أيتـام »الزمـان والمكـان« يفجـرون غضبهـم أمـام السفارة المصريـة - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام العامة > أخبار لبنان والعالم اليومية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-29-2008, 12:28 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي أيتـام »الزمـان والمكـان« يفجـرون غضبهـم أمـام السفارة المصريـة


قنابل مسيلة للدموع أمام السفارة


..وقوى مكافحة الشغب تفرق المتظاهرين مساء




أمــام السفـــارة

هؤلاء هم أيتام هذا »الزمان والمكان« . أبناء مخيمات بيروت.
»اتركوني... أنا بدي موووت ...« يصرخ بملء صوته، ويكور كف يده على الحجر بإحكام، ويركض بأسرع ما يقدر باتجاه الأسلاك الشائكة التي تفصله عن قوى الأمن، والسفارة المصرية من خلفها.
طفل هو. على الرغم من تضخم أطرافه المبكّر، إلا أن أعوامه الثلاثة عشر تقول إنه طفل. طفل فلسطيني، وجد نفسه عالقا خارج مكانه، وخارج كل الأزمنة، في مخيم مزرٍ يطوقه، إلى الفقر والعوز، غياب كلي لمعالم الغد، أي غد كان.
هو من كان يرشق الحجارة أمس على القوى التي حشدت لحماية سفارة شاءت الصدف أن تكون مواجهة لحي الفاكهاني، وعلى بعد أمتار من مخيم صبرا وشاتيلا.
كاد عديد القوات التي حشدت يفوق عدد المعتصمين. وكان المعتصمون، لبنانيين وفلسطينيين، يرددون هتافاتهم المعهودة، ويلوحون بأعلامهم المعروفة، ويتشحون بكوفياتهم التي لا تتغير.
ثم كان أن أخذت الحماسة البعض فبدأوا يسحبون الأسلاك الشائكة نحوهم مما سمح لعدد من الأطفال باجتياز الرصيف والوقوف عند التلة القريبة من المبنى يرشقونه بالحجارة. احتجت مجموعة من المتظاهرين وابتعد أفرادها المتمسكون بـ»سلمية« الاحتجاج.
لجأ رجال الأمن لخراطيم المياه بداية ثم ألقوا قنبلة واحدة مسيّلة للدموع.
فرّ المعتصمون وكاد التحرك ينتهي هنا، لولا أن...
سرى خبر المواجهة، وجاء المزيد من ممثلي الوسائل الإعلامية، المحلية والأجنبية، فعاد المعتصمون للتجمع أمام الأسلاك التي تفصلهم عن السفارة، وحضر عدد أكبر من أبناء المخيمات. ليس في الأمر مؤامرة. ليس هناك »جهات« تحرك هؤلاء. هؤلاء أبناء مخيمات، يشهد على ذلك مجيئهم مع أمهاتهم وأخواتهم، ويشهد على ذلك أيضا صغر سنهم، وقلة درايتهم. ويشهد على ذلك أيضا أنهم بدأوا تحركا لم يعرفوا أصلا كيف ينهونه.
كما يشاهدون أقرانهم هناك، في فلسطين، فعلوا: تلثموا، وأمسكوا بالحجارة، والعصي، وكل ما طالته أيديهم. بدأوا يلقونها نحو القوى الأمنية. لماذا؟ » الم ترون مبارك امس ممسكا بيد ليفي (يقصد وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني) حتى متى؟ لا يعرفون. في صدورهم غيظ يجب أن يخرج.
بين الحين والآخر، تجد امرأة تلتقط يد أحد الشبان وتشرع تجره بعيدا عن الحشد وهي تنهره. يعود فيفلت من قبضتها، ويسرع إلى حيث القوى الأمنية.
أفراد قوى الأمن ينظرون بلا أي تعبير، وكلما اشتدت وتيرة إلقاء الحجارة من المتظاهرين، كلما ارتفع عدد القنابل الصوتية وتلك المسيلة للدموع التي يلقيها رجال الأمن.
فجأة أصبح المكان أشبه بساحة حرب. سيارات إسعاف تأتي وتغادر، شبان ملثمون يزدادون غضبا وإصرارا، ورجال أمن يسعون لوقف التجاوزات بالحد الأدنى من الأضرار، وعلى قدر ما تتحمل أعصابهم.
يدفع رجال الأمن بالأسلاك الشائكة مطوقين المتظاهرين على الرصيف، ثم تبدأ عملية دفعهم باتجاه الكولا، عبر القنابل المسيلة للدموع التي يقع بعضها على الطريق السفلي لنفق المدينة الرياضة مسببا إرباكا للسيارات المارة. يبدو أن رجال الأمن ينقصهم بعض التدريب.
يستمر دفع المتظاهرين وتأتي قوات من صوب ساحة الكولا، فيفر الشبان الملثمون باتجاه الفاكهاني، متجاوزين الطريق السريع ورجال الأمن من خلفهم.
عند ساحة الكولا، بعيدا عن »الصخب«، يقف أفراد قوات مكافحة الشغب متراصين. عند حافة الرصيف، تحت الجسر، يجلس فتى يبدو أنه يعاني عجزا ذهنيا. يطلب أحد المارة منه أن يذهب إلى الجهة المقابلة »كي لا تتأذى«. ينظر الفتى إليه مستجيبا ويسأل »ليه شو في؟«. لم يعد هناك شيء في هذه الجهة.
انتقل الصخب والصاخبون باتجاه المدينة الرياضية، من الجهة الأقرب إلى شاتيلا.


هنادي سلمان

الجامعة العربية والمدينة الرياضية

يعبرون جسر المطار قفزاً، يتجهون ناحية الجامعة العربية. يلامس الفتية، الفلسطينيون واللبنانيون، بكوفياتهم سور الجامعة، وهم يتجهون ناحية مبنى كلية الهندسة. يلحق بهم رجال مكافحة الشغب في قوى الأمن في خطة تبدو واضحة، ويحدّون حركتهم بسدّهم المنفذ إلى الطريق العام. يهدأ الفتية قليلاً لكمّاشة أطبقت عليهم من الأمام والخلف، ولا يمنع ذلك ارتفاع بعض الحجارة بين فينة وأخرى في اتجاه الأمن.
شيئاً فشيئاً، يهدأ الوضع، تستكين الأيدي، وتنسحب قوات مكافحة الشغب بتنظيم لافت، فبدا كأن يوم السفارة المصرية قد شارف على الانتهاء، وكانت الساعة قد تخطت الثالثة بقليل.
لكن ما بدا لم يكن إلا بداية رحلة كرّ وفرّ عاشها المتظاهرون مع قوى الأمن وفهود الوحدات الخاصة على امتداد الساعات القليلة اللاحقة، وقد تخللها حرق دخان وقطع لطريق المطار لمدة نصف ساعة تقريباً، والكثير الكثير من القنابل المسيلة للدموع والصوتية، وبمثل عددها حجارة.
فبعدما انتهت »الكمّاشة« في محيط جامعة بيروت العربية، وخرج الأمن والناس إلى الشارع العام، لاحت في أفق الطريق أعمدة نار تتصاعد. إنهم يحرقون الإطارات، بالقرب من المدينة الرياضية.
يخرج الفتية مجدداً إلى الرصيف المشرف على طريق المطار، يشرفون عليه من أعلى، ويرمون الحجارة والإطارات على سيره. ترتبك حركة السيارات تحت، تتوقف، تعود من حيث أتت، أي إلى سليم سلام: لقد قطعت طريق المطار عند الرابعة من بعد الظهر. تطير الحجارة في اتجاه قوى الأمن، وزند الفتى منهم يقذفها على بعد عشرات الأمتار.
قوتهم لافتة، وغضبهم ممزوج بأسى عميق. يشعرون بالتقصير تجاه شهداء غزة من جهة، وبالمنع الذي يحيط بالرمق الذي يتنفسونه، من كافة الجهات الأخرى. تبادلهم قوى الأمن الرشق بوتيرة تكاد تحدد لكل حجرة قنبلة، فيتراجعون ركضاً. يلتقط أحد الفتية القنبلة الصوتية محاولاً إلقاءها بعيداً عن حشدهم، فتنفجر في يده. تسيل الدماء من يده فتحمله سيارة الإسعاف بعيدا.
يتقدمون من جديد. يدقّون بالحجارة على حافة الأوتوستراد الحديدية. يخرج من بين أيديهم صوت مدو، وآسر. يملكون فضاء المكان لدقائق. فتية يكاد لا يتعدى سن أكبرهم السابعة عشرة، كانوا أسياد التحدّي.
وكان رجال الأمن يبادلونهم الكره.. فشتائمهم لهم ليست خفية عن آذان الصحافة. حتى أنهم حاولوا سحب متظاهر من سيارة إسعاف »جمعية التقوى« على اعتبار أن »الإسعاف عم يهرّبه«! وساد هرج ومرج، وكانت مشادة بين ضابطي أمن، كل منهما برأي، واحد يقضي بترك الفتى وآخر بسحبه من الإسعاف إلى الأسر، لكن الفتى رحل بأمان في الإسعاف، وبقي الســـخط بين أصــحاب الرأي الآخر من قوى الأمن. بدا كأن بعض رجال الأمن يريدون الانتقام من فتى يتظاهر لأن أهله في غزة يقتلون، وهو في لبنان ممنوع من العمل.
يحاول رجل إطفاء، بزي برتقالي يضيء بشكل لافت في سواد المكان، أن يهدئهم. يظن أنه بالكلام قد ينهي أسباب غضبهم كلها، وقد تفجّرت أمس. وبعدما يفشل في محاولاته المتكررة، يقول إنه لم يجد لهم قائداً يخاطبه بحيث يلتزمون جميعاً بأوامره.
هؤلاء أفراد اجتمعوا على مصيبة، لا يحرّكهم تنظيم ولا يسودهم تنظيم. يركضون في اتجاه الهدف، ويُمنعون عنه مرة تلو الأخرى.
تطير زجاجة حارقة، تعبر الأوتوستراد من جهة إلى أخرى، وتصيب الأرض بنارها. إنهم يرتجلون »المولوتوف«. يتدخّل الجيش ويحشرهم في طريق فرعي بين حائط المدينة الرياضية وموقف للسيارات لجهة الجامعة العربية. يصاب عنصر في الجيش بحجر، يُنقل بحمّالة إلى الإسعاف، ولا يفقد الجيش أعصابه.
في المقابل، تتطاير قنابل قوى الأمن، كثير منها »يفشفش« في الهواء عالياً، ولا يفعل إلا ملء المكان الملوث أصلاً بالروائح السوداء، بمزيد من السموم. بين »شعبة المعلومات«، يحضر كثيرون بملابس مدنية: منهم ضباط يوجهون الأوامر، ومنهم من يطلق القنابل المسيلة للدموع.
المشهد حينها، والساعة تقارب الرابعة والنصف، كان كالتالي: الجيش متمركز بالقرب من المدينة الرياضية، القوى الأمنية تتقدم من جهة السفارة المصرية، الإطارات المحروقة في الوسط، الرجل ذو الزيّ البرتقالي لا يزال يحاول أن يجد مسؤولاً ليكلمه، والفتية منكمشون في زاروب. الجيش بدا منظماً، لكن التنسيق بين الجيش وبين قوى الأمن لم يبدُ متماسكاً، بدليل قنبلة صوتية يطلقها الدرك فتصيب ناحية الجيش الذي كان قد فرّق المتظاهرين في واحدة من فوراتهم. لكن، لم تنتج عن قلّة هذا التنسيق فوضى قاتلة.. خاصة أن الجيش لم يطل بقاؤه، وانسحب حوالى الخامسة من بعد الظهر.
يهدأ الوضع قليلاً، للمرة الألف، فتطلق آليات عسكرية ضخمة خراطيم المياه في اتجاه الإطارات المحروقة. قوة المياه هائلة، بينما الإطار صغير. يبدو المشهد عبثياً. وتزيد من عبثيته حجرة طائرة من زاروب المتظاهرين، فيكتمل العبث بسلسلة من القنابل المسيلة للدموع، تطلقها آلية تابعة لشعبة المعلومات في اتجاههم، فتصيب طوابق بعض المباني السكنية المقابلة، ويصيب بعضها المتظاهرين المبعدين إلى هناك. يهدأ الوضع قليلاً من جديد، وينكشف الدخان عن ساحة أرضها سوداء بفعل حرق الدواليب، وهواؤها رمادي سام بفعل القنابل، من دون أن يمنع ذلك حركة السير من أن تستمر. كانت هناك سيارات مدنية تعبر من المدينة الرياضية في اتجاه مبنى الأونيسكو التابع للأمم المتحدة، من بين الدخان، كأن حادثاً مدنياً طفيفاً يعيق سرعتهم، لا أكثر.
سيارات الإسعاف والدراجات النارية تستوطن الساحة، تنطلق حيناً وتهدأ حيناً، حالة كر وفر تسيطر على المكان والزمان.
حلّ المساء، والوضع على ما هو عليه. حجر طائر فقنابل، وحركة السير »تناضل« للاستمرار، لسبب غير مفهوم. دُفع بالقلة بالباقية من المتظاهرين شيئاً فشيئاً إلى الخلف، حتى تفرّق بعضهم ودخل بعضهم الآخر إلى المخيم. عــاد المارد الغاضب إلى قمـــقمه، وحشرت معه فيه كل أسباب الغضب، مضاعفة. أما العلم المصري فقد كان يرفرف ببطء فوق مبنى السفارة.. ولم يبدُ على نسره لا الرضا، ولا الأمان.






__________________
آخر مواضيعي

0 مسلسلات حليمة على ‘ام بي سي ‘بالجزء الثاني
0 من خلال الحب ماذا يعني كل برج؟
0 ماجدة الرومي تطل الليلة على راديو دلتا
0 نانسي عجرم تحتفل بالعام الجديد في لبنان
0 ميقاتي: عون أخلّ بالتفاهمات.. ونصر الله يسهل مهمتي

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تجمـع احتجـاجـي أمـام «بيـغ سـايـل» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 09-03-2011 02:47 PM
رسـالة الثـورة المصريـة إلى اللبـنانييـن: أعطـونا فرصـة! Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-18-2011 05:44 PM
عقبـات أمـام إلغـاء عقوبـة الإعـدام فـي لبـنان Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 10-12-2010 07:48 PM
دبـي اليـوم أمـام مفتـرق خطـر Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-30-2009 12:00 PM
اعتصـام أمـام «الأونـروا» فـي شـاتيلا Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-19-2009 12:37 PM


الساعة الآن 12:46 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.