منتديات ليب مون

وعود بجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل... لكن الأضرار البيئية حتمية ولا ضمانة اقتصادية!
تحضيرات لإطلاق مشروع «جزيرة الأرزة» قبالة الشاطئ اللبناني


الشكل الهندسي المفترض للمشروع


بين »أغصان الأرزة« ستتجمع المياه الراكدة


تتحضر شركة »نور الدولية«، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور محمد صالح، لإطلاق مشروع »جزيرة أرزة لبنان« قبالة الشاطئ اللبناني، وهي جزيرة اصطناعية ذات طابع تجاري ـ سياحي ـ استثماري، على طريقة مشروع »جزيرة النخلة« في دبي. وقد أطلقت الشركة فعلاً موقعاً خاصاً بالمشروع على الإنترنت، وكذلك على موقع »فايس بوك«، بالإضافة إلى الإعلانات على عدد من المواقع المتنوعة الاختصاصات، وفي بعض الصحف. ويحاضر اليوم رئيس مجلس إدارة الشركة عن المشروع في جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في جدرا.
وقد سعت »السفير« إلى الاستقصاء عن المشروع، من بعض المراجع الرسمية والأهلية، فتبين أنه لا يزال على الورق، وعلى المواقع الإلكترونية. وقد قام القيمون عليه بزيارات تمهيدية إلى العديد من المسؤولين، لا سيما وزير السياحة الذي شجع ودعم المشروع، كما يقول موقع المشروع على الإنترنت، والذي أعلن أيضاً أنه ما زال يسعى إلى الحصول على »الموافقة من المراجع الرسمية اللبنانية«.
وكشفت مصادر رسمية معنية، فضلت عدم كشف اسمها، أن المسؤولين عن المشروع لم يعينوا مكانه بعد على الشاطئ اللبناني، وأن الدراسات تتمحور حول موقعين: إما قبالة شاطئ الدامور أو قبالة شاطئ عمشيت. ويعتمد الخيار النهائي على دراسات الجدوى الاقتصادية لعمق الشاطئ الذي سيردم، على اعتبار أنه كلما كان الشاطئ عميقاً، كلما احتاج إلى كميات أكبر من الردم.
وتضيف المصادر أن الشركة تقدمت من وزارة الدفاع ـ إدارة الشؤون الجغرافية، بطلبٍ لتحديد الموقع الأنسب لبناء تلك الأرزة على الشاطئ اللبناني، من المنطقة الممــتدة بين صور جنــــوباً والبترون شمالاً، وأن الملف قد سلم إلى وزارة الأشغال ويتم العــمل مع الوزارة ومع المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار.
عن المشروع
تمتد مساحة الجزيرة المفترضة على مساحة ثلاثة ملايين وثلاثمئة متر مربع، بحسب ما هو معلن، من دون تحديد عمقها في المياه. وتفيد المصادر أن »الأرزة ـ الجزيرة« ستقسم إلى قسمين: القسم الأول كناية عن »الجذع« (طبقاً لشكل الأرزة)، حيث سيتم بناء الفنادق والمطاعم والأسواق، على أن يكون مفتوحاً للجميع. أما القسم الثاني فهو »أغصان« و»فروع« الأرزة، حيث سيتم بناء الفيللات والمنازل، على أن يكون الدخول إليه مقتصراً على الملاكين. وذلك بالإضافة إلى الأسواق التجارية، المستوصفات، والمدرسة، والمراكز المتخصصة باستقبال محبّي النشاطات المائية. أمّا نقل السياح وسكان الجزيرة فسيؤمن عبر وسائل نقل بحرية مخصصة للجزيرة. كما ستتم الاستفادة من المساحة تحت الماء لإقامة أكواريوم وفندق...الخ. كما يُخطط لمشروع آخر قد يرافق بناء »الأرزة«، وهو كناية عن »مدينة صناعية« تؤمن مختلف حاجات بناء الجزيرة واستمرار الحياة عليها.
ويفترض أن يتم التسويق للمشروع من باب جذب الاستثمارات، واللبنانيين المغتربين والمهاجرين، والسياح، وأنه سيؤمن ٥٠ ألف فرصة عمل للشباب اللبناني في مختلف القطاعات، مع توقع أن ينتهي العمل بهذا المشروع خلال ثلاث سنوات من بعد إنجاز المعاملات الرسمية.
كما يتم الترويج للمشروع عبر القول بأنه سيحمل أسماء كبار من لبنان، وستسمّى الأجنحة في الفنادق بأسماء المعالم الأثرية اللبنانية.
آثار بيئية خطيرة
يعتبر مشروع كهذا، كأي مشروع آخر لردم البحر في لبنان والعالم، خطراً جداً على البيئة البرية والبحرية معاً. ويبدو أن مهندسه يحاول تقليد مشاريع دبي على طريقة »النخيل« و»خارطة العالم«، كونه عاش في الخليج العربي.
وتكمن أوجه الخطورة على مستويات عدة: فمن أين سيأتي صاحب فكرة المشروع بكميات هائلة جداً من الردم، لتغطية هذه المساحة الضخمة من المشروع؟ ومن الناحية الاقتصادية، التي تبحث عنها مشاريع كهذه في العادة، وبعد اختيار الأماكن التي يسهل ردمها، يتم البحث عن مصدرين لا ثالث لهما لخفض كلفة المشروع: إما أن يتم تدمير وتخريب وتشويه جبال ووديان قريبة من منطقة المشروع، كما حصل في منطقة ردميات الضبية (حيث شوّهت آلاف الهكتارات في المتن وانطلياس ونهر الموت وبصاليم، بسبب المقالع التي تؤمن الردميات للمشروع (مع التذكير بأن صاحب مشروع ردم الضبية، كان نقيباً لأصحاب المقالع والكسارت!).. وإما أن تتم الاستعانة ببواخر ضخمة بجرافات كبيرة لجرف الأتربة والصخور (والحياة) من قاع البحر، ثم تقوم بتجميعها في الأماكن المنوي ردمها (كما حصل في مشاريع دبي)، وأحياناً تعتمد الطريقتان معاً.
وفي كل الأحوال هناك تدمير وتشويه وتخريب للمحيط بشكل لا عودة عنه. فتشويه الجبال، لا عودة عنه، كما أن سحب الردميات من قاع البحر يشكل تخريباً مزدوجاً للمكان الذي سيتم جرفه، كما للأمكنة التي يفترض ردمها!
وهكذا سيتم القضاء على مساحات ضخمة من التنوع البيولوجي البحري، تتجاوز مساحة المشروع نفسه بعشرات المرات.
وإذ يحتاج المشروع إلى سور ضخم أيضاً لكي يحميه من الأمواج، فإن هذا السور، والمشروع نفسه، سيتسببان بتغيير اتجاهات التيارات البحرية. وهذه العملية تؤدي إلى تغيير حياة الكائنات البحرية والنظم الإيكولوجية بشكل خطير جداً، فتقضي على الكثير من الأنواع الحية، وتتسبب بأضرار لا تعوض ولا يعرف حجمها، لا بل يستحيل تقديرها في أي »دراسة للأثر البيئي للمشروع«، والتي يتوقع أن تصدر لتساهم في الترويج للمشروع، كما يحصل عادة مع حملات تسويق لمشاريع تخريبية من هذا النوع.
ولا ننسى أضرار الردم، وتغيير اتجاهات التيارات البحرية. إذ سيجعل شكل الأرزة، من المياه المتجمعة داخلها، شبه محبوسة وراكدة، مما سيؤدي إلى مشاكل إضافية وأضرار ستلمّ بالحياة البحرية عامة، وهي المشكلة التي تواجه جزر دبي الاصطناعية حالياً.
لا جدوى اقتصادية
يسابق هذا المشروع (كما المشروع المماثل الذي سبقه: »صنين زينة لبنان«) إقرار مجلس الوزراء للمخطط التوجيهي الشامل لترتيب الأراضـــي في لبنان، والذي كان يفترض به أن يضع حداً للـــفلتان في البناء والمشاريع الكبرى المشــوهة أينما كان، وعلى حساب أي شيء. لا سيما عــلى رؤوس الجـــبال، وفوق مصادر المياه الجوفية، وعلى الشاطئ، وعلى الأمـــلاك العـــامة التي يفترض أن تبقى لجميع اللبنانيين، لا أن يتم إقفالها بمشاريع خاصة.
من الناحية الاقتصادية والاستثمارية، لا تجد المصادر المتابعة جدوى اقتصادية لهذا المشروع، وهي تذكّر بمصير مشروع ردم الضبيه الضخم، والذي تم تدشينه في العام ١٩٩٧. ومنذ ذلك التاريخ، لم تتقدم الاستثمارات فيه، كما كان متوقعاً، كما لم يؤمن فرص العمل الموعودة، وقد تمّ إقفاله على الناس عنوة.
إن نقل الجبل إلى البحر (كما يحاول أن يفعل هذا المشروع)، ونقل المدينة إلى الجبل (كما في مشروع »صنين زينة لبنان«)، هو بمثابة تخريب لطبيعة لبنان، ولا يعتبر إنجازاً ولا اختراعاً. فليبقَ الأرز لمناطق الأرز، وليبقَ الشاطئ اللبناني لرواده والصيادين ولكل الناس.
في العام ١٩٩٧ ناضل الكثير من البيئيين ضد ردم شاطئ الضبيه، ومشروع ردم ساحل المتن (على مساحة تسعة كيلومترات من الشاطئ). فما كان من صاحب المشروع آنذاك إلا أن »انتقم« منهم، فنظم مهرجاناً أطلق عليه تسمية »بيئة وموسيقى« في ٢٧ تموز من ذاك العام لتدشين مشروعه. فهل تنجح بعض الجمعيات البيئية، التي تداعت اليوم إلى اجتماع لمناقشة الموضوع، في وقف تكرار الكارثة البيئية وقضم ما تبقى من أملاك عامة؟

شكرا هوني على الموضوع وييييي شو رح يسرقو منو قصدي شو رح يستفيدو منو السياسيين ياللي عنا

مشكورين على المرور الله يعطيكم العافية,,تحياتي