منتديات ليب مون

اكتملت دائرة المهرجانات الرمضانية في طرابلس، لتتألق مدينة العلم والعلماء بأبهى حلتها وتقدم أجمل صورها، وترسل إشارات واضحة بأن العاصمة الثانية لا تزال مدينة قابلة للحياة، وأنها اليوم تدخل مرحلة نضال حقيقي للحفاظ على حيويتها وحركتها الاقتصادية والسياحية، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك. وفي هذا الاطار، وجه وزير المالية محمد الصفدي على لسان ابن أخيه أحمد الصفدي خلال افتتاح مهرجانات مؤسسته رسالة واضحة مفادها، «أنه مهما حاول البعض تشويه صورة طرابلس، واستغلال أهلها بتأجيج الغرائز والتحريض، فإننا على ثقة بأن أبناءها متشبثون أكثر فأكثر بإرادة العيش، ومصممون على النهوض بمدينتهم ومجتمعهم». وقال: «إن مدينتنا طرابلس التي تتميز دائماً بأصالتها، ليست غائبة عن حركة المجتمعات العربية، لكنها في الوقت نفسه مصرة على تثبيت هويتها اللبنانية المميزة بالانفتاح والاعتدال والمحبة». وتشكل المهرجانات الطرابلسية والنشاطات المواكبة في كل ليلة دائرة ثقافية ـ سياحية متكاملة تبدأ من معرض رشيد كرامي الدولي حيث ليالي رمضان التي نظمتها جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، واختتمت أمس لتسلم الراية الى مؤسسة الصفدي التي افتتحت مهرجاناتها بعنوان «على ضوء القمر»، مرورا بمنشية طرابلس وحديقة الملك فهد والرابطة الثقافية حيث مهرجانات بلدية طرابلس، وصولا الى أسواق المدينة القديمة حيث المقاهي التراثية التي تضيق بروادها من مختلف المناطق، وأفران الكعك التي يقف أمامها المواطنون بالطوابير للحصول على وجباتهم خلال فترة السحور. واختتمت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية مهرجان ليالي رمضان بأمسية للفنان وائل جسار على المسرح العائم في معرض رشيد كرامي الدولي بحضور عقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة ميّ نجيب ميقاتي وحشد جماهيري لافت ضاقت به المدرجات.
وكان قد سبق الحفل الختامي مسرحية من تأليف واخراج مجموعة من «شباب العزم» تحت عنوان: «واقع tv تخللتها عروض ووصلات فكاهية ساخرة فيها نقد سياسي واجتماعي، كما قدم المنشد الاردني محمد العزاوي أمسية تميزت بالفن الاسلامي الراقي الذي يتضمن مناجاة وصلوات على النبي وابتهالات. وعلى مقربة من المعرض، تألق مركز الصفدي الثقافي في افتتاح مهرجاناته «على ضوء القمر» الذي تضمن أمسية إنشادية للمرنم المصري مصطفى سعيد الذي قدم باقة من المدائح النبوية والابتهالات والموشحات الأندلسية والقدود الحلبية، وذلك في قالب من الصوفية من خلال الاسلوب والتقطيع الموسيقي والأداء، وبدا واضحا أن المرنم سعيد متأثر الى حد بعيد بالقراء المحدثين في مصر، وببعض مشايخ الصوفية انطلاقا من جلال الدين الرومي، كما قدم غناء كلاسيكيا على التخت الشرقي، تخللته تقاسيم على العود وآلة القانون، قبل أن يختتم بمقاطع من رباعيات الخيام.
وانتقل المشاركون الذين ضاق بهم مسرح مركز الصفدي الى الباحة الخارجية ليستمتعوا بالفتلة المولوية على وقع مدح المصطفى ومناجاة الله من فرقة طرابلس التراثية للانشاد بقيادة الشيخ جميل الحموي، ليجولوا بعدها في المعرض الحرفي الذي صاغته أيادي سيدات وحرفيات من جمعيات طرابلسية. كما شارك في المعرض مشغل طارة وخيط الحرفي، وهو مشغل مستقل يستمد الدعم من مؤسسة الصفدي، انطلق من مركز أكاديمية المرأة في ضهر المغر ويهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً. وترافق المعرض مع سحور رمضاني من وحي المناسبة.
وفي الرابطة الثقافية وضمن مهرجانات بلدية طرابلس الرمضانية أبدع الفنان الطرابلسي عبد الله حمص (أسعد) وفرقة الفنون الشعبية في مسرحية «إرحموني أنا صائم» وكانت مناسبة لاستذكار الفنان الراحل محمود مبسوط «فهمان»، وكان سبق ذلك فرقة «أصداء لإنشاد التراث» التي افتتحت الأمسية بالأناشيد الدينية، وكلمة لرئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال.