منتديات ليب مون

مع وصول أول الأخبار عن العملية الأمنية في سهل الطيبة، وإطلاق سراح الإستونيين المخطوفين السبعة، وظهورهم في بيروت، انشغلت العاصمة الإستونية، تالين، بالتحضير لوصولهم إليها.
وأطل رئيس البلاد توماس هندريك ألفيس منهياً الحملة التضامنية التي كان قد أطلقها بعيد اختطاف السبعة، ونزع عن صدره الشارة الصفراء للحملة بعد أشهر على وضعها، معرباً عن تقديره لذوي المخطوفين وكل من أسهم في إطلاق سراحهم. ومن جهته، أعرب رئيس الوزراء الإستوني أندروس أنسيب في مؤتمر صحافي أمس (موقع ا.ر.ر. الإستوني)، عن شكره العميق لـ«ألمانيا وفرنسا على جهودهما في إطلاق سراح السبعة».
وكانت فرنسا قد رحبت بالإفراج عن الإستونيين، مشيرة إلى أنها بذلت كل الجهود الممكنة للمساهمة في ذلك، نظراً لكون استونيا لا تملك سفارة في بيروت. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان إنه «مسرور للإفراج عن المواطنين الإستونيين السبعة، الذين كانوا خطفوا في لبنان في منطقة البقاع في 23 آذار الماضي»، مشيداً بـ«جهود كل الذين ساهموا في النهاية السعيدة، وخصوصاً السلطات اللبنانية».
أما عائلات الإستونيين السبعة ومنذ تلقيها الاتصالات الهاتفية من أبنائها المحررين أمس، بعد 114 يوماً على اختطافهم، فقد عاشت ساعات طويلة بانتظار وصولهم إلى تالين. وقد أثارهم ظهور أبنائهم على شاشات التلفزة من على إحدى شرفات السفارة الفرنسية في بيروت، والذي تناقلته المحطات الإستونية، حيث بدا الإستونيون السبعة بصحة جيدة، لكنهم ظهروا شاحبي الوجوه، طويلي اللحى، وكأنهم لم يروا الشمس لفترة طويلة.
وتوجه ذوو المخطوفين بكلمة عبر الصحافة المحلية في تالين (موقع «ديلفي» الإخباري)، إلى أبنائهم المحررين، معتبرين فيها أن «الأشهر الأربعة الأخيرة كانت طويلة ومتعبة جداً لنا. نشكر كل من تضامن معنا، في بلدنا وفي بلدان العالم»، خاصين بالشكر حكومة إستونيا و«الشعب اللبناني، والاهتمام الذي أبدته بعض الدول الأخرى، التي أسهمت في تحرير أبنائنا».
من جهتها، عبرت الخمسينية أم المخطوف أندر بوك ماريك عن سعادتها الكبيرة بإطلاق سراحه، «أحس أن أندر وُلد من جديد». واعرب شقيق المخطوف أفغوست تيللو فردريخ لصحيفة «أهتولهلت» الإستونية، عن فرحته بـ«انتهاء القضية بسرعة».
وكان وزير الخارجية الإستوني قد عقد مؤتمراً صحافياً أمس قبيل مغادرته إلى بيروت، أوضح في معرض إجابته على سؤال حول الفدية، أن «العملية المشتركة (لإطلاق سراح المخطوفين) كانت لها نفقاتها، وهي مبالغ ليست قليلة»، مؤكداً على أن الدولة الإستونية لا تتواصل مع الإرهابيين أو تدفع فدية. وأشار بايت إلى أن الإستونيين السبعة كانوا في ظروف معيشية غير مريحة أثناء فترة خطفهم، معلناً أنه فور إطلاق سراحهم عند الخامسة من صباح أمس تم تأمين الاتصال الهاتفي بينهم وبين عائلاتهم.
ومن المواقف اللافتة في تالين، أمس، موقف الخبير الاستراتيجي في السياسة الخارجية هانس هانسو (في مقابلة مع «ديلفي»)، اعتبر فيها أن «في اختطاف الإستونيين السبعة درس لإستونيا، يجب أن تتعلمه ممثلياتنا في الخارج»، مشيراً إلى أنه «عالمياً، نحن وضعنا أنفسنا في خانة التحالف مع الولايات المتحدة، ما يمكن أن يفضي نظرياً إلى نتائج غير مريحة وموجعة». واعتبر أن في خطف الإستونيين السبعة درساً مهماً لإستونيا