منتديات ليب مون

»لا أعرف بما يجب أن أفكر، بالأقساط المرتفعة، أم بالصوم والعطش وسط هذا المناخ الحار، أم بالتفتيش عن بيت أسكنه قرب الجامعة لتوفير المبلغ الذي أدفعه على البنزين كل يوم من بيتي في النبطية الى بيروت«. هذه شكوى الطالب في السنة الثانية في الجامعة اللبنانية الأميركية علي. لم يتوقف عن التأفف والتذمر من الوضع الذي يعيشه »أقساط الجامعة زادت والشغل الذي أزاوله يتوزع على مصروفي الشخصي، وبنزين لسيارتي. والأمر لا يخلو من بعض السهرات في الجميزة ومونو«. الصيام يأتي في هذا الشهر »شهر الضغوطات« كما يصفه. وعند سؤاله عن مدى رضاه عن الوضع السياسي في البلد، تتغيَر ملامح وجهه ويعلو صوته وكأننا صببنا الزيت على النار. يبدو الانزعاج الشديد واضحاً عليه »كل مشاكلنا من زعماء بلادنا، فهم يعتمدون معنا سياسة التقشف، ضاعفوا سعر كل شيء والمواطن لم يعد قادراً على التحمُل ونحن آخر ما يفكرون به«.

وضع السيجارة في فمه وللحظة نسي أنه صائم، تذكَر صيامه فضحك ووضعها جانباً. وأضاف »برأيي ان الشعب ارتكب غلطة فادحة. كان يجب عليه إغلاق المطار عندما ذهبوا الى الدوحة. فليبقوا هناك ونحنا »منزبِط البلد كما نريد«. لم يكن هذا رأي علي فقط، بل معظم الطلاب الذين كانوا يخرجون من صفوفهم، البعض بانتظار الصف الآخر ليبدأ والبعض الآخر كان قد أنهى يومه الدراسي ويحضر نفسه للخروج. فالجامعة اللبنانية الأميركية تتابع الدراسة في الصيف. ولكن لا صفوف وقت الأفطار، فمعظم الصفوف تنتهي عند الثانية ظهراً، ومع هذا يبقى بعض الطلاب منزعجين من الوضع . يشير زياد وهو طالب إدارة أعمال سنة ثانية في الجامعة عينها الى انه لم يقدر ان يكمل صيامه »فالظروف لم تساعدني على إكمال صيامي ان كان من جهة الطقس الحار الذي أجبرني على شرب الماء بين الحين والآخر، أو من جهة الفتيات الجميلات في صفي اللواتي لا تقدر الا ان تنظر إليهن«، متذرعاً بالقول ان الله جميل يحب الجمال.

أما في الجامعة الاميركية فالتذمر هو من نوع آخر، فالدراسة الصيفية انتهت منذ حوالى الشهر، والجامعة تفتح أبوابها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، أي قبل عيد الفطر بيوم أو اثنين. وهذا ما يثير استياء بعض الطلاب القلائل الذي كانوا في حرم الجامعة. ومنهم عمر الطالب في »التصميم الداخلي« سنة ثالثة، الذي تمنَى أن تؤجل الجامعة الى ما بعد العيد فيكون لهم الوقت الكافي لاختيار المواد والدوام المناسب. أما يوسف وهو طالب هندسة كمبيوتر واتصالات سنة رابعة في الجامعة ذاتها فكان منزعجاً من غلاء سعر الوحدة ثمانية بالمئة عن السنة السابقة.

وهذه الزيادة تشمل فقط طلاب الهندسة، أما غير اختصاصات فالزيادة ليست أكثر من ٥ بالمئة. »لا أعرف لمَ هذا التمييز لطلاب الهندسة بدل تشجيعنا ودعمنا مادِياً، يجعلوننا نفكر كل سنة في تغيير اختصاصنا الى اختصاص »أرخص«. أما طوني وهو يدرس العلاقات العامة فيصف نفسه بأنه مرتاح من صيام رمضان، ولكنه يعتبر مازحاً السياسيين في بلدنا يعيشونا الصيام كل أشهر السنة بسبب غلاء المعيشة. وعن مدى تفاؤله بالعام المقبل يعتبر ان الجامعة الاميركية هي مكان آمن جداً ولا تتأثر بالوضع الامني الخارجي، فمهما حصل نبقى نتابع دروسنا بشكل عادي، وأشار إلى أنه خلال حرب تموز بقي في السكن الجامعي التابع للجامعة »هنا كما الملجأ لا خوف على أنفسنا« كما قال.
»مكتب التسجيل«، أمامه يقف العديد من الطلاب الجدد ينتظرون دورهم، هذا يريد أن يتخصص في التجارة وذاك في الطب وما يجمعهم هو الشغف والحماسة لبداية مرحلة جديدة من حياتهم. جيلنار هي طالبة أردنية تدرس التسويق في الجامعة الاميركية تقطن هي وأختها في بيت قريب من الجامعة . كانت تقف مع أختها الصغرى بانتظار إعلان اسميهما للتسجيل. كانتا متفائلتين بالعام الدراسي الجديد، فهما تعشقان لبنان بكل ما فيه »حتى عندما كان في أوج مشاكله بقيت هنا مع العلم أن أهلي في الأردن كانوا معارضين لبقائي. ولكنني بقيت وأطمح أنني عندما أتخرج لن أعمل الا في لبنان«.

حشود هائلة، أوراق متبعثرة، أصوات تعلو وتنخفض، تأفف من الانتظار والشكوى واحدة. هذا هو حال الطلاب أمام مكتب التسجيل في جامعة بيروت العربية. »لماذا لا نعتمد الإنترنت في تسجيل موادنا كباقي الجامعات عوضاً عن تضييع الوقت منتظرين دورنا، وكأننا نشحد أمام باب الجامع«. شكوى مشتركة من معظم الطلاب، أضاف خالد وهو يدرس الإعلام في الجامعة عينها »إذا بقي الحال على ما هو عليه فلن أتسجل هذه السنة، إنه النهار الثالث ولم يأت دوري بعد«. أما فاطمة فاعتبرت أن الطلاب الجدد هم المشكلة الأساسية، »يجب على الجامعة أن تنظم وقتاً للطلاب الجدد ووقتاً آخر للطلاب القدامى بدل أن يضيع »الحابل بالنابل« كما هو الآن«.

منذ ساعات الصباح الأولى والطلاب يقفون أمام مكتب التسجيل ومعظمهم من الجدد، أما القدامى فهم من أهل البيت ويجب تكريم الضيف أولاً، يقفون في حديقة الجامعة تحت الشمس الحارقة يتنظرون لعلها تخف زحمة التسجيل ليتسجلوا وينتهوا من هذه الأزمة.
زيادة الأقساط كان لها حيز كبير بين شكاوى الطلاب »الوحدة التعليمية زادت عشرين دولاراً أميركياً، الضمان أصبح مئة دولار أميركي، والله يستر من الكتب أيضاً«. غضب زينب كان واضحاً عليها فهي تدرس في الجامعة وتعمل في احد المطاعم وتعطي دروساً خصوصية ومع هذا يأتي نهاية الشهر وهي »مفلسة« على حد قولها »بدل مراعاة ظروفنا في هذا الوضع الصعب، لا أحد يشعر معنا«.
كلٌ رأى العام الدراسي الجديد بثوب مختلف، وبين متفائل ومتشائم لا يبقى الا انتظار ساعة الصفر، فعسى أن يكون أفضل من السنوات السابقة على كل الأصعدة.

يسلموو دياتك ليب موون على الأخبار

شكرا ليبمون بس هيدي حال البلد من 20 سنة يعني منها ظاهرة جديدة