك في اللقاءين أعضاء الوفد الرسمي اللبناني، اضافة الى سفيري لبنان في البحرين عزيز القزي وابو ظبي فوزي فواز.
واكد سليمان امامهم، «انه لا يصعب على بلد كلبنان يمتاز بشعب ساهم في بناء دول العالم من خلال مغتربيه، ان يبنى من جديد، ولا يصعب على بلد يملك جيشاً كالجيش اللبناني الذي حفظ الوحدة الوطنية وحارب الإرهاب وحافظ على الديموقراطية ودافع عن الحريات، ان يحمي الوطن». وقال: ان التضحيات الجسام التي بذلها الشعب اللبناني بالجهد والدم والعمل داخل لبنان وخارجه، ستؤسس لوطن أكثر قوة وحضوراً. واذ ذكر ان الشعب والجيش والمقاومة قهروا العدو الإسرائيلي، لفت الى انه يجب على اللبنانيين التضامن لمجابهة مطامع إسرائيل، خصوصاً في لبنان.
وطمأن إلى أن هيئة الحوار الوطني التي تعقد جلساتها في قصر بعبدا، تسير على الطريق الصحيح ولو أن إقرار الاستراتيجية الدفاعية يتطلب بعض الوقت، مشيراً إلى أن هذه الهيئة هي نموذج للهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي تجب مناقشتها بعد استعادة لبنان عافيته.
وأكد حرصه «على إجراء الانتخابات النيابية بكل ديموقراطية وبشكل يسمح للجميع بالتعبير عن رأيهم بحرية وإيصال من يرغبون إلى الندوة البرلمانية، لافتاً إلى انه وبعد الانتهاء من الانتخابات سيتم التركيز على محاربة الفساد واستئصاله وتفعيل دور الإدارة اللبنانية كي يعود لبنان منارة للشرق».
وقال: حاول العدو ضرب لبنان بعنفوانه، ببناه التحتية، بجيشه، وحاول أن يجعل منه دولة متلاشية لا وجود فيها لمؤسسات وقانون ونظام واقتصاد، إلا أن اللبنانيين قرروا منذ فترة إعادة بناء الوطن. ومنذ ثمانية شهور، بدأت الدولة تستعيد قوتها وسلطاتها الدستورية في لبنان حيث أصبح هناك رئيس للجمهورية، وحكومة تجتمع وتتخذ القرارات، ومجلس نيابي يشرّع.
والتقى رئيس الجمهورية في مقر إقامته في ابو ظبي، السفراء العرب المعتمدين الذين تحدث باسمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير قطر لدى الإمارات عبدالله العثمان، ورد سليمان بكلمة شدد فيها على ان المهم استعادة لبنان وحدته الوطنية وهو يحاول اليوم استجماع عناصر قوته من المغتربين إلى المقاومة والجيش اللبناني لبناء خط دفاع وطني متين يمنع إسرائيل من الاعتداء عليه».
أضاف: نحن على موعد في آذار المقبل مع مؤتمر قمة عربية ستعقد في الدوحة وأتمنى على الجميع رصّ الصفوف للخروج بموقف سياسي واحد من إسرائيل والعمل سوية على القضية الفلسطينية.
وبعدها التقى الرئيس سليمان بوفد من مجالس العمل اللبنانية في إمارات دبي وأبو ظبي والعين، الذي عرض لأحوال اللبنانيين ورجال الأعمال في هذه الإمارات.
سلام
وفي إطار الزيارة اجتمع وزير الثقافة تمام سلام في البحرين مع وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبحث معها في سبل التعاون الثقافي بين البلدين إضافة إلى مختلف الأمور والتطورات .
وسلم الوزير سلام نظيرته البحرينية درع رئيس الجمهورية تقديراً لخدماتها ودورها في عالم الثقافة وتشجيعها للمبدعين اللبنانيين والعرب .
بعد ذلك زار الوزير سلام والوزيرة خليفة المتحف الوطني في البحرين، كذلك حضرا ندوة شعرية في مركز بيت الشعر للشاعرة اللبنانية ندى الحاج في حضور عدد من الشعراء والفنانين العرب من بينهم المؤلفة الموسيقية ومغنية الأوبرا اللبنانية هبة القواس.
وفي الإمارات العربية المتحدة أجرى الوزير تمام سلام لقاء مطولاً مع نظيره الإماراتي عبد الرحمن العويس جرى خلاله بحث في العلاقات الثقافية بين البلدين .