منتديات ليب مون

تقتصر أضراره على الإنتاج دون صحة الإنسان
تحاليل إضافية للبحث عن مصدر العفن في البطاطا


فحص البطاطا في تل عمارة


تفاعلت امس قضية اكتشاف وجود مرض »العفن البني« في احدى الشاحنات اللبنانية المحملة بالبطاطا الى الاسواق السورية وبالتالي القرار السوري القاضي بحظر دخول البطاطا اللبنانية الى الاسواق السورية بعد تعميم وزارة الاقتصاد السورية، لاسيما ان الشاحنتين اللتين ضبطتا وتم وضعهما في الحجر الصحي في منطقة القاع عند الحدود اللبنانية ـ السورية،اختفتا ولم يعرف مصدرهما.
وتتفاقم مخاوف المزارعين اللبنانيين من التأثيرات السلبية التي قد تطال تصدير البطاطا اللبنانية في الاشهر المقبلة مع أوان موعد قلع مواسم عكار ومن ثم يليها مواسم البقاع.
ويتوجه رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام يرافقه رئيس مصلحة وقاية النبات في المصلحة المهندس ايليا الشويري اليوم لبحث هذا الموضوع مع وزارة الزراعة.
ويؤكد الدكتور افرام لـ»السفير« ان مختبرات المصلحة في تل عمارة اجرت في السنوات الماضية اكثر من فحص بكتيري مع اللجان السورية والاوروبية على المئات من عينات البطاطا، التي اظهرت خلوها من هذا المرض باستثناء العينة الاخيرة التي حاول مصدروها تمريرها الى الاراضي السورية دون اجراء اي كشف مخبري عليها في مختبرات تل عمارة الموثوقة والمتطابقة مع المختبرات الفرنسية والهولندية«. ويؤكد افرام أن الفحص الأولي لهذه العينة عبر اختبار (IF TEST) اظهر تفاعلاً ايجابياً لمرض العفن البني داخل رؤوس البطاطا، إنما يتطلب التأكد بشكل جازم من فحوصات أخرى تعرف باسم ISOLATION EN SPECIFIC MEDIA سنجريها في مختبرات تل عمارة بعد الحصول على عينات من البطاطا التي يقول السوريون إنها موجودة عندهم.
تبدأ حكاية الاكتشاف الاخير لمرض العفن في البطاطا اللبنانية إلى صبيحة الثالث عشر من الشهر الجاري حين ارسلت وزارة الزراعة السورية برقية عاجلة الى وزارة الزراعة اللبنانية تتضمن نتائج فحوصات مخبرية سورية اظهرت وجود عينات من البطاطا تحتوي على مرض العفن البني، معدة الى التصدير باتجاه الاسواق السورية. وعلى الأثر أرسلت وزارة الزراعة اللبنانية عبر مديرها العام بالإنابة سمير الشامي كتابا الى مصلحة الابحاث العلمية الزراعية تطلب فيه فحص عينات من البطاطا اللبنانية، موجودة في الحجر الصحي عند الحدود اللبنانية ـ السورية في منطقة القاع. وبالفعل أجرت المصلحة فحوصاتها الأولية (IF TEST) حيث تبين وجود تفاعل ايجابي مع مرض العفن البني، والكلام لرئيس مصلحة وقاية النبات في تل عمارة المهندس ايليا الشويري. وعاد خبراء وفنيو مصلحة الابحاث بعد يومين لجلب عينات جديدة من هذه البطاطا من الحجر الصحي في القاع للتوسع بالفحوصات والتأكد بشكل جازم من خلو أو احتواء البطاطا على المرض المذكور، ففوجئوا باختفاء شاحنتي البطاطا التي كان من المفترض انهما في الحجر الصحي وممنوع على احد الاقتراب منهما الا بأمر من وزارة الزراعة. و»هنا الطامة الكبرى او النكبة«، كما يسميها الشويري لأنه »من الضروري والمحتم ان يتم تلف حمولة الشاحنتين بشكل سريع في حال التأكد من وجود هذا المرض السريع الانتشار ولو من خلال البطاطا المعدة للأكل«.
عن مرض العفن البني يعرّفه الشويري بالمرض البكتيري السريع الانتشار في التربة والمياه، ويمكن انتقاله الى التربة بواسطة البذار الموبوء وحتى عبر قشور رؤوس البطاطا المصابة او او عبر مياه الري التي تستعمل في غسل رؤوس مصابة بالمرض. ويتسبب المرض بتخفيض كمية الإنتاج في الأرض ولذلك يجب معرفة مصدر البطاطا المصدرة والعمل على محاصرة الحقول التي أنتجتها وعدم زراعتها بالبطاطا لمدة خمس سنوات لتنظيفها ولا وجود لأي معالجات كيميائية لحل هذا المرض البكتيري.
ويشير الشويري الى ان مصلحة الابحاث العلمية الزراعية وتسهيلاً لتصدير البطاطا اللبنانية الى الأسواق الأوروبية والعربية كافة بدأت منذ عام ٢٠٠٣ باجراء فحوصات دورية لآلاف الدونمات الزراعية في سهلي البقاع وعكار للتأكد من خلوها من مرض العفن ومكافحته عبر نظام التتبع الذي بدأت بتطبيقه لمحاصرته والقضاء على اي مرض بكتيري يظهر على اي انتاج زراعي لبناني، مؤكداً أنه ومنذ ذلك التاريخ لم يتبين اي وجود لهذا المرض ولا سيما ان الابحاث الزراعية في تل عمارة تجري يومياً فحوصات إلزامية على البذار المستورد الى لبنان، انما البطاطا المصرية والمعدة للأكل لا تخضع لأية فحوصات مخبرية، والخوف يتعاظم من هذه البطاطا المعروفة بهذا المرض.
الخوف عند المزارعين ليس على خمسة آلاف طن منعت حالياً من دخول الاسواق السورية انما المصيبة في تصريف مئة وخمسين الف طن ستبدأ بالانتاج والتكدس في المستودعات بدءا من شهر ايار المقبل مع بداية موسم عكار، والكلام لرئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر الذي يحمل المسؤولية لوزارة الزراعة لإهمالها هذا الموضوع ومراقبة الانتاج المصدر والمستورد الى لبنان. وتظهر كميات البطاطا المسوقة الى سوريا انها اكبر من انتاج لبنان بكثير ما يعني انها من مصادر مجهولة وغير خاضعة للرقابة إضافة لعدم تثبيت خلو كل مناطق لبنان من مرض العفن البني.
وبالنسبة لتأثير البطاطا المصابة بالعفن على صحة الإنسان يؤكد رئيس مصلحة المستهلك في لبنان الدكتور زهير برو عدم وجود أي تأثير سلبي على صحة المستهلك وإنما تنحصر سلبية المرض على الإنتاج الزراعي من البطاطا وطبعاً على تصديرها.