منتديات ليب مون

كامبيوني · 12-16-2008, 09:21 PM

حوار مع صديقي اللبناني

كان الوقت غروبا بل هو بعد الغروب , وليس بعيدا عن الجامع القديم والمدينه القديمه في مدينة ميناء الاغالبه سوسه , حيث كان الجميع يزاحم في محطة "الكيران" كما تجمع بصيغة التكسير تونسيا , وكانوا –أي المزاحمين- ومن اجل الحصول على مقعد في حافلات النقل العام يجاهدون بقوة , وخاصة اصحاب المناطق البعيده الذين كان اغلبهم من فئة الطلاب .

كان وقوفنا لغرض الفضول ليس الا وكأنه –أي صديقي- يريد ان يزيد من فضولي أضاف : كل من رأيت وترى ومن الجنسين ان سألتهم –ويقصد الطلبه- عن بغيتهم وأمنيتهم في المستقبل لأجابوك بتلك الإجابه ... فهم لاهم لهم الا التعرف على لبناني أو لبنانيه ومن الجنسين ايضا.

سألته إن كانت كل هذه المجاميع قد إختلطت وخبرت الشخصيه اللبنانيه عن قرب , لتنال منهم كل هذا الإعجاب ؟!!

أجاب ليس بالضرورة , بل هم كما ترى يتزاحمون على حافله عامه فكيف لهم بالوصول للمجتمع اللبناني البعيد؟

لا أنكر بأني إستخفيت بمعلومة صديقي التونسي "الغير سوسي" , والبعيده عن المنطق , لكنه زاد من فضولي , وهو الأدرى بمجتمعه وفئاته المختلفه , فكانت ليلتي معه كلها تدقيق وتحليل , لظاهرة أراها تخترق المجتمعات , بسبب سيطرة من له بأس وأسباب السيطره , حتى لو كان قادة جيوشه من فئة "هيفاء , ودانا , ونانسي" والقائمه تطول وتطول.

*******

شخصيه إعلاميه ليبيه شابه يملأها الطموح , لكن يحد من طموحها إحباط إسمه الشخصيه اللبنانيه , لأن الإعلاميين اللبنانيين وصلوا الى طرابلس واقتحمو مؤسسه إعلاميه حديثه , تسعى حثيثا لكي تتبوأ مكان عند المتلقى العربي , والليبي بشكل خاص , حتى قام المخرجين اللبنانيين باخراج حلقات "خالتي مشهيه" , التي يحتاج بعض كلامها الى ترجمه عند فئه كبيرة من الليبيين تضيع منهم كلمات "فضيل ابوعجيله" القادم من بادية الجبل الاخضر.

كان صديقي المندفع يحكي بحسره على التعامل الفوقي للشخصيه اللبنانيه , وعن المرتبات الفلكيه التي يتقاضونها , وأن اكثر مايملكونه هو بعض كلمات لاتينيه لغرض الاستعراض ليس الا , وحتى ان كانوا لبنانيين لكنهم ليسوا "نادين لبكي".

*******

بعد ان كان لسانه ينطق بما تنطق به المجاميع المتزاحمه في محطة "كيران" سوسه , قبل ان يحط الرحال بتلك الشخصيه الإعلاميه المرموقه عند قبلة الإعلاميين العرب والعالميين في دوحة الخليج , انتقل صاحبنا من الموالاة والانقياذ الى النقيض , فقد فجع وبحسرة من ذلك التعامل الفوقي من أشقاءه "الفينيقيين" , وكأنه إستنسخ كلامه من لسان الشاب الليبي الطموح والمتذمر , وعندما علم بالجيش اللبناني الذي يغزو القنوات الليبيه زادت حسرته , بل إستبسل متحمسا بأن الفراغ الاعلامي الليبي يجب ان يسده الكادر التونسي او المغاربي , لأن مجتمعاتنا تكاد تكون متشابهه لدرجة التطابق ناهيك عن الماضي والتاريخ المشترك لكل المغاربيين.

ولعل أبلغ مثال –والكلام للاعلامي التونسي المرموق- أن الذي أدار حرب تموز الاعلاميه وفي عقر لبنان ونجح فيها بالمطلق , هو التونسي "غسان بن جدو" , رغم ان الذين يناكفون هذه الحقيقه من الخصوم "اللبنانيين" يجيبون , أن الحرب أديرت بكوادر لبنانيه مصاحبه ناهيك عن الروح والمناخ اللبناني , ثم إن غسان نصفه لبناني "أي أخواله" ونصفه الجديد والمكمل الآخر أيضا لبناني "أي أخوال أبنائه".

*******

تعمدت الجلوس بجواره في تلك الأمسية بل وحتى مشاكسته , ليتسنى لي الإستزادة أكثر من ذلك البلد الذي صار يهمني أمره , ولأننا في حفل عشاء "شبه رسمي" فقد كان الإنفراد بالحديث معه صعب , تمنيت عليه وهو ضيفي بأن يقبل دعوتي الخاصه بعد هذا العشاء الوقور لأني أريد الخوض معه في عوالم وطنه المهاجر منه.

فعرف "الخبيث" مقصدي وقال : يهمني مساعدة أصحاب مهنتي وكلانا في "الهم شرق وذكورا شرق" , وأعرف بنات بلدي وكيف تتملكهن الرغبه والقدرة على إختراق أي رجل شرقي الااللبناني , فهو شقيقهن الذي يعرف كيف يتعامل معهن بندية وتكافؤ؟؟؟.

ووسط ذهولي من هذا الهجوم الغير متوقع ؟ وعلى من ؟؟؟ على بنات لبنان؟؟؟

- (صليلنا عاللي يصلوا عليه كل العباد وفكنا ... ) .. خرجت تلك الأخيره بلهجه ليبيه حاده .. وزدت على قولي بقول المتريث الذي يسرد بديهيه : حتى أن الله جميل ويحب الجمال ومن يذم الجمال يقدح في الخالق والخلق ولبنان أشهر صادراته (التفاح , الثقافه , الجمال)!!

أعجبه تعقيبي المنتفض وبقوة ثم أضاف : أنا لم أقترن الابفرنسيه أحبتني بصدق وقاتلت أهلها من أجلي وقاطعتهم....وهأنا أهنأ بزوجة فرنسيه....

عندها إستغليت الكلمة الأخيرة لأكون "محامي الشيطان" ولأبدأ في مرافعة لم تتوقف الابعد نصف ساعة...وكلها صبت في الإنحياز الى اللبنانيات واضفت : ان قولك قد ينطبق على أهل مصر "الفراعنة" المنحازين أبدا لمصر..

لم يقتنع بقولي بل زاد عليه بأن اللبنانيه دائما تنظر الى من حولها وحتى من نفس جنسها وتتباهى بكلمة "أنا لبنانية" وكأن لبنان يحمل صفات التحضر فيما غيره لا....

واستماتتي في الدفاع على ثقافة مجتمع لبنان المختزله على محيا وشهرة بنات لبنان جعل تحديه يطير أي إسترخاء أو كسل ...أضاف أنا دائما على خلاف مع كثيرين ولكنهم ليسوا لبنانيين , وأنا من عائلة تعتبر نفسها راقية كما أن إرتباطي بفرنسية جعل الكثيرين غيري يوصفونني بالمتحضر "والموديرن" , فقط لأني اقترنت بفرنسية وليس لأننا عشنا قصه رومانسيه , وهي مثلي صحافيه وبسيطه في كل شيء....

عندها توج كلامه بقول خطير........ شوف ياعزيزي اللبنانية مثل اللبناني , متقطعه بين أصلها الشرقي وشغفها بأهل الشمال , فصارت مثل ذلك الطير الذي أضاع مشيتة ولم يتعلم مشية غيره , فهي لن تكون من الشمال وكذلك لن تنسلخ عن الشرق , حتى أن اهلي "وهو مسيحي" يرون أننا من الفينيقيين , وبسبب جهل أغلبهم بحقيقة أن دولة الفينيقيين قامت عندكم هنا "في شمال افريقيا" دليل على حالة التيه في الهوية ...وما يعزز هذه المغالطة لدى كل لبناني سطحي , هو إنغلاق غيره ممن يتهافتون على كل ماهو قشوري لبناني فيغذون هذه الثقافة بين اهل لبنان.... وبذلك تنبت هذه الحقيقة في داخل كل لبناني وعلى الأخص عند بنات حواء , ويفعل الإنفتاح مع مستوى الجمال المعقول الذي تتمتع به اللبنانيه , فتكتمل معادلة الغرور التي تنطق بها حوائنا "انا لبنانية".

لم أكبح إندفاعه ولكن كان لي سؤال قلب تلك الجلسة ..... هل كانت لديك قصة فاشلة مع لبنانية عاملتك بشيء من الغرور فسحبت قناعتك على كل اللبنانيات؟

بتردد أجاب نعم ... وكانت مغرورة بجمالها ومنتني أولا بعواطف ثم جاء أحدهم من أهل الشمال فرمتني مثل "كلب متسخ" وذهبت معه .......

عندها عرفت ان القصة الفاشلة التي عاشها , كانت مؤثرة على آرائة وإن كنت لا أخفي أنه إبن لبنان وكما يقولون "أهل مكة أدرى بشعابها"

تعاقب الليل وخرجنا سوية كل له نتائجه من هذة الجلسة وحساباته التي اخذها من هذا الحوار الساخن.

*******

قبل نهاية النصف الاول من العام 2000م بقليل , إنسحبت القوات الاسرائيليه من الجنوب اللبناني , من وقع ضربات المقاومه التي لم تتوقف , فكان أول إنسحاب لجيش إسرائيلي منذ 1948م وقد ساقني القدر لزيارة ذلك الجنوب , حيث الثكلى والأرامل والأيتام والمعاقين , ولكن مع كل مخلفات الحروب , كانت هناك قلوب يملأها الأمل في الحياة معززا بعدم التنازل عن مبدأ , وغريب إن لم يكن ليس ممكنا أن تجمع إضافه الى الإقبال على الحياة الإصرار على الموقف المبدأ , ولابد أن يسوقك الإختلاط الى فتح حوارات مع ذلك المجتمع الإستثناء حيث السهر , وخمور الأندرينا , وشبك الايادي , والدبكه , والمآذن , والأئمه الصغار , وكيف أن "الشهادة عاده" , ووصايا الإمام , وقصص الأسرى , والرجال العابرون , والجميلات المحجبات , وأمهات الشهداء اللاتي يزغردن لرحيل فلذات أكبادهن , وأخيرا وليس آخرا "الوعد والوعيد" , لابد حينها أن تخرج بيقين أن الناتج لكل كيمياء المجتمع الإستثناء , هي سمة "الإرادة" , وخيط رفيع بالكاد تراه بعد أن أسهب لك كل من قابلت , أننا نمارس فن العيش دون لي دراع حتى لو كان الثمن دما من حبيب : (أخ , صديق , زوج , أب , إبن) , وكل هذه الرتب العائليه إنتذبت نفسها لتشكل فسيفساء الوجه الآخر للبنان البعيد عن "ستار أكاديمي وسوبر ستار".

ومع بداية النصف الثاني من العام 2006م , هاجمت الدوله العبريه الجنوب والضاحيه الجنوبيه من بيروت , لكن كان حصاد تموز أول هزيمه يمنى بها الجيش الصهيوني , وتحطيم أسطورة أسمها "ميركافا" , ولأول مره ومنذ تأسيسها في 1948م يهزم جيش النمل اللبناني الجيش الأسطوري الأسرائيلي , ويتحقق وعد "السيد حسن" ووعيده.

ورغم الثكلى , والأرامل , واليتامى , والمعوقين , وحرث الضاحية والجنوب بالحديد والبارود العبري , كان لابد أن تتحقق نبوءة الإنتصار والهزيمة , فعندما تكون القناعة وسيلتها الموت , ويكون الموت المرادف الأوحد للإرادة , فإن شعور الهزيمة سيتلاشى أمام إصرار النصر.

*******

اغلب علماء النفس والنفس الاجتماعي يحذرون من مغبة الوقوع في فخ الثقه المفرطه , لأن مرادفها هو "الغرور" , ولكن الخيط الفاصل بين الاثنين لايراه الجميع بل من يسعى جاهدا للامساك باطرافه , وبالتالي يتاتى له تبيان الثقه من الغرور.

فإن كنت بلاثقه فتلك مصيبة أما إن كنت مغرورا فالمصيبة اعظم؟

لايزال الغرب بكل مادياته يسحره الشرق بكل تخلفه , ولكن هم الذين يقولون "أي الغرب" كل شيء أتى من الشرق:

الفلسفة.....الدين........التوابل

وفي منطقتنا كل شيء أتى من لبنان "الثقافه , الجمال , التفاح"

ورغم ان الزعيم الفرنسي "شارل ديغول" كان له قول مشهور وهو"رحلت الى الشرق المعقد بافكار بسيطه" وكان يقصد هنا لبنان المستعمرة الفرنسيه التي يدين الكثير من اهلها بالطاعة لفرنسا والثقافه الفرنسيه.

وفي معرض حديثه العنصري "جان ماري لوبين" ذات يوم ليس ببعيد وبعد قداس مع المطران "نصر الله صفير" قال مادحا اللبنانيين هم عرب غير سائر العرب فهم"أذكياء ودينامكيون ومتفهمون".

*******

من واقع الاستشهادات السابقه تتراقص المتناقضات تناقضا , في استعراض يغوص بك الى بواطن الاحداث منتزعا حقيقه كل مثال يوصلك الى حكم وحكم مناقض حتى تحتار في النطق من هم اولئك الاشقاء!!

فمجاميع محطة "الكيران" ينظرون بقداسه الى عطر التحضر المغموس بكل ملذات الحداثه والعصرنه فيما " الاعلامي الليبي والمخضرم التونسي" يرى ان القادمين مجرد جيش يستغل الحسيه متسلح بقاعدة ويقين انه الافضل وان رسب في امتحان المقابله , لان كل من امتحنه اقل منه مستوى ولسان حاله يقول ببساطه أنا "الأستاذ".

إنتهى

*******

المؤلفه تتهكم على القراء وعلى لسان مذيعه لبنانيه جميله:

"بونسوار للإلكون , مين بتتوأعوا تكون الشخسي المجهوله؟ أقزة يما سديم يما لميس؟ أحزروا وبتربحوا تزكرتين مع إكامي ببيروت تتجوا تحضرونا بحفلة البرايم !! ويمكن يكون الحز من نسيبكون وتفوزوا بساعة بؤرب الحبيب , ياللي هو شخصيتنا المجهولي ! إحزور و ماتتأخر! أتصل او أبعتلنا (اس ام اس) ع هالأرآم المكتوبي عالشيشي".

"من رواية بنات الرياض للسعوديه رجاء الصانع"

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

Honey Girl · 12-17-2008, 12:40 AM

تسلمـ عيون قرأت فنقلتـ

لكـ أرق همساتي

كامبيوني · 12-17-2008, 01:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة honey girl

تسلمـ عيون قرأت فنقلتـ

لكـ أرق همساتي

اشكرك على مرورك وتعليقك وارد على همساتك بهمسات اقوى وارق

12-16-2008, 09:21 PM	#1
كامبيوني قـمر جـديد تاريخ التسجيل: Nov 2008 المشاركات: 7	حوار مع صديقي اللبناني حوار مع صديقي اللبناني حوار مع صديقي اللبناني كان الوقت غروبا بل هو بعد الغروب , وليس بعيدا عن الجامع القديم والمدينه القديمه في مدينة ميناء الاغالبه سوسه , حيث كان الجميع يزاحم في محطة "الكيران" كما تجمع بصيغة التكسير تونسيا , وكانوا –أي المزاحمين- ومن اجل الحصول على مقعد في حافلات النقل العام يجاهدون بقوة , وخاصة اصحاب المناطق البعيده الذين كان اغلبهم من فئة الطلاب . كان وقوفنا لغرض الفضول ليس الا وكأنه –أي صديقي- يريد ان يزيد من فضولي أضاف : كل من رأيت وترى ومن الجنسين ان سألتهم –ويقصد الطلبه- عن بغيتهم وأمنيتهم في المستقبل لأجابوك بتلك الإجابه ... فهم لاهم لهم الا التعرف على لبناني أو لبنانيه ومن الجنسين ايضا. سألته إن كانت كل هذه المجاميع قد إختلطت وخبرت الشخصيه اللبنانيه عن قرب , لتنال منهم كل هذا الإعجاب ؟!! أجاب ليس بالضرورة , بل هم كما ترى يتزاحمون على حافله عامه فكيف لهم بالوصول للمجتمع اللبناني البعيد؟ لا أنكر بأني إستخفيت بمعلومة صديقي التونسي "الغير سوسي" , والبعيده عن المنطق , لكنه زاد من فضولي , وهو الأدرى بمجتمعه وفئاته المختلفه , فكانت ليلتي معه كلها تدقيق وتحليل , لظاهرة أراها تخترق المجتمعات , بسبب سيطرة من له بأس وأسباب السيطره , حتى لو كان قادة جيوشه من فئة "هيفاء , ودانا , ونانسي" والقائمه تطول وتطول. ***** شخصيه إعلاميه ليبيه شابه يملأها الطموح , لكن يحد من طموحها إحباط إسمه الشخصيه اللبنانيه , لأن الإعلاميين اللبنانيين وصلوا الى طرابلس واقتحمو مؤسسه إعلاميه حديثه , تسعى حثيثا لكي تتبوأ مكان عند المتلقى العربي , والليبي بشكل خاص , حتى قام المخرجين اللبنانيين باخراج حلقات "خالتي مشهيه" , التي يحتاج بعض كلامها الى ترجمه عند فئه كبيرة من الليبيين تضيع منهم كلمات "فضيل ابوعجيله" القادم من بادية الجبل الاخضر. كان صديقي المندفع يحكي بحسره على التعامل الفوقي للشخصيه اللبنانيه , وعن المرتبات الفلكيه التي يتقاضونها , وأن اكثر مايملكونه هو بعض كلمات لاتينيه لغرض الاستعراض ليس الا , وحتى ان كانوا لبنانيين لكنهم ليسوا "نادين لبكي". *** بعد ان كان لسانه ينطق بما تنطق به المجاميع المتزاحمه في محطة "كيران" سوسه , قبل ان يحط الرحال بتلك الشخصيه الإعلاميه المرموقه عند قبلة الإعلاميين العرب والعالميين في دوحة الخليج , انتقل صاحبنا من الموالاة والانقياذ الى النقيض , فقد فجع وبحسرة من ذلك التعامل الفوقي من أشقاءه "الفينيقيين" , وكأنه إستنسخ كلامه من لسان الشاب الليبي الطموح والمتذمر , وعندما علم بالجيش اللبناني الذي يغزو القنوات الليبيه زادت حسرته , بل إستبسل متحمسا بأن الفراغ الاعلامي الليبي يجب ان يسده الكادر التونسي او المغاربي , لأن مجتمعاتنا تكاد تكون متشابهه لدرجة التطابق ناهيك عن الماضي والتاريخ المشترك لكل المغاربيين. ولعل أبلغ مثال –والكلام للاعلامي التونسي المرموق- أن الذي أدار حرب تموز الاعلاميه وفي عقر لبنان ونجح فيها بالمطلق , هو التونسي "غسان بن جدو" , رغم ان الذين يناكفون هذه الحقيقه من الخصوم "اللبنانيين" يجيبون , أن الحرب أديرت بكوادر لبنانيه مصاحبه ناهيك عن الروح والمناخ اللبناني , ثم إن غسان نصفه لبناني "أي أخواله" ونصفه الجديد والمكمل الآخر أيضا لبناني "أي أخوال أبنائه". *** تعمدت الجلوس بجواره في تلك الأمسية بل وحتى مشاكسته , ليتسنى لي الإستزادة أكثر من ذلك البلد الذي صار يهمني أمره , ولأننا في حفل عشاء "شبه رسمي" فقد كان الإنفراد بالحديث معه صعب , تمنيت عليه وهو ضيفي بأن يقبل دعوتي الخاصه بعد هذا العشاء الوقور لأني أريد الخوض معه في عوالم وطنه المهاجر منه. فعرف "الخبيث" مقصدي وقال : يهمني مساعدة أصحاب مهنتي وكلانا في "الهم شرق وذكورا شرق" , وأعرف بنات بلدي وكيف تتملكهن الرغبه والقدرة على إختراق أي رجل شرقي الااللبناني , فهو شقيقهن الذي يعرف كيف يتعامل معهن بندية وتكافؤ؟؟؟. ووسط ذهولي من هذا الهجوم الغير متوقع ؟ وعلى من ؟؟؟ على بنات لبنان؟؟؟ - (صليلنا عاللي يصلوا عليه كل العباد وفكنا ... ) .. خرجت تلك الأخيره بلهجه ليبيه حاده .. وزدت على قولي بقول المتريث الذي يسرد بديهيه : حتى أن الله جميل ويحب الجمال ومن يذم الجمال يقدح في الخالق والخلق ولبنان أشهر صادراته (التفاح , الثقافه , الجمال)!! أعجبه تعقيبي المنتفض وبقوة ثم أضاف : أنا لم أقترن الابفرنسيه أحبتني بصدق وقاتلت أهلها من أجلي وقاطعتهم....وهأنا أهنأ بزوجة فرنسيه.... عندها إستغليت الكلمة الأخيرة لأكون "محامي الشيطان" ولأبدأ في مرافعة لم تتوقف الابعد نصف ساعة...وكلها صبت في الإنحياز الى اللبنانيات واضفت : ان قولك قد ينطبق على أهل مصر "الفراعنة" المنحازين أبدا لمصر.. لم يقتنع بقولي بل زاد عليه بأن اللبنانيه دائما تنظر الى من حولها وحتى من نفس جنسها وتتباهى بكلمة "أنا لبنانية" وكأن لبنان يحمل صفات التحضر فيما غيره لا.... واستماتتي في الدفاع على ثقافة مجتمع لبنان المختزله على محيا وشهرة بنات لبنان جعل تحديه يطير أي إسترخاء أو كسل ...أضاف أنا دائما على خلاف مع كثيرين ولكنهم ليسوا لبنانيين , وأنا من عائلة تعتبر نفسها راقية كما أن إرتباطي بفرنسية جعل الكثيرين غيري يوصفونني بالمتحضر "والموديرن" , فقط لأني اقترنت بفرنسية وليس لأننا عشنا قصه رومانسيه , وهي مثلي صحافيه وبسيطه في كل شيء.... عندها توج كلامه بقول خطير........ شوف ياعزيزي اللبنانية مثل اللبناني , متقطعه بين أصلها الشرقي وشغفها بأهل الشمال , فصارت مثل ذلك الطير الذي أضاع مشيتة ولم يتعلم مشية غيره , فهي لن تكون من الشمال وكذلك لن تنسلخ عن الشرق , حتى أن اهلي "وهو مسيحي" يرون أننا من الفينيقيين , وبسبب جهل أغلبهم بحقيقة أن دولة الفينيقيين قامت عندكم هنا "في شمال افريقيا" دليل على حالة التيه في الهوية ...وما يعزز هذه المغالطة لدى كل لبناني سطحي , هو إنغلاق غيره ممن يتهافتون على كل ماهو قشوري لبناني فيغذون هذه الثقافة بين اهل لبنان.... وبذلك تنبت هذه الحقيقة في داخل كل لبناني وعلى الأخص عند بنات حواء , ويفعل الإنفتاح مع مستوى الجمال المعقول الذي تتمتع به اللبنانيه , فتكتمل معادلة الغرور التي تنطق بها حوائنا "انا لبنانية". لم أكبح إندفاعه ولكن كان لي سؤال قلب تلك الجلسة ..... هل كانت لديك قصة فاشلة مع لبنانية عاملتك بشيء من الغرور فسحبت قناعتك على كل اللبنانيات؟ بتردد أجاب نعم ... وكانت مغرورة بجمالها ومنتني أولا بعواطف ثم جاء أحدهم من أهل الشمال فرمتني مثل "كلب متسخ" وذهبت معه ....... عندها عرفت ان القصة الفاشلة التي عاشها , كانت مؤثرة على آرائة وإن كنت لا أخفي أنه إبن لبنان وكما يقولون "أهل مكة أدرى بشعابها" تعاقب الليل وخرجنا سوية كل له نتائجه من هذة الجلسة وحساباته التي اخذها من هذا الحوار الساخن. *** قبل نهاية النصف الاول من العام 2000م بقليل , إنسحبت القوات الاسرائيليه من الجنوب اللبناني , من وقع ضربات المقاومه التي لم تتوقف , فكان أول إنسحاب لجيش إسرائيلي منذ 1948م وقد ساقني القدر لزيارة ذلك الجنوب , حيث الثكلى والأرامل والأيتام والمعاقين , ولكن مع كل مخلفات الحروب , كانت هناك قلوب يملأها الأمل في الحياة معززا بعدم التنازل عن مبدأ , وغريب إن لم يكن ليس ممكنا أن تجمع إضافه الى الإقبال على الحياة الإصرار على الموقف المبدأ , ولابد أن يسوقك الإختلاط الى فتح حوارات مع ذلك المجتمع الإستثناء حيث السهر , وخمور الأندرينا , وشبك الايادي , والدبكه , والمآذن , والأئمه الصغار , وكيف أن "الشهادة عاده" , ووصايا الإمام , وقصص الأسرى , والرجال العابرون , والجميلات المحجبات , وأمهات الشهداء اللاتي يزغردن لرحيل فلذات أكبادهن , وأخيرا وليس آخرا "الوعد والوعيد" , لابد حينها أن تخرج بيقين أن الناتج لكل كيمياء المجتمع الإستثناء , هي سمة "الإرادة" , وخيط رفيع بالكاد تراه بعد أن أسهب لك كل من قابلت , أننا نمارس فن العيش دون لي دراع حتى لو كان الثمن دما من حبيب : (أخ , صديق , زوج , أب , إبن) , وكل هذه الرتب العائليه إنتذبت نفسها لتشكل فسيفساء الوجه الآخر للبنان البعيد عن "ستار أكاديمي وسوبر ستار". ومع بداية النصف الثاني من العام 2006م , هاجمت الدوله العبريه الجنوب والضاحيه الجنوبيه من بيروت , لكن كان حصاد تموز أول هزيمه يمنى بها الجيش الصهيوني , وتحطيم أسطورة أسمها "ميركافا" , ولأول مره ومنذ تأسيسها في 1948م يهزم جيش النمل اللبناني الجيش الأسطوري الأسرائيلي , ويتحقق وعد "السيد حسن" ووعيده. ورغم الثكلى , والأرامل , واليتامى , والمعوقين , وحرث الضاحية والجنوب بالحديد والبارود العبري , كان لابد أن تتحقق نبوءة الإنتصار والهزيمة , فعندما تكون القناعة وسيلتها الموت , ويكون الموت المرادف الأوحد للإرادة , فإن شعور الهزيمة سيتلاشى أمام إصرار النصر. *** اغلب علماء النفس والنفس الاجتماعي يحذرون من مغبة الوقوع في فخ الثقه المفرطه , لأن مرادفها هو "الغرور" , ولكن الخيط الفاصل بين الاثنين لايراه الجميع بل من يسعى جاهدا للامساك باطرافه , وبالتالي يتاتى له تبيان الثقه من الغرور. فإن كنت بلاثقه فتلك مصيبة أما إن كنت مغرورا فالمصيبة اعظم؟ لايزال الغرب بكل مادياته يسحره الشرق بكل تخلفه , ولكن هم الذين يقولون "أي الغرب" كل شيء أتى من الشرق: الفلسفة.....الدين........التوابل وفي منطقتنا كل شيء أتى من لبنان "الثقافه , الجمال , التفاح" ورغم ان الزعيم الفرنسي "شارل ديغول" كان له قول مشهور وهو"رحلت الى الشرق المعقد بافكار بسيطه" وكان يقصد هنا لبنان المستعمرة الفرنسيه التي يدين الكثير من اهلها بالطاعة لفرنسا والثقافه الفرنسيه. وفي معرض حديثه العنصري "جان ماري لوبين" ذات يوم ليس ببعيد وبعد قداس مع المطران "نصر الله صفير" قال مادحا اللبنانيين هم عرب غير سائر العرب فهم"أذكياء ودينامكيون ومتفهمون". *** من واقع الاستشهادات السابقه تتراقص المتناقضات تناقضا , في استعراض يغوص بك الى بواطن الاحداث منتزعا حقيقه كل مثال يوصلك الى حكم وحكم مناقض حتى تحتار في النطق من هم اولئك الاشقاء!! فمجاميع محطة "الكيران" ينظرون بقداسه الى عطر التحضر المغموس بكل ملذات الحداثه والعصرنه فيما " الاعلامي الليبي والمخضرم التونسي" يرى ان القادمين مجرد جيش يستغل الحسيه متسلح بقاعدة ويقين انه الافضل وان رسب في امتحان المقابله , لان كل من امتحنه اقل منه مستوى ولسان حاله يقول ببساطه أنا "الأستاذ". إنتهى ***** المؤلفه تتهكم على القراء وعلى لسان مذيعه لبنانيه جميله: "بونسوار للإلكون , مين بتتوأعوا تكون الشخسي المجهوله؟ أقزة يما سديم يما لميس؟ أحزروا وبتربحوا تزكرتين مع إكامي ببيروت تتجوا تحضرونا بحفلة البرايم !! ويمكن يكون الحز من نسيبكون وتفوزوا بساعة بؤرب الحبيب , ياللي هو شخصيتنا المجهولي ! إحزور و ماتتأخر! أتصل او أبعتلنا (اس ام اس) ع هالأرآم المكتوبي عالشيشي". "من رواية بنات الرياض للسعوديه رجاء الصانع" المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter آخر مواضيعي 0 حوار مع صديقي اللبناني 0 Libya…libano

12-17-2008, 12:40 AM	#2
Honey Girl الـمشرفة الـعامة تاريخ التسجيل: Sep 2008 الدولة: حالياً.. هووون المشاركات: 77,303	تسلمـ عيون قرأت فنقلتـ لكـ أرق همساتي Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter __________________ آخر مواضيعي 0 ليبيا تؤكّد أنّ الصدر كان حيّاً لغاية 1994 0 كيف تحافظين على شعرك ليبقى باحسن حال؟ 0 بذور الرُمان تقوي طلق الولادة 0 ابراج ليوم الأحد 30 ت2 2008 0 زياد برجي متهم بسرقة سيارة سوزان تميم !

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
حوار الاعضاء حوار صريح وجرئ جدا نقاش حاد للجرئين فقط	الفتي الانيق	النقاش والحوار	32	10-24-2009 04:10 AM
صديقي	FIDAA 88	منتدى قمر لبنان العام	2	07-03-2009 04:16 PM
يا صديقي	جورج جريس فرح	خواطر الاعضاء	2	05-30-2009 07:11 PM
لا يا صديقي	wrangler	خواطر الاعضاء	5	05-13-2009 10:10 PM
يا صديقي	Dolrado	خواطر الاعضاء	4	10-30-2008 01:07 PM