منتديات ليب مون

الميادين» هو اسم القناة العربية التي أطلقها، أمس، الزميلان غسان بن جدو ونايف كريّم في نقابة الصحافة، من وحي الثورات العربية في الميادين، بعد عملية دمج بين قناة «الاتحاد» التي يرأسها كريّم، والمشروع الذي كان ينوي بن جدو إطلاقه. لكن القناة الجديدة، وشعارها «إعلام الواقع» لا تمثل وحدها أركان الشراكة، بل هي جزء من مشروع شبكة إعلامية كبيرة، تضم أيضاً شركة «الاتحاد» للإنتاج، وإذاعة وموقعا الكترونيا وشركة إعلان، ووسائط إعلامية أخرى ستبصر النور تباعاً.
وعلمت «السفير» أن موازنة القناة بلغت عشرين مليون دولار، وأن مساهمة بن جدو فيها بلغت مليون دولار. وأن عددا من الممولين العرب استثمروا فيها أموالهم، مع فترة سماح لثلاث سنوات.
وهكذا سيحجز كل من كريّم (المدير العام للشبكة) وبن جدو (رئيس مجلس إدارتها) مكاناً في الفضاء العربي، معولين أيضاً على كفاءات هامة، مثل الزملاء سامي كليب الذي عُين في القناة الجديدة مديرا للأخبار، ولينا زهر الدين وزاهي وهبي وغيرهم.
ويعتبر انطلاق القناة الجديدة مطلع العام المقبل، بمثابة استحقاق هام في ظل طفرة الفضائيات العربية، ويعتبرها البعض حاجة إعلامية ضرورية لإحداث التوازن في المشهد الإعلامي العربي، وفي جزء منه ما يتعلق بأحداث سوريا. «سنتعاطى مع هذه الأحداث كما هي... لن نكون بوقاً لأي نظام سياسي على الإطلاق. لن نفبرك صوراً، ولن نأتي بشهود زور من المريخ». هذا ما قاله بن جدو.
«لن تجد على قناتنا مسؤولاً أو أي شخصية إسرائيلية». يضيف، «وترفض (القناة) أي هيمنة خارجية وتؤيد حق الشعوب في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأراضي العربية».
وأعلن عن بدء مرحلة الانتداب للشبكة، مشيرا الى تلقي أكثر من ألف سيرة ذاتية، لكن الشبكة تفتح مجال الانتساب في الاختصاصات التحريرية والهندسية والتقنية كافة ومراسلتها على العنوان التالي: info@ almayadeentv.net . ويفترض أن تقبل الطلبات خلال آب وأيلول المقبلين، على أن تحسم الخيارات خلال تشرين الأول المقبل.
ولكن هل يكفي شهر واحد لحسم خيار مئات الطلبات من دون ظلم أحد؟ ردا على السؤال يشير الزميل نايف كريّم لـ«السفير» الى أن هناك لجنة متخصصة بدأت بفرز الطلبات المقدمة، على أن تبت بها، بالتوازي مع تلقيها طلبات جديدة، وذلك وفق الخبرات والجنسية، لأننا حريصون على التعاون مع مختلف الجنسيات العربية».
والقناة الإخبارية الجديدة، مطعّمة ببعض البرامج، ومنها ما يستوجب عرض أفلام سينمائية على سبيل المثال. «وهي ذات إمكانات مادية جيدة، وإن كانت لا تقارن بإمكانات فضائيات أخرى، ولكنها تسمح لنا بالاستمرار بين ثلاث وخمس سنوات. وفي الشهرين الأخيرين وفّرنا الموازنة التشغيلية بما يضمن الأمان الوظيفي لفرق العمل». يقول بن جدو.
وعما اذا سيكون للمحجبات مكان في القناة، يشير الى أن الزميلة زينب الصفار ستقدم برنامجا باللغة الإنكليزية، ونحن نعتز بذلك».
السياسة التحريرية للشبكة
حضر المؤتمر الصحافي النائب السابق عصام نعمان، رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، واعلاميون.
بعد كلمة القاها نقيب الصحافة محمد البعلبكي، عرض بن جدو السياسات العامة لشبكة «الميادين كالآتي: «تحرص على تقديم الصورة الكاملة والمعلومة الدقيقة وعلى نقل الواقع كما هو، بلغة صحافية محترفة، تلتزم المهنية والتوازن (...) تتابع قضايا الأمة والعالم برؤية شاملة، تتمسك بوحدة الوطن العربي (...) والتواصل مع عالم الجنوب من موقع الانتماء.
القناة معنية بملفات الحريات والإصلاح والعدالة الاجتماعية وحق الشعوب في التعبير الحر وتحديد خياراتها الوطنية الداخلية. تحتضن نبض الناس وهمومهم اليومية في الميدان، وتلامس تطلعات المرأة والشباب وترصد حال الفقراء والمظلومين اينما كانوا، وتولي اهتماما خاصا بالتنمية البشرية والاجتماعية.
تنحاز لثقافة التسامح ورفض التطرف والإرهاب. تنطلق من ثابتة التنوع في النسيج العربي، بمسيحييه ومسلميه ومكوناته القومية المتعددة (...) وهي منبر للحوار مع الغرب الأوروبي والأميركي. لا تسمح بأن تكون اطارا لأي تمييز عنصري وتفرقة عرقية وتقسيم ديني وتحريض طائفي ومذهبي. وترى في القضية الفلسطينية عنوان تحرر وطني وحضورها مركزي في القناة.
وألقى كريّم كلمة قال فيها: «في زمن التشرذم والانقسام وسيادة التحريض والتلفيق، أردنا الانطلاق بعمل اعلامي عربي يجمع ولا يفرّق، يوحّد ولا يقسّم، يسعى لحفظ ما تبقى من نقاط قوة واشراق في هذه الامة. فكانت «الاتحاد» قناة تطمح لتغيير الصورة ولتحجز مكانا لاسمها في فضاءات المستقبل العربي، ومع بدايات بثها التجريبي قبل اكثر من شهرين لاح في أفق «الاتحاد» طرح اتحادي ينسجم مع سياساتها، كان لا بد أن تتلقفه مسرورة لتترجم أقوالها أفعالا منذ الخطوة الأولى ولتثبت أن الاتحاد في قناعتنا فعل نمارسه وليس مجرد شعار نستهلكه».
وتابع: «اليوم نعلن انطلاق التحضيرات لشبكة الميادين، بعدما انخرط الكثيرون في تشويه الواقع في ميادين العرب وساحاتهم. اليوم نسعى لنقل الواقع كما هو بعدما اوغلوا في نقله لنا كما يريدون ان يكون».
بدوره، أكد مدير الأخبار سامي كليب أنه لن يكون «منحازا الا الى نبض الشارع العربي، وسيتفاعل مع المدارس الغربية التي تفيد إعلامنا العربي». وقال: «إذا نجحنا في ذلك نكون قطعنا شوطا باتجاه الثورة الإعلامية المطلوبة، في ظل الثورات العربية الميدانية».