منتديات ليب مون

لم تعد عمليات التعدي المتكررة على الشبكة العامة للكهرباء في منطقة الضنية أمراً مستغرباً، بالنسبة لسكان المنطقة من جهة، والقوى الأمنية من جهة أخرى، خصوصاً في السنوات الماضية، التي شهدت زيادة غير مسبوقة في نسبة التعديات على الشبكة وبأشكال مختلفة، ولعل أخطرها على المال العام، والسلامة العامة، عبر سرقة الكابلات الرئيسية التي تغذي المنطقة، من دون الاكتراث بحجم المخاطر المترتبة على ذلك، على غرار ما حصل أمس، حيث لقي المواطن غ. أ. مصرعه خلال محاولته سرقة كابلات كهرباء في بلدة بخعون ـ الضنية، حيث صعقه التيار الكهربائي وهو فوق أحد الأعمدة ورماه على الأرض، ما دفع من كانوا برفقته إلى نقله إلى "مستشفى الضنية الحكومي" قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة، حيث كشف على جثته الطبيب الشرعي المناوب، وحضرت القوى الأمنية وباشرت تحقيقاتها في الحادثة. الحادث ليس الأول الذي تشهده المنطقة، حيث سجل حصول سرقات متتالية وفي مناطق مختلفة، "لم تنفع كل الإجراءات التي اتخذت للحدّ منها. ورتبت خسائر مالية كبيرة"، وفق مصدر في "شركة كهرباء لبنان"، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالمواطنين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، لمدة أيام لحين إعادة تركيب كابلات أخرى. لكن أشكال التعدي لا تقتصر على سرقة الكابلات، حيث أفاد عدد من أبناء بلدة إيزال عن انقطاع التيار عن منازلهم بشكل عشوائي، نتيجة عدم قدرة المحولات على تحمل الضغط المتزايد على الشبكة بسبب السرقات التي تحصل، وهو الأمر الذي أدى في أوقات سابقة إلى احتراق المحولات، كما حصل قبل فترة في بلدات أخرى. وكانت بلدية سير قامت قبل أسبوعين بتركيب محول كهربائي جديد في محطة دير نبوح، بعدما تعطل المحول القديم. في غضون ذلك شكا عدد من ابناء بلدة ايزال من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وطالبوا بضرورة العمل السريع لوضع حد لهذه المشكلة، والمتمثلة بالتعديات الحاصلة على الشبكة العامة. وكشف مصدر في "مؤسسة كهرباء لبنان"، لـ"السفير"، أن "سرقة الكابلات في الضنية ازدادت العام الماضي، حيث سجل حصول عدة عمليات وفي مناطق مختلفة ونائية"، لافتاً إلى أن "التعديات على الشبكة العامة تزداد في فصل الشتاء بعد قيام المواطنين بسرقة الكهرباء لاستخدامها للتدفئة". وأكد المصدر أن "انقطاع التيار الكهربائي في بعض القرى خارج أوقات التقنين المعتمد مردّه إلى عدم قدرة المحولات على تحمل الضغط على الشبكة، وهي مشكلة لا يمكن للمؤسسة أن تعالجها بمفردها، ويحتاج الأمر إلى حملات توعية وإلى مراقبة مكثفة من قبل القوى الأمنية وبلديات تلك القرى".