منتديات ليب مون

بدت الصحف الأجنبية، التي أفردت أمس مساحات واسعة لتغطية الحدث المصري، في حالة ذهول وتخوّف. ذهول من استثنائية «محاكمة القرن» التي لعب فيها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجلاه دور البطولة، في «حلقة دراميّة من العيار الثقيل» وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وتخوف من اتخاذ المحكمة طابعاً «انتقامياً»، في مشهد يعيد إلى الذاكرة «تخبّط» السياسة الغربيّة في التعامل مع الربيع العربي.
كما تابع عدد من الصحف الغربية وقع مثول مبارك أمام المحكمة على الحكام العرب الآخرين، حيث اعتبرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية بأن يوم أمس الأول هو «يوم اهتز له حكام ليبيا وسوريا واليمن الذين يواجهون ثورات كاسحة على غرار تلك التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك» وهو «اليوم الذي أدرك فيه جميع الحكام العرب، عند مشاهدتهم «زميلهم» وهو «مسجّى» في قفص الاتهام، بأنه إذا تعثرت أنظمتهم فلن يمدّ لهم أحدٌ يد العون»، معتبرة في افتتاحيتها بأنها «لحظة مفعمة بالرمزية المذهلة».
وفيما أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية على أن المشاهد الحية التي بثت لجلسة محاكمة الرئيس السابق أثارت ذهول المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، أبدت قلقها من أن تبعث المحاكمة برسالة عكسية إلى سائر الطغاة في الوطن العربي بأنه في حال عدولهم عن الاستمرار في القتال ضد شعوبهم قد يواجهون المصير نفسه الذي يواجهه مبارك.
من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الحدث تحت عنوان «الفرعون دخل قفص الاتهام»، مشيرة إلى أن مبارك هو أول رئيس مصري يحاكم في قفص الاتهام في «نقطة فارقة في تاريخ مصر، لاسيما أنه يشبه ذلك القفص الذي ظهر وراءه قاتل السادات قبل ثلاثين عاما».
أما صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية فلم تدار خوفها من أن يؤدي الضغط الشعبي الهائل إلى «الحصول على إدانات تضر بالعدالة أكثر مما تفيدها»، مؤكدة أن «ضغط المصريين بقوة من أجل سرعة المحاكمة، يؤدي إلى إغفال الجوانب الأساسية للعدالة الانتقالية». وأضافت الصحيفة الأميركية أنه في حال عجز المحققين عن جمع أدلة كافية لإدانة مبارك وباقي المتهمين فإن ذلك سيضع القضاة أمام أحد خيارين، إما أن يقوموا بتبرئتهم وإنكار العدالة للأمة وهو ما سيثير غضب الجماهير، أو إصدار أحكام إدانة لا تدعمها أدلة.
وفي «واشنطن بوست» شكك جاكسون ديل بعدالة المحاكمة معتبراً أنّها «جاءت نتيجة حسابات سياسية متسرّعة».
وفي الصحافة البريطانية، قال الكاتب روبرت فيسك في صحيفة «الإندبندنت» إن الشعب المصري انتظر محاكمة «أول طغاة الربيع العربي»، مستشهداً بما كتبته صحيفة «المصري اليوم» للتأكيد على وجود الكثير من الجدل داخل أروقة المجلس العسكري حول «تفضيل العفو عن مبارك من خلال تأجيل القضية برمتها إلى أن يتوفى».
جوناثان جونز وتحت عنوان «عندما التقى حسني بلويس السادس عشر»، اعتبر في صحيفة «الغارديان» أن الثورة المصرية مرت في مرحلتين، الأولى بدأت مع تظاهرات ميدان التحرير والثانية مع مشهد «الطاغية مبارك المتهاوي». واعتبر جونز أن «الفراغ في نظرات مبارك هو نفسه الفراغ في نظرات الملك الفرنسي لويس السادس عشر وهو في طريقه إلى المقصلة».
وفي إطار «التبخيس» نفسه بالإنجاز المصري، وتحت عنوان «الانتقام» وصفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية في افتتاحيتها التي كتبها نيكولا ديموران، المحاكمة بالانتقامية، حيث اعتبر ديموران أنّ «القضاء المصري اليوم لا يختلف في ممارساته عن تلك التي كان يقوم بها النظام المصري في السابق متسائلة عن هدف هذه المسرحية المثيرة للشفقة».