منتديات ليب مون

إنتاج البطاطا على مد العين والنظر.. فأين التسويق


بالامس، بعد ايام على تأكيد وزارة الزراعة ومصلحة الابحاث العلمية الزراعية ورئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر اكتشاف مرض العفن البني خلال فحص بعض عينات البطاطا التي نتج عنها قرار من وزارة الزراعة السورية بمنع استيراد البطاطا من لبنان، بدأ المزارعون ومعهم وزارة الزراعة بحملة مضادة ونوع من مراجعة للكلام والتقارير التي صدرت في الايام الاولى لاكتشاف المرض.
التحرك الاولي للمزارعين كان خلال اجتماع عقد في مقر نقابة الفلاحين والمزارعين في رياق بحضور عدد من المزارعين والمصدرين منهم رئيس النقابة ابراهيم الترشيشي، رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر حيث احتدم النقاش بين الاخيرين على خلفية اعلان الصقر وجود مرض العفن البني.
بعد الاجتماع، توجه المزارعون الى مكتب وزير الزراعة الياس سكاف الذي طالب في مستهل الاجتماع الاعلاميين بتغطية ما يحمله الوافدون اليه ومن ثم عقد خلوة مع المزارعين بعيدا عن الاعلاميين.
في مكتب وزير الزراعة وبحضوره دافع رئيس نقابة الفلاحين والمزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي بشدة عن نوعية البطاطا اللبنانية واصفا اياها بالاجود والاسلم والانظف في الشرق الاوسط والدول العربية، جازما بعدم وجود مرض العفن البني. واعتبر الترشيشي »أن القرار السوري اجراء طبيعي دأب الإخوان السوريون باتخاذه منذ عام ٢٠٠٤ في مواقيت فتح الاسواق اللبنانية امام البطاطا المصرية«، مطالبا وزير الزراعة الياس سكاف بالعمل على اعادة فتح السوق السورية امام الانتاج اللبناني.
لكن القرار السوري الاخير واضح وجاءت حرفيته كالتالي »نظراً لتسجيل حالة اصابة بمرض العفن لعينات من البطاطا الواردة من لبنان عن طريق مركز الحجر الصحي النباتي في جوسية، طلبت المديرية من الجهات المشار اليها العمل على وقف استيراد البطاطا اللبنانية«.
وفي حين طالب رئيس نقابة مزارعي البطاطا جورج الصقر وزارة الزراعة بالتشدد في مراقبة وفحص البذار والبطاطا المعدة للاكل والتي تدخل الى لبنان، والعمل على تأكيد علمي ومخبري على نفي وجود هذا المرض، في المقابل، اعتصم الوزير الياس سكاف عن الكلام، فلم يؤكد ولم ينف وجود مرض العفن البني، الا انه اشار الى »جانب سياسي في هذه الحملة على ابواب الانتخابات النيابية المقبلة، تسببت بالإساءة الى سمعة لبنان الزراعية وبالتالي سمعة الانتاج اللبناني«، مؤكدا العمل والتشدد على فحص البذار والبطاطا التي ستدخل الى لبنان. وقال » المراقبة ستتم وانا كوزير مسؤول عن جميع قراراتي ولهذا السبب سأذهب الى سوريا لحل هذه المشكلة كما فعلت سابقاً«.
وطالب سكاف أخصامه السياسيين بالتعرض له شخصياً دون التعرض للقطاع الزراعي والانتاج اللبناني الذي يعتاش منه الآلاف من اللبنانيين »وبالتالي لن اقبل بعد اليوم الاساءة والتعرض للقطاع الزراعي لغايات انتخابية«.
وأكد مستشاره الزراعي المهندس ميشال الزرزور على ضرورة انتظار فحوص اخرى مطلوبة للجزم بوجــود مرض العفن البني«.
يذكر أن مصلحــة الأبحاث العلمية قدمت يوم الجمعة الماضي الى وزير الزراعة تقريرا يؤكد ان الفحوصات الاولية التي بلغ عددها اربعة فحوصات تؤشر الى تفاعل ايجابي جدا للعينات مع مرض العفن البني.
انتهى الاجتماع كما بدأ من دون تأكيد أو نفي لوجود مرض العفن البني، لكن الاشهر الآتية قريبة ومعها أكثر من مئة وخمسين الف طن من البطاطا اللبنانية المعدة للتصدير، فمــن ينصفها ويؤكد علميا جودتها وسلامتها من الامراض في ظل التخبط الحالي الرسمي والنقابي والزراعي في وقت يحتاج فيه المزارعون إلى حل سريع لهذه الكارثة الزراعية في لبنان والقطاع الزراعي.