منتديات ليب مون

محاكمة تاريخية لـ«فرعون» مصر.. مبارك من وراء القضبان: أفندم، أنا موجود.. مبارك في القفص.. عناوين «تاريخية» واكبت «لحظة القرن»، متصدّرة الصحف العربية أمس غداة محاكمة «الريّس» المخلوع على يد الشعب المصري في شباط الماضي. أقلام نقلت انبهارها بحدث لم يخل احدٌ رؤيته بأم العين في منطقة عربية اعتادت تقبّل الدكتاتوريات، فظهرت مجمعةً على توصيف محاكمة الرئيس المصري بـ«السابقة التاريخية في العالم العربي».
وفي موقف متعاطف مع ثورة مصر، اعتبرت صحيفة «الرياض» السعودية أن «محاكمة مبارك والفريق المتهم معه أياً كانت نتائجها، سابقة في التاريخ العربي الذي شهد قسوة الحكام على معظم تاريخه»، مضيفة ان «الأهم أنها جاءت نتيجة ثورة شعبية، وليس انقلاباً عسكرياً». وأعادت الصحيفة إلى الأذهان محاكمة الزعيم العراقي صدام حسين التي «لم تكن إلا تصفية حسابات بين خصوم وثارات بين قاتل ومقتول»، على حد وصفها.
تغطية مشابهة بمحاكاتها مبادئ العدل والمساواة، تصدّرت صحيفة «الجزيرة» السعودية التي ذكرت أنه أمام «سلطان القضاء، لا يوجد استثناء وأن المرض لا يحول دون محاسبة متهم»، موضحة أن التقاضي العادل هو «من يظهر الحقيقة ويعطي كل ذي حق حقه». وأكدت أن محاكمة مبارك كانت «مطلباً شعبياً تحقق، مع آمال كثير من المصريين والمحبين لمصر من العرب وغير العرب».
اما صحيفة «عكاظ» السعودية، فلم تخف تعاطفها مع الرئيس المصري معنونة «جنايات القاهرة تحاكمه على السرير.. مبارك: أنكر الاتهامات». وقالت الصحيفة «شهدت محكمة جنايات القاهرة محاكمة تاريخية تخللها مشهد مؤثر بظهور الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك على سريره أثناء وقائع المحاكمة».
وبأسلوب خبري بعيد عن الانتقاد، غطت صحيفة «الخليج» الاماراتية الحدث المصري الذي وصفته بـ«اللحظة الفارقة في تاريخ مصر»، ناقلة ادق تفاصيل المشهد القضائي. وقالت «ظهر مبارك أثناء مثوله أمام هيئة المحاكمة واثقاً ومتماسكاً إلى حد كبير، فيما نقل شهود عيان عنه أنه كان يقرأ القرآن الكريم أثناء نقله بسيارة إسعاف منذ لحظة هبوطه بالمروحية العسكرية إلى قفص الاتهام. الحالة ذاتها بدت على نجليه جمال وعلاء حيث التزما المصحف في يديهما طوال فترة نظر القضية».
وفيما عنونت «الوطن» القطرية على تغطيتها المقتضبة «الريّــس في القــفـــص!»، كان لـ«القبس» الكويتية تغطية لافتة على صفحتها الاولى مستعينة بصورة مبارك من وراء القضبان، كتبت عليها «العدلُ أساسُ الحُكم». وعنونت الصحيفة: «مصر الجديدة» تولد.. وتضع مبارك ونجليه داخل القفص. وفي مقدمة تغطيتها، كتبت الصحيفة «مشهد تاريخي امتلأ بالكثير من المفارقات سيظل عالقاً في ذاكرة التاريخين المصري والعربي، بل والعالمي لسنوات طويلة، عندما دخل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلى قفص الاتهام مستلقياً على سرير طبي.. المشهد أمس، أعلن عن اكتمال ولادة مصر الجديدة التي بدأ مخاضها منذ ثورة 25 يناير مرسخاً مبدأ لا يعلو أحد فيها فوق سيادة القانون»...
«تأثّر» بعض الصحف السعودية خصوصا و«سطحية» بعض صحف الخليج عموما، لم يظهرا في سطور جريدة «الشروق» التونسية، بل جهدت الأخيرة على لصق صفة «المتهم» باسم مبارك كلما تم ذكره. وقالت «في مشهد تاريخي لم تشهده مصر من قبل، دخل «المتهم» حسني مبارك الى قفص الاتهام منقولا على سرير طبي.. وبدأت بعد ذلك واحدة من أشهر المحاكمات في العالم»...
«يُعزّ من يشاء ويُذلّ من يشاء».. بهذا العنوان استهلت جريدة «الشروق اون لاين» الجزائرية تغطيتها لـ«محاكمة العصر»، مضيفة «لم يكن مبارك يعلم أن رصاص المنصة الذي قضى على نظام الرئيس السادات، سينهي نظامه على سرير متحرّك ليمثل أمام ملايين المشاهدين له عبر الفضائيات في محاكمة القرن.»...
(«السفير»)