منتديات ليب مون

بروكسل :
إنها «الفرصة الأخيرة» أمام الرئيس السوري بشار الاسد، يقول وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني. نظيره البريطاني وليام هيغ، يكمل في نفس السياق: إما أن يقود الأسد الاصلاحات الملموسة أو «يتنحى جانبا». ومن جهة النتائج، يأتي كلام وزير خارجية اللوكسمبورغ، جون أسلبورن، محذرا من «حرب اهلية»، رأى ان سوريا ليست بعيدة عنها إذا استمرت الأزمة. كل هذا الكلام كان يستبق الخطاب الذي ألقاه الأسد، وأتى قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ. أما بعد الخطاب فكانت «خيبة الأمل» هي التعبير المتردّد على وزراء اوروبا ومسؤوليها، من هيغ إلى نظيره الفرنسي الان جوبيه الذي اعتبر أن الأسد بلغ «نقطة اللاعودة»، ما أكده إعلان وزراء الاتحاد عن بدء الإعداد لتشديد العقوبات على سوريا.
وقال فرانكو فراتيني لـ«السفير»، ردا على سؤال قبيل دخوله الاجتماع الوزاري: «أعتقد أن الرئيس بشار الأسد لديه فرصة أخيرة لبدء اصلاحات ملموسة». لكن التصريح باستمرار وجود الامكانية، لم يمر بدون التعبير عن الخيبة، إذ أضاف فراتيني :«بصراحة، الكثير منا يفقدون آمالهم في امكان ان الرئيس الأسد يتحول تماما لاتخاذ مسار إصلاحي. حتى الآن، كنا ننظر إلى الجرائم البشعة: الشرطة التي تطلق النار على المدنيين في الشوارع. هذا أمر غير مقبول على الاطلاق. هناك تدفقات ضخمة من اللاجئين، من الناس الذين يحاولون الاحتماء في تركيا .هذا يجب أن يتوقف فورا».
بدوره، كرر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، سيناريو الفرصة الأخيرة الأوروبي، المقتبس حرفيا عن نظيرته الاميركية، وقال إن الرئيس السوري أمامه أحد احتمالين: إما أن يقود الاصلاحات الملموسة، أو «يتنحى جانبا». وتحدث هيغ عن الدور التركي في الأزمة السورية، معتبرا أنه دور «هام»، متمنيا أن تتمكن تركيا من التحلي بالجرأة لاقناع النظام السوري بأنه «بدأ يفقد شرعيته». أما وزير خارجية لوكسمبورغ، فذهب الى التحذير من «حرب اهلية» معتبرا ان الوضع السوري «ليس بعيدا» عنها. وهنا، أعرب جون اسلبورن عن أمله في أن يبذل الرئيس الاسد «ما في استطاعته لتجنب الحرب الأهلية». وأشار أسلبورن إلى أن الوزراء الاوروبيين سيضغطون على الجامعة العربية كي تتخذ مواقف أكثر تشددا وحزما حيال سوريا، مع العلم بأن عمرو موسى حضر اجتماع وزراء الاتحاد الاوروبي.
وبعد الاستماع إلى خطاب الأسد الذي تزامن مع اجتماع الوزراء الاوروبيين، قال جوبيه «ان البعض يعتبرون انه (الأسد) ما زال امامه متسع من الوقت للتغيير وبدء عملية» اصلاحات، واضاف في مؤتمر صحافي «من جهتي اشك في ذلك، اعتقد انه بلغ نقطة اللاعودة». وفي إشارة إلى الخطاب قال جوبيه «في مجمل الاحوال ليس اعلان اليوم هو الذي سيغير الوضع». واضاف «ان القمع اسفر عن سقوط اكثر من الف قتيل... وكان عنفه مريعا، لا يجوز قبوله بدون اي رد فعل».
أما اشتون فقالت «يتعين على الرئيس الأسد أن يبدأ حوارا حقيقيا شاملا يتمتع بمصداقية.. ومن شأن شعب سوريا أن يحكم على رغبته في الإصلاح.» وتابعت «لكن يتعين أن أقول للوهلة الأولى إن خطاب اليوم كان مخيبا للآمال».
واكد الاتحاد الاوروبي في بيان تبناه الوزراء ان الاتحاد الاوروبي «يعد بشكل نشط» تشديد العقوبات المفروضة على سوريا «من خلال اختيار (شخصيات وكيانات) اضافية». واضاف البيان ان «مصداقية وقيادة» الاسد «تتوقفان على الاصلاحات التي وعد بها بنفسه».
وقالت مصادر دبلوماسية ان الاجتماعات مستمرة على مستوى الخبراء بهدف اتخاذ قرار بحلول نهاية الاسبوع في شأن اضافة 15 اسما لاشخاص وشركات مرتبطة بالنظام الى قائمة المشمولين بالعقوبات. و«اعترف» الاتحاد الاوروبي في اعلانه بدور الوسيط التركي الذي يتمتع «بنفوذ كبير» لدى الاسد والتزم «بالتعاون» معه وغيره من الشركاء الاقليميين لمواجهة الازمة السورية. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت «فرضنا عقوبات وسنقوم بتشديدها على الارجح. لكن طالما لزم مجلس الامن الدولي الصمت فاننا في وضع صعب». وتابع «حتى الآن يمكن اعتبار صمت مجلس الامن الدولي نوعا من التسامح غير المباشر حيال ما يحصل في سوريا وهذا غير مقبول».
أما نظيره الألماني غيدو فسترفيله فقال ان «الاوروبيين سيضغطون في الامم المتحدة في نيويورك من اجل سياسة عقوبات واضحة» حيال سوريا. وفي بيانهم، دعا الوزراء الاوروبيون مجلس الامن الدولي الى «تحمل مسؤوليته».