مخيمات العاصمة في اليوم الـ ١٣ من العدوان: بحث عن وجوه الأقارب في الشاشات - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام العامة > أخبار لبنان والعالم اليومية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2009, 11:03 AM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي مخيمات العاصمة في اليوم الـ ١٣ من العدوان: بحث عن وجوه الأقارب في الشاشات


في مخيم البرج



في اليوم الثالث عشر للعدوان على غزة، تخفت الأصوات قليلاً في مخيمات العاصمة. تخفت من شدة الاختناق. تخفت هرباً من كلام لا يعرف أصحابه كيف يقال أو كيف يشرح. فتفضّل الأغلبية الصمت وهي تكمل ترتيب يومياتها الصعبة داخل الصناديق الحجرية التي تسمى بيوت.. المخيم.
الوجوه في مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار إلياس تحمل الكثير وتقول القليل منه. صاحب دكان السمانة، المرأة التي تتسوق خضارها، الطفل الذي يلعب تحت المطر وبين تلال الوحل، الفتاة المتوجهة إلى جامعتها بأناقة بسيطة، مزينة الشعر التي لا تجد كثيراً من الزبائن.. هؤلاء كلهم يتابعون حياتهم ببطء، بتعب، وبخوف لم يهدّئه خبر إطلاق جهة مجهولة للصواريخ من جنوب لبنان.
نادر جداً الحديث الذي يخرج عن حدود أحداث غزة. ونادر أكثر وجود تلفاز يبث أخباراً غير تلك الآتية من القطاع. تجدهم يلاحقون الخبر من شاشة إلى أخرى، من »الجزيرة« إلى »العربية« إلى »الأقصى«، و»القدس«، و»المنار«.. وحتى »فرانس ٢٤« و»بي بي سي العربية«.. يلاحقون الأحداث، وأي خبر يأتي عن حبيب أو قريب »غزاوي«. وعندما يُقطع التيار الكهربائي، يغادرون غرفهم المعتمة ويتسمرون عند عتبات أبواب مطلة على أزقة خانقة، ينفثون دخان سجائرهم أو يراقبون الصور مجازر جديدة أضيفت إلى تاريخهم، ورفعت بالملصقات على جدران مخيماتهم. بين هذه الملصقات، واحد باللون الأخضر لحركة »حماس« يرفع شعار »أقوى من العدوان«، وثانٍ باللون الأحمر يرسم قبضة مقاوم فلسطيني تخترق نجمة إسرائيل وتعلن: »غزة.. تصنع الانتصار«.
بعد مرور الأيام العصيبة على غزة، ما زال أهل مخيمات العاصمة يعيشون نبض العدوان ثانيةً تلو الأخرى. من له أقارب وأولاد هناك، يحاول الاتصال بهم يومياً.. منهم من ينجح في سماع صوت الأحبة مرة كل يومين أو ثلاثة، ومنهم من لا يغمض له جفن قبل أن يتأكد ثلاث مرات يومياً من أن الصامد على الطرف الآخر لا يزال على قيد الحياة. هذا هو حال منى وهو اسم مستعار لسيدة تعيش في مخيم مار الياس، وتفضل أن تستعير لنفسها اسماً جديداً بدلاً من ذاك الحقيقي. لمنى ابنٌ في السابعة والعشرين من عمره، يعيش مع زوجته وولديه في منطقة الشيخ رضوان. منذ تركته لظروف خاصة في العام ١٩٨٩ في غزة وجاءت إلى لبنان، لم تلتق به إلا مرة واحدة في العام ،٢٠٠٣ ومنذ ذلك الحين وهي ترجوه أن يترك القطاع، وهو يكرر لها: »بلدي يمّى، كيف أتركه؟ أموت هنَا أو أعيش هنَا.. نفس إشي«. على حد معلومات منى، يختبئ ابنها في منزله منذ بداية العدوان، وحتى اللحظة لم يستطع الهرب منه لسبب بسيط: »لوين بده يروح، الموت في كل شارع وبكل حي وبكل نفس.. كيف بده يهرب وهوي مش قادر يطلع ليجيب أكل لابنه اللي عمره ٢٠ يوم؟«.
عائلة أبو لبن.. ومحمود الناموسي
في مخيم برج البراجنة، تجد عائلة غارقة في انتظارها الصعب، وآخر ما تحب أن تتحدث عنه هو السياسة. عائلة أبو لبن، لا تحكي إلا عن ابنتها نهاد التي قررت قبل أيام قليلة من العدوان على غزة، أن تتعرف على أقارب لها لم ترهم في حياتها، يسكنون في حي الزيتون في غزة. سافرت نهاد إلى غزة وعلقت هناك، والعائلة تنتظر هنا. والدتها حياة لا تملك إلا كلمات قليلة تقولها وتصمت مطولاً: »حكيناها بالتليفون، سمعنا الضرب قوي، ابنتي خريجة إدارة أعمال«.. تهز رأسها وتكمل: »الحامي الله.. أسلم أمري لله.. الحامي الله«.
عندما تسأل في مخيم شاتيلا عن فلسطيني غزاوي، يكون الجواب أولاً عن محمود الناموسي. بعد دقائق من السؤال، يطل الرجل الخمسيني، ويتحدث بصوته المرتجف عن أخواته وأقاربه في معسكر البريج، والرمال، في غزة. يتمنى لو يستطيع أن يرى أياً منهم عبر التلفاز أو الانترنت. محمود لم ير أياً من أخواته منذ العام .١٩٦٧ أكثر ما يعرفه عنهن هو صوت يسمعه عبر الهاتف بين الفينة والأخرى. ولكن، بعد مرور كل هذه السنوات، يكاد محمود لا يتذكر وجه أي منهن.. لكن الخوف يبقى نفسه وقد يكبر كلما ابتعدت المسافة أو كلما ابتعد خبرها.
هنا.. غزة؟
»خائفة.. من كل إشي«.. أحلام هي التي تتحدث عن خوفها من كل شيء وعدم إيمانها بشيء: »ما عدت آمن بالعدل، بالحقوق، بالإنسانية وبالأمان«. ما ينتاب أحلام تحكيه عيونها البنية وهي تحرك نظرها يميناً ويساراً بسرعة: »يعني كل يوم منقول لا بد يجي الفرج، والفرج ما شِكلو جاي.. كل يوم ننام ونفيق على صور الأطفال المذبوحين بصواريخ إسرائيل«. تكذب أحلام عندما تقول إنها تنام: »أنا بالليل ببكي أكتر مما بنام، أنا بالليل بظلّ أفكر بعائلة السمولي، وبالولد اللي عمره شوية أشهر وقلبه الصغير طالع من صدره!«.
عندما تصمت أحلام لتأخذ نفساً من جملتها الأخيرة، تعود لتتكلم في السياسة: »كنا مفكرين إن الوضع رح يهدأ شوي، وبدال هيك طلعوا صواريخ من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة.. هيك بصير عندنا هميّن وألميّن وخوفين.. مش واحد بس«. السبب الأساسي وراء الخوف الذي تعبر عنه أحلام هو أن »أحداً لم يتبن الصواريخ التي تم إطلاقها، وبالتالي أصابع الاتهام موجهة بالدرجة الأولى إلى الفلسطينيين في لبنان«.
لخوف أحلام صدى عند كثير من العائلات في مخيم برج البراجنة، فحسناء المتطوعة في »هيئة الطوارئ لإغاثة غزة« في المخيم تقول إن الكثير من الأمهات تدافعن قبل الظهر لاصطحاب أولادهن من المدارس، خوفاً من حصول أي اعتداء إسرائيلي على المخيمات الفلسطينية في لبنان بسبب الصواريخ. ولكن حسناء لا تخفي فرحة قليلة سرت في عروق كثير من أبناء المخيم، »لشعورهم بأن هناك وسيلة لتخفيف القصف عن غزة. ولكن سرعان ما تختفي هذه البهجة، عندما يراجع الكل صور الحرب الأخيرة على لبنان، وعندما يستعيدون مشاهد الدمار وصور مجازر صريفا وقانا ومروحين.. وعندما يزورهم شعور الرعب كلما اهتزت أرض المخيم تحت أقدامهم، جراء القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت«.






__________________
آخر مواضيعي

0 تدابير سير في محلة الكولا
0 للأوساخ أيضاً فوائدها الصحية!
0 اســتقالات... وهجــرة
0 تحاليل إضافية للبحث عن مصدر العفن في البطاطا
0 المراة تكره بعض صفات الرجل , فعليك تجنبها !!

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجيش: إسرائيل خرقت ١٧٠١ بقصفها العرقوب Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 01-15-2009 09:37 PM
مجلس الوزراء يؤكد التمسك بالقرار ١٧٠١ Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 01-09-2009 11:08 AM
مجلس الوزراء يدين العدوان الإسرائيلي ويعلن الحداد اليوم ويستعجل القمة العربية Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 12-31-2008 08:35 AM
تمديد التسجيل في اللبنانية حتى ٣١ كانون الثاني Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 2 12-17-2008 12:59 AM
»١٤ آذار« تعلن فوزها في ١٢ نقابة للمهن الحرة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 12-12-2008 04:52 PM


الساعة الآن 09:50 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.