كِتاباتُ حَبيْبَتيْ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-24-2015, 08:02 PM   #1
قـمر جـديد
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: لبنان, بعلبك, النّبي رشادي
المشاركات: 89
افتراضي كِتاباتُ حَبيْبَتيْ

كِتاباتُ حَبيْبَتيْ

بَقَلَمْ: حُسَيْنْ أَحْمَدْ سَلِيمْ

تَكْتُبُ حَبِيبَتِي خَوَاطِرَهَا, حَانِيَةَ الكَلِمَاتِ, بَيْنَ الحِينِ وَ الحِينِ, جَرْأَةَ بَوْحٍ مُنَمْنَمِ, نَزْفَ الُقَلْبِ العَاشِقِ, الهَائِمِ الوَالِهِ المُتَيَّمِ... وَ تُفْصِحُ حَبِيبَتِي قَنَاعَةً, بِلاَ تَمْوِيهٍ وَ لاَ تَرْمِيزِ, وَ بِلاَ تَجْمِيلٍ أَوْ مَسَاحِيقِ... عَمّا يَنْتَابُهَا حَقِيقَةَ صِدْقٍ, مِنْ شَفِيفِ الأَحَاسِيسِ, وَ طُهْرِ المَشَاعِرِ, وَ نُبْلِ الخَلَجَاتِ وَ التَّشَاغُفِ, وَ عَمَّا يُخَالِجُهَا فِي الكَوَامِنِ وَ الأَعْمَاقِ... وَ تَرْسُمُ نَثَائِرِهَا الحَانِيَةِ, تَشْكِيلاً خَاصّاً فِي لَوْحَاتٍ, نُقِشَتْ مِنَ السِّحْرِ وَ الجَمَالِ, كَأنَّهَا دَنْدَنَاتٌ عَلَى أَوْتَارِ الكَلِمَاتِ, أَوْ كَأَنَّهَا شَجْيُ, جَرَّاتِ الوَتَرِ الأَوْحَدِ, تَتَحَانَنُ عَلَى الوَتَرِ الآخَرِ لَلْرَّبَابِ...
حَبِيبَتِي المَعْشُوقَةُ, عَقْلَنَتْ فِي الحُبِّ قَلْبَهَا, وَ قَلْبَنَتْ فِي العِشْقِ عَقْلَهَا, وَ عَقَدَتْ العَزْمَ إصْرَاراً, وَ إِيِمَاناً فِي الحُبِّ وَ العِشْقِ, وَ تَوكَّلَتْ فِي الحُبِّ وَ العِشْقِ عَلَى الله... وَ رَاحَتْ حَبِيبَتِي, تُشَكِّلُ الحُرُوفَ المًتَحَابِبَةَ, عِقْدَ كَلِمَاتٍ مُتَعَاشِقَةَ, وَ تُصِيغُ الخَوَاطِرَ عِقْدَ نَثَائِرَ, تَضُجُّ بِالحُبِّ وَ العِشْقِ... وَ تَهْدِي لِي حَبِيبَتِي, عُرْبُونَ وَ فَاءٍ, وَ إِخْلاَصٍ, مَا تَبُوحُ بِهِ, مِنَ الهَمْسِ فِي الحُبِّ, وَ البَوْحِ فِي العِشْقِ...

قَرَأْتُ حَبِيبَتِي فِي كِتَابَاتِهَا, وَ عَاوَدْتُ قِرَاءَاتِي, مِرَاراً وَ تِكْرَاراً, فِي خَوَطِرِ حَبِيبَتي, وَ حَفْظْتُهَا عَنْ ظَهْرِ القَلْبِ... دَرَسْتُ مَا خَطَّ يَرَاعُ حَبِيبَتِي, فَأكْتَشَفْتُ الخَلْقَ, يَتَجَلَّى فِي كَلِمَاتِ حَبِيبَتِي, وَ أَلْفَيْتُ الإِبْدَاعَ, يَتَرَاءَى فِي خَوَاطِرِ حَبِيبَتِي... فَرَاوَدَتْنِي نَفْسِي, جَرْأَةً عَلَى جَرْأَةٍ, أَبُوحُ بِالحَقِيقَةِ, الّتِي تَنَاهَتْ لِيَ, إِيِحَاءً مِنْ رُؤَى, نَثَائِرِ حَبِيبَتِي, وَ هَمْساً حَانِياً, شَفيفاً فِي أُذُنِ حَبِيبَتِي...
اكْتُبِي حَبِيبَتِي, وَ اكْتُبِي, وَ لاَ تَتَوَانِينَ فِي الكِتَابَةِ, أَوْ تَتَرَاجَعِي... فَأَنْتِ حَقّاً, لاَ مُبَالَغَةَ فِي القَوْلِ, كَاتِبَةً لَهَا كَيْنُونَتِهَا... تُتَوِّجُهَا كَلِمَاتُهَا, كَاتِبَةً نَاجِحَةً, لَهَا شَأْنَهَا المَرْمُوقِ, ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى بَرَكَةِ الله... وَ يَتَوَامَضُ اسْمُهَا لاَمِعاً, يَتَمَاهَى فِي الخَلْقِ وَ الإِبْدَاعِ... فَانْتَفَضَتْ حَبِيبَتِي, وَ صَرَخَتْ فِي صَمْتِهَا, لَوْلاَكَ حَبِيبِي مَا كَتَبْتُ, وَ لاَ كَانَ بَوْحِي جَرِيئاً... وَ مَا أَكْتُبُ, إِلاَّ مَا يَتَنَاهَى لِوِجْدَانِي, إِلْهَاماً وَ وَحْياً, وَ أتَخَاطَرُ بِهِ, تَجَلِّياً مِنْ طَيْفِكَ المُتَوَامِضِ... لَسْتُ أَرُومُ شُهْرَةً, تُبَوِّئُنِي صَهَوَاتَ العُلاَ, وَ لاَ تُحَاكِينِي فِي البُعْدِ رُتْبَةً, أَوْ لَقَباً, أَوْ صِفَةً تُبَجِّلُنِي... يَكْفِينِي فَخْراً, لاَ يَرْقَى لَهُ فَخْرٌ, وَ يُثْرِينِي ثَرَاءً, لاَ ثَرَاءَ فَوْقَهُ مِنْ ثَرَاءٍ, أَنَّكَ فِي الله تَوَّجْتُكَ حَبِيبِي... بِكَ أُفَاخِرُ, وَ بِكَ أَعْتَزُّ, فَأَنْتَ عِنْوَانِي, وَ أَنْتَ سِمَتِي, وَ أَنْتَ هَوِيَّتِي, وَ أَنْا أَذُوبُ بِكَ, حَتَّى الهَّذَيَانِ, وَ أتَنَاغَمُ بِكَ حَتَّى الذَّوَبَانِ...
كُلَّ يَوْمٍ, تَسْأَلُنِي حَبِيبَتِي, مَا رَأْيُ حَبِيبِي, فِيمَا أَكْتُبُ؟! وَ أَسْكُتُ صَامِتاً وَ لاَ أَنْبُثُ بِبِنْتِ شَفَةٍ, وَ كُلَّمَا أَصَرَّتْ حَبِيبَتِي, أَزْدَادُ صَمْتاً, وَ لاَ أَبُوحُ... وَ تُصَابُ بِالعُصَابِ حَبِيبَتِي, وَ تَغْضَبُ وَ تُعَاتِبُنِي, وَ تَنْعَتُنِي جُمُوحاً بِالتَّسْوِيفِ... وَ لَمْ وَ لَنْ وَ لاَ تَدْرِي حَِبِيبَتِي, أَنَّنِي أُنْشِدُ كَلِمَاتَهَا, مَوْسَقَةَ عَاشِقٍ, يَتَرَنَّمُ عَلَى أَوْتَارِ شَرَايِنِ, القَلْبِ الهَائِمِ العَاشِقِ...
وَ فِي كُلِّ لِقَاءٍ, أَيْضاً, تَسْأَلُنِي حَبِيبَتِي, وَ أَنَا أضُمَّهَا إِلَى صَدْرِي, وَ أُقَبِّلُ لَمَى شَفَتَيْهَا, أَنْتَعِشُ فِي رَعْشَةِ الرُّوحِ... مَا تَرَى, حَبِيبِي تَوْصِيفاً, وَ مَا حُكْمَكَ تَقْيِيِماً, لِمَا أُهْدِيكَ مِنْ كِتَابَاتِي؟! وَ أُحَاوِلُ الصَّمْتَ, دُونَ جَوَابٍ... وَ تَسْتَشِيطُ ثَوْرَةً حَبِيبَتِي, وَ تَتَّهِمُنِي بِالّلامُبَالاَةِ, وَ تَزِيدُ جَرَأَةً فِي نَقْدِي, وَ تَجْمَحُ فِي انْتِقَادِي, وَ تَتَّهِمُنِي بِالنِّفَاقِ, وَ التَّجْدِيفِ هَذَيَاناً, فِيمَا أُبْدِي مِنْ رَأْيٍ... وَ لاَ تَدْرِي حَبِيبَتِي, أَنَّنِي حَقّاً, أَهِيمُ فِي كِتَابَاتِهَا, وَ أَثْمَلُ فِي قِرَاءَةِ, مَا تَكْتُبُ حَبِيبَتِي...
وَ غَابَ عَنْ رُؤَى حَبِيبَتِي, أَنَّنِي أَرْسُمُ, حُرُوفَ كَلِمَاتِهَا, وَ أَحْفُرَهَا فِي وِجْدَانِي... لِتَبْقَى تُرَافِقُنِي, أَيْنَمَا حَلَلْتُ, أَكْرُزُ مُتَرَنِّماً بِهَا, بَيْنَ النَّاسِ, أُدَنْدِنُ فِي تَرَانِيمِ حَبِيبَتِي... وَ رُغْمَ الحُبِّ وَ العِشْقِ الّذِي بَيْنَنَا, مَا اسْتَطَاعَتْ حَبِيبَتِي, أَنْ تَتَلَمَّسَ... أَنَّ حُرُوفَهَا نَسِيجُ دَمِي, وَ كَلِمَاتُهَا مَوْسَقَاتُ قَلْبِي, وَ خَوَاطِرُهَا أَنَاشِيدِي وَ تَرَاتِيلِي... فَكَيْفَ أَصِفُ تَقْيِيماً, كَتَابَاتَ حَبِيبَتِي, وَ أَنَا أَقْرَأُ الحُبَّ وَ العِشْقَ, قَدَاسَةً وَ طَهَارَةً, تَنْضَحُ بِهَا, كِتَابَاتُ حَبِيبَتِي...







__________________
حسين أحمد سليم
أديب, شاعر وفنّان تشكيلي عربي من بلاد الأرز لبنان
مدينة الشّمس بعلبك, الحدث, النّبي رشادي
آخر مواضيعي

0 الخضر (ع) و حركة الإصلاح الإجتماعي
0 فضل مصطفى زيادة
0 تَجَلِّيَاتْ
0 نحّاتون من بلادي
0 كِتاباتُ حَبيْبَتيْ

حسين أحمد سليم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:15 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.