منتديات ليب مون

ليست علوم الكيمياء حبيسة المختبرات الجامعيّة، ولا هي بعيدة من حياتنا اليوميّة، فالباحثون الذين فازوا، أمس، بـ«جائزة أفضل مقال علمي»، تركزت أبحاثهم واعمالهم على استخدام التقنيّات النووية لتحليل المستحضرات الصيدلانيّة وتأثير مادة الكبريت في خصائص الإسمنت والبلورات السائلة.
فقد أعلن «المجلس الوطني للبحوث العلميّة»، أمس، نتائج مباراته، بالتزامن مع احتفالاته باليوبيل الذهبي ولمناسبة السنة الدوليّة للكيمياء، التي أعلنتها «منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو» العام الماضي.
روى مدير «الهيئة اللبنانيّة للطاقة الذريّة» الدكتور بلال نصولي الذي نال الجائزة الأولى للسنة العالميّة للكيمياء لـ«السفير»، أنه منذ عام 2006، بدأ تجاربه لاستخدام التقنيات النوويّة لتحليل جودة مواد الأدويّة ونوعيتها وكميتها. مما شكّل مجالاً حديثاً في الكيمياء التحليليّة، وما حثّ «الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة» على تمويل الهيئة لإنشاء مختبرات بقيمة مليون وخمسمئة ألف يورو لمتابعة الأبحاث. وأكّد نصولي، الذي نال الجائزة عن بحثه في مجلة «Analytical chemistry»، عن تحليل المستحضرات الصيدلانيّة بواسطة التقنيات النوويّة، أنه عام 2014، ستوفّر نتائج تلك الأبحاث وسيلة علميّة للكشف عن الأدويّة المزوّرة.
أما البحث الذي فاز الأستاذ في كلية العلوم في «جامعة القديس يوسف» الدكتور سايد حرقص عنه بالجائزة الثانية، فقد أظهر أن مادة الكبريت تزيد قدرة الإسمنت على مقاومة مياه البحر. وهذا يعني، وفق حرقص إمكان زيادة كميّة الكبريت في المحروقات في أفران الإسمنت (نشر البحث في مجلة «cement and concrete research»).
وفاز الأستاذ في كلية الفنون والعلوم في «الجامعة الأميركيّة في بيروت» الدكتور بلال قعفراني بجائزة تميّز خاصة تقديراً لبحثه (نُشر في مجلة «Chemistry of materials») في «تركيب أنواع جديدة من البلورات السائلة، ودراسة تطبيقاتها العمليّة في تحويل الطاقة الشمسيّة إلى طاقة كهربائيّة، وتطوير البصريات الإلكترونيّة والأجهزة الكاشفة»، وفق حديثه مع «السفير».
وأشار الأمين العام للمجلس الدكتور معين حمزة إلى أن لجنة التحكيم نوّهت بالبحوث التي نشرها الدكتور ميشال نخل والدكتور داود نوفل، من كليّة العلوم في الجامعة اللبنانيّة، والدكتور جوزيف صعب من كلية العلوم في «جامعة الروح القدس ـ الكسليك»، والدكتور رواد مسعود من كلية الفنون والعلوم في «الجامعة الأميركيّة» في بيروت.
واعتبر رئيس «جمعيّة الصناعيين اللبنانيين» نعمة إفرام أن «البحث العلمي ضرورة أساسيّة للنمو الصناعي ولتفعيل مجالات الابتكار والاستثمار». وشدد على ضرورة التعاون بين الهيئات البحثيّة والقطاعات الصناعيّة.
ولاحظ ممثّل اللجنة الفاحصة الدوليّة البروفسور جاك شولتز تفوّق الباحثين اللبنانيين ونجاحهم في مختلف الميادين العلميّة في الخارج، طارحاً علامة استفهام حول قدرة لبنان على توفير التجهيزات اللازمة والبنى التحتيّة الملائمة لمتابعة البحوث العلميّة المحليّة. وأشار إلى أن علوم الكيمياء في العالم تواجه اليوم تحديات عدّة مثل الحفاظ على البيئة والحدّ من التلوّث والتخفيف من استهلاك الوقود.
وفي الختام وعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتنظيم جوائز سنويّة في مختلف المجالات العلميّة في سبيل تشجيع الباحثين اللبنانيين على مزيد من الابتكار والتفوّق.