منتديات ليب مون

اما وقد هدأت الحناجر، فقد بات من الضروري العودة مرة اخرى الى الواقع لتقييم انجازات «منتخب الارز»، ولتسليط الضوء على النواحي الايجابية والسلبية، فبعد ثلاثة اشهر من العمل الشاق والمضني للجهاز الفني بقيادة بوكير وللمتابعة اللوجستية والفنية من رئيس الاتحاد هاشم حيدر ومجموعة لجنة الدعم، بات الحديث عن منتخب واعد امر واقعي يدفع بالاحساس الى ان كرة القدم اللبنانية يجب ان تبدأ عمليا بتطبيق الاحتراف الجدي لاستغلال المواهب الكثيرة الموجودة داخل الاندية وبالتالي لتغيير حالة الاحباط التي مرت بها اللعبة منذ تاريخها.
من هذا المنطلق كان يجب البحث في الحالة الاجتماعية للاعبين الذين عانوا على عشرات السنين ضيقا ماديا، وبطالة كبيرة، بحيث ان التدريبات في السابق كان يفترض على البعض التهرب منها بسبب المعاناة والمكابرة، وحالة الافلاس المادي، حتى بلغ ببعض اللاعبين الامر الى الابتعاد عن المنتخب بسبب عدم توفر بدل النقل بين مكان اقامته والعاصمة.
هذه الحالة لم تعد موجودة حاليا فقيام لجنة الدعم سيوفر الكثير امام لاعبي المنتخب، من الامكانيات التي لم يسبق ان وفّرها الاتحاد في السابق او الدولة بالذات، اذ يعمل حيدر مع هذه اللجنة على دراسة السبل الايلة لدفع اللعبة نحو احتراف جدي يصبح اللاعب وخصوصا داخل المنتخبات اشبه بموظف يمكن ان يؤمن قسطا كبيرا من الاسس المعيشية التي تدفعه الى الاجادة.
ويمكن للدولة ان تلعب دورا اكبر في دعم المنتخب، خصوصا ان مجلس الوزراء كان اقر 5 ملايين ليرة لبنانية فقط لكل لاعب بعد الفوز على كوريا الا ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان طالب برفع السقف الى عشرة ملايين ليرة، في بادرة يجب ان تستمر لايفاء المنتخب جهده وتعبه.
وقد يكون المطلوب الان متابعة السعي لابقاء المنتخب في جهوزية عالية من خلال المباريات الودية المكثفة، واستمرار التدريبات بجدية عالية، وهو امر ستقوم لجنة الدعم بالمساعدة عليه وتأمين ما يلزم من اجل تنفيذ هذه الغاية.
من هنا يقول مدير المنتخب بوكير»الكرة اللبنانية افضل بكثير مما يعتقده اللبنانيون، وأن هذا الأمر قد تحول الى واقع علني»، وهذا القول يعني الكثير في قاموس كرة القدم لان بنية اللاعب اللبناني اشبه ببنية اللاعب الاوروبي يلزمها الاهتمام والمتابعة والصقل وايجاد كل الضروريات التي تعمل على تحقيق ذلك، ففي السنوات السابقة على سبيل المثال كان يتم تحضير المنتخب قبل المناسبات باشهر قليلة وعندما يخرج من أي تصفيات يصار «ركنه على الرف» لمدة كانت احيانا تصل الى اكثر من سنة بسبب عدم توفر الامكانيات المادية التي تكفل استمراريته، اما اليوم فان الخطة التي وضعها حيدر لا تقف عند حد تصفيات المونديال بل انها ستتعدى ذلك لتصيب كل المنتخبات لتكون حاضرة وجاهزة لكل المناسبات.
ويفصل بيننا وبين يوم 29 شباط المقبل وهو موعد مباراتنا مع منتخب الامارات في الجولة الخامسة والاخيرة للدور الثالث، يفصل أكثر من ثلاثة اشهر وهي فترة كافية لاعادة النظر بكثير من الهفوات التي وقع المنتخب فيها حيث سيعمل بوكير عليها لترميمها وايجاد اللاعب المناسب الذي يمكن ان يضطلع بدور رضا عنتر وخبرته الدولية، بعد ايقافه لحصوله على انذارين.
كما ان عودة المصابين وخصوصا يوسف محمد وعباس كنعان ومحمد باقر يونس وكذلك حسن معتوق بعد الايقاف ستساعد على بلورة افكار بوكير لايجاد طريقة وضمان النتيجة الكفيلة بالتأهل الى الدور الرابع.

الرباط الجلدي الاخضر

ويؤمـــن بوكير بالحظ وهو لذلك يضع ذلك الرباط الجلدي الأخضر اللون حول معصمه وكان هدية من احد الاشخاص البرازيليين من اصل لبناني، بالاضافة الى 12 رباطا للاعبين لجلب الحظ.
وفي هذا الاطار قال بوكير لوكالة «فرانس برس» لا مانع من بعض الحظ الاضافي لنا بالاضافة الى نتائجنا الجيدة علـــى ارض الملعب، ولن انزع السوار عن يـــدي الا بحال اهترائه او خروجنا من سباق التأهل. ارتديه ليلا ونهارا».
وبات لبنان بحاجة الى نقطة واحدة من مباراته امام الامارات، اما في حال خسرت الكويت امام كوريا في سيول فان أي نتيجة اخرى لن تؤثر في وضعه.
وفي احتمال اخر فان فوز الكويتيين على الكــــوريين وهو امر صعب لكنه غير مســـتحيل لان تصفيات الدور الثالث حفـــلت بالكثير من المفاجات، فان هذا الفوز يحتم على المنتـــخب اللبناني ان يقتنص نقطة لان خسارة الكــوريين وخسارة منتخبنا «لاسمح الله» سيؤهل المنتخب الكوري بفارق الاصابات، وبفعل نتيجة اللقاءين.
لذلك فان بوكير يجب ان يلعب في الامارات من اجل الفوز بتشكيلة ستكون خالية من رضا عنتر، وتستدعي البحث عن لاعب وسط جاهز قد يكون عباس عطوي «اونغا» على الارجح.