منتديات ليب مون

دائما هو الموت، يلاحق اللبنانيين في أصقاع الدنيا، التي يذهبون إليها طلباً للرزق، الذي يعزّ في بلدهم. يتوزع الموت بين سقوط الطائرات المتتالي، والحوادث، وعمليات القتل، التي تطاول كثيرين من اللبنانيين، بهدف السرقة وخاصة في أفريقيا، وكان آخرهم ابن قرية بيوت السياد غسان صفي الدين الذي قتل في نيجيريا قبل أقل من شهر. أمس، طارد الموت جار قريته، ابن بلدة مجدل زون، قرب صور، الشاب وسام جعفر رشيد (28 عاماً) إلى الطائرة، التي كانت ستقله في رحلة داخلية في منطقة Wambu في أنغولا، إلى مكان عمله. والطائرة التي قتل فيها أكثر من ثلاثين فردا، غالبيتهم من الأنغوليين، أنفجرت على مدرج المطار قبل دقائق قليلة من إقلاعها، على حد قول أحد أقارب الضحية.
في بلدة مجدل زون، التي تنتظر وصول جثمان الضحية فجر غد السبت إلى مطار بيروت الدولي، وتشيعه لاحقاً في مقبرة البلدة، عمّ الحزن والأسى على الفقيد، الذي يعمل مع أحد أصحاب الشركات اللبنانية منذ ثلاث سنوات. وفي منزل العائلة، الذي غصّ بالمواسين من البلدة والجوار، كان الحزن مضاعفا، وكانت عيون أفراد العائلة تدمع ألماً.
وفيما كان الوالد غارقا في حزنه، ينتظر بلهفة وصول جثمان نجله لضمه ووداعه للمرة الأخيرة، يوضح قريب الضحية ياسر سعيد أن «وسام سافر قبل ثلاث سنوات إلى أنغولا للعمل هناك، كغيره من الشبان الذين لا يجدون فرصاً للعمل في وطنهم»، لافتاً إلى أنه «غادر قبل اسبوع واحد من بداية شهر رمضان، بعدما كان اطمأن إلى عائلته في البلدة». وقال: «اننا حزينون جدا على الفراق، الذي أتى قبل أوانه، حيث غادرنا وسام الذي ما زال في بداية مشواره»، مضيفاً «نسلم امرنا لله، الذي اختاره إلى جنان الخلد».