اليوم أنتصرت سورية المقاومة.. - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 06-14-2011, 10:23 PM   #1
{.::قــمر مــبدع::.}
 
الصورة الرمزية علي إبراهيم-2
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 1,007
I Love Lebanon اليوم أنتصرت سورية المقاومة..


اليوم أنتصرت سوريا المقاومة


الانتفاضات الشعبية الواسعة الذي شهدته اغلب الاقطار العربيه منذ مطلع عام 2011 , قد اكتسب شرعيته من خلال المطالب المحقه التي نادت بها هذه الجماهيرفي الاصلاح والتغير وخصوصا وهي ترضخ تحت وطأة تسلط بعض هذه الانظمه الاستبداديه وحرمانها لكثير من مقومات الحياة الحره الكريمه, وان اختلفت سقوف هذه المطالب من قطر الى اخر, لكنها تظل تحت عنوان الدعوه من اجل الحريه والعداله , غير انه اصبح في الوقت نفسه هذا الحراك الشعبي ودعواته الى غطاء يمرر من خلاله التدخل الامريكي الاوربي ,بالتعاون مع من هم في دائرة التبعيه لهما من دول المنطقه, وحجة يتذرعون بها من اجل الالتفاف على هذا الحراك والعمل على تغير بوصلته بالاتجاه الذي يريدونه وبما يخدم مصالحهم ومشروعهم الهادف الى تفتيت المنطقه من خلال اشاعة النعرات الطائفيه والعرقيه والاثنيه, ومحاولة خلق حالة الاحتراب والاقتتال بين ابناء البلد الواحد, بغية تقسيمه,وتوظيف المنظمات والهيئات الدوليه من اجل ذلك ومحاولة اضفاء الشرعيه المخادعه لتدخلها,ولعل احتلال العراق عام 2003 يشكل الخطوه الاولى في مشروعهم التدميري للمنطقه,وها هي ليبيا اليوم يعيث بها هذا التدخل الاجنبي تدميرا وقتلا تحت غطاء الامم المتحده الخاضعه لاراده هذه القوه الغاشمه,كذلك المحاولات المستمره للالتفاف على ثورة الشعب المصري,بعد ان خسرت اميركا والكيان الصهيوني السد الامين لهما في المنطقه الذي كان يمثله نظام مبارك,.

ومن اجل الاستمرار في تنفيذ مشروعهم هذا ركزوا جل اهتماماتهم وسخروا اجندتهم المختلفه في مواجهة العقبه التي يصطدمون بها والخندق الاخير المقاوم والممانع لهذا المشورع, المتمثل بسوريا,وان هذا المخطط التأمري الشرس الذي تواجهه سوريا ليس وليد هذه الاحداث والمتغيرات التي تشهدها المنطقه وانما يمتد الى سنوات خلت وخصوصا بعد احتلال العراق عام 2003حيث واجهت الكثير من الضغوطات والاتهامات الباطله مرورا بمقتل الحريري والعدوان الصهيوني عام 2006 على لبنان ومحاولات ايجاد الحجج والذرئع من اجل اسقاط النظام السياسي فيها او على الاقل اضعافها كي لا تمارس دورها في مواجهة المخطط الصهيوني - الامريكي واستسلامها له, وكانت الاحتجاجات ودعوات الاصلاح التي عمت الشارع العربي,ومن بينها الشارع السوري وان كان بشكل محدود خير وسيله لان تجد فيها اميركا والكيان اصهيوني ومن معهما من تابعين في المنطقه والاستعجال في ركوب هذه الموجه واستغلالها ليزجوا بالعصابات المسلحه الاجراميه يرافقها تجبش اعلامي كبير يشوه الحقائق ويثير الطائفيه والتوجهات الضيقه ليسهم في خلخله النسيج الوطني السوري وخلق اضاع شاذه ومضطربه كما فعل في العراق بعد احتلاله وتركه مشلولا الى يومنا هذا,ليكون مدعاة للتدخل الاجنبي ومبررا له,وقد كان التعامل مع الوضع السوري سريعا ومخطط له يختلف عن تعاملهم مع الاحداث الي وقعت في الاقطار العربيه الاخرى,وهذا دليل على النيه السيئه والمبيته لسوريا, لان الموقف السوري دائما يجسد الثوابت الوطنيه والقوميه وتمثل بحق قلعة الصمود العربي ,فموقفها من القضيه الفلسطينيه واعبارها القضيه المركزيه,كذلك موقفها من الاحتلال الامريكي للعراق ورفضها له ودعمها للمقاومات العربيه والتمسك بها كخيار ستراتجي لتحقيق الامن والسلام للمنطقه وعدم مساومتها على الحقوق المشروعه للعرب ودعوتها للتضامن العربي بما يخدم مصالح وطموحات الشعب العربي,يضاف الى ذلك الخوف من انتصار ثورة الشعب العربي في مصر الذي سيعيد مصر الى دورها العربي الفاعل بعد ان كان ضمن دائرة التبعيه وسيشكل انتصارها دعما جديدا للموقف العربي السوري , وهذا ما يشكل تهديد لمشروع ( الشرق الاوسط الكبير) ومستقبل الكيان الصهيوني

إن دعوات الاصلاح والتطوير في سوريا لم تكن جديده او متأثرة بدعوات الاصلاح في الشارع العربي, فسوريا دعت اليها منذ عام 2000 واشرت على الكثير من الامور التي يجب اصلاحها وتطويرها ,بل هي اول من اطلقت مفردة الاصلاح واولتها اهتماما وهيأت لها وفق منظروها الاسترتيجي, ولهذا نجد ان مطاليب الاصلاح في الشارع السوري قد استجابت لها القياده السوريه بكل رحابة صدر وبدا اقرار الكثيرمن الاصلاحات والانجازات على مختلف الصعد وهي عازمه في الاستمرار في ذلك وقد تكون اكثر مما يطالب به الشعب السوري, بأتجاه تعميق الاصلاح والتطوير والعداله والديمقراطيه,غير ان ما نلاحظه ان اي انجاز ايجابي تقوم به سوريا بهذ الاتجاه نجد اميركا ومن معهم يصعدون الحمله العدائيه لها ويسخرون كل ما يتاح لهم من امكانيات واساليب تضليل ومخادعه سواء كان على مستوى الامم المتحده بدعوتها الى اصدار عقوبات وممارسة الضغوط عليها ,وتزويد هذه العصابات الاجراميه المسلحه بالدعم الكبير والمتواصل ,واستخدام وسائل الاعلام المختلفه المأجوره في تشويه الحقائق وفبركتها باسايب بشعه وهذ التصعيد امام قرارات الاصلاح يدلل على هزيمتهم وان سوريا في طريقها الى النصر .

وامام هذا المشهد تتأكد لنا حقيقة قد تكون غائبه عن البعض,وهي ان امريكا والغرب لا تريد اي اصلاح في الوضع العربي بل تقف في وجهه وتسعى الى عرقلته بكل الوسائل والاساليب ,فهي ضد اي تحول ديمقراطي ينشأ في المنطقه وما دعواتها الى الديمقراطيه ليس الامخادعه وتضليل لتنفذ من خلالها وتتخذ منها ذريعه للتدخل في شؤونها وخير مثال على ذلك احتلالها للعراق الذي كانت الدعوه الى الديمقراطيه احدى الاغطيه للاحتلال ,لان ما حدث على الارض من فوضى وتدمير وتشريد وقتل يدحض كل هذه الادعاءات ,ليبقى العر اق غير قادر على ان يحقق ابسط مقومات الدوله بعد ما اوجدت وضعا قائما على النوزيع الطائفي والاثني ,وتسيس هذه الانتماء الذي من شأنه ان يلغي المواطنه وبالتالي يغيب الوطن امام هذه الانتماءات الفرعيه , فهي تخشى الديمقراطيه الحقيقيه في اي قطر عربي والتي تبنى مؤسساتها على الاسس الوطنيه والنابعه من ثقافة وقيم المجتمع العربي,بل تفضل الاصوليين والمتطرفين على ذلك ,لانها لا تريد ان يكشف زيف ديمقراطيتها ودعواتها اليها,لتبقى تحتكر ها لمجرد انها تمتلك القوه الغاشمه وكأنها المثال الذي يجب ان يحتذى به ,ولان في الديمقراطيه التي ينشدها الشعب العربي هي عامل موحد ويعمق التماسك الوطني ويغلق الطريق امام القوى التي تريد الهيمنه على مفدراته ومستقبله , وهي اليوم بموقفها المتشدد من سوريا يوكد هذه الحقيقه ,لان سوريا عازمه بكل اصرار وعزيمه وامريكا تدرك ذلك انها (اي سوريا) في طريقها الى الديمقراطيه القائمه على الاسس الوطنيه السليمه وتؤسس لها البناء الرصين لتحقق المشاركه الوسعه للجماهير في ممارسة خيارها الديمقراطي في مناخ الحريه,وما الانجازات والاصلاحات المتواصله في سوريا تأكيد حقيقي على ذلك ,وانها بذلك اسقطت مخطط امريكا وحلفاءها , ولهذا نجد كيف تدعم هي واتباعها هذه القوى الارهابيه المسلحه لتخرب وتدمر وتقتل,وكشفت عن زيف ادعاءها عندما احتلت بلدان بحجة مقاومة الارهاب,وغضت الطرف عن ما يجري في بعض الاقطار العربيه الاخرى التي شهدت احتجاجات ومظاهرات عارمه ,لانه حدثت في دول يطلق عليها بدول الاعتدال المتهادنه معها بل والمساهمه معها في مخططها المعادي لسوريا.

إن عضب الشارع العربي ومطاليبه بالصلاح والتغير, وضع اميركا والغرب في المازق الصعب وكشف بشكل صريح وجلي انها ضد ارادة الشعوب وانها ستنهزم امام هذا الوعي الذي يتعمق يوما بعد اخر وستسقط كل الاقنعه عن وجوه كل الذين وضعوا انفسهم سماسره لمشاريعها, بل هاهم يتعرون امام شعوبهم هم والغربان التي تنعق على شاشات الفضائيات.

****
14/06/2011







آخر مواضيعي

0 رشفةٌ من شفة... الصبح
0 همسات ....أندُلسية(مهداة )
0 الأخلاص...!!
0 غزلٌ في الباص
0 وحدَكِ مَنْ تُجِيدِينَ قِرَاءَةَ حَرَائِقِي

علي إبراهيم-2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-15-2011, 01:32 AM   #2
{.::قــمر مــبدع::.}
 
الصورة الرمزية mr.lebanon
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: زغرتا
المشاركات: 13,041
Thumbs down

سورية الأسد قلعة الصمود وان شا الله راح ضلا هيكي شوكة بعيون المغرضين

وداعم اول للمقاومة

وسورية اكبر من انو تصير اماراة يحكمها تكفيروين


ونحنا في عنا قائدين هني

نصر الله وبشار الاسد

والنصر من الله جاي على يد الاسد

__________________
سورية عروس الكون والله حامي سورية
Mr.LiPaNaHaY
آخر مواضيعي

0 ماذا بين زياد بطرس ونجم ستار اكاديمي ناصيف الزيتون
0 جديد حسام الرسام تنيت 2011
0 موال حروف الوطن بصوتي بمناسبة يوم القدس العالمي
0 نصيحة‎
0 مبرووك يا لبنانيي

mr.lebanon غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-15-2011, 09:05 AM   #3
{.::قــمر مــبدع::.}
 
الصورة الرمزية علي إبراهيم-2
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 1,007
I Love Lebanon



اشكرا لتعيقك الكريم
ثبتت بالوجه القطعي المؤامرة الخارجية على سوريا، وجرى ما جرى، وما زال يجري، وتباينت التحليلات، وتعدّدت الآراء إزاء هذه الأحداث بين مؤيّد لما يحدث متشّفٍ كمن يُحَكّ له على جرب فيه، وبين رافض آسفٍ داعمٍ للاستقرار والأمن، آملٍ أن تمرّ هذه الغمامة بخير وسلام.

فالممانعون الشرفاء يوجع قلوبهم ما يحدث، وهم متيقنون أنه خيط ضمن نسيج التآمر المستمر على هذا البلد المقاوم، ولكنه خيط تدلّى إلى الداخل السوري هذه المرة. والمتآمرون العملاء يثلج صدورهم ما يقع على سوريا العروبة من البلاء، ويتوهمّون أنهم قد أحرزوا نجاحاً في معركتهم ضد سوريا، وأنهم كسبوا هذه الجولة، هكذا يتوهمون وهكذا تدفقت أبجدية هذا الوهم عبر الفضائيات الحربائية الكبرى.
والمتأمّل بعمق لما يحدث في سورية سيخلص إلى ملاحظة جديرة بالتوقف عندها، والاعتبار بها، فسوريا هي بمثابة العبد الصالح المستقيم الشريف المجاهد، لكنّ هذا العبد كان مقصّراً في جانب من الجوانب، والله سبحانه لا يحبّ لعبده الصالح أن يتعايش ويتواطأ مع أيّ التقصير، فيؤدّبه بطريقة من الطرق يوقظه بها وينبّهه إلى تقصيره ليتسنّى له تركه وهجرانه مليّا ليعود كامل الإيمان والصلاح. وسوريا تحت وطأة ظروف ضاغطة جدا كانت مقصّرة في موضوع حقوق الإنسان والديمقراطية بمستوى معيّن، شأنها في ذلك شأن كلّ الدول في الحظيرة العربية، بتفاوت نسبي بينها، إلاّ إنها تشترك كلّها بعدم وجود ديمقراطية حقيقية فيها، وبقمع مواطنيها، وسلبهم حرياتهم في التعبير والتحزّب والانتخاب، والتضييق عليهم، والتحكّم بمصائرهم في الحرب والسلم. وهذا من شأنه أن يكرّس فسادا تلو فساد على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ويؤدي إلى ما تشهده منطقتنا من واقع متخلّف منحدر من كل النواحي المذكورة.
إلاّ إنّ ما يميّز سوريا نظاماً وشعباً هو وقوفها التاريخي الصلد في رأس جبهة الممانعة والمقاومة العربية في وجه المشاريع الإمبريالية الأمريكية الصهيونية على مدى أربعة قرون، لم تتراجع خلالها يوما واحدا عن موقفها ذاك بالرغم من تساقط شقيقاتها العربيات واحدة تلو الأخرى في شباك العنكبوت الأمريكي الصهيوني، بدءاً من الكبرى مصر، إلى الصغرى البحرين، وبينهما كل الدول العربية بلا استثناء، وإن كانت بعض الدول العربية غيّرت مواقفها بعد سقوط الأنظمة العميلة بها كالسودان مثلا. فتميّزت سوريا في خضمّ هذا السقوط الجماعي العربي في حضيض ما سمّي بمشاريع التسوية والسلام، وفي حقيقتها هي الخيانة والاستسلام وإنْ جمّلوها بمساحيق إعلامية ودعائية كثيرة. وهذا التميّز السوري بواقعه الممانع يجعلنا نخرج بمجموعة من الاستنتاجات، منها أنّ ثبات سوريا لوحدها على قمة الممانعة العربية جعلها ويجعلها مستهدفة من قبل الذين سقطوا في حضيض العمالة، ومستهدفة من الدول الكبرى صاحبة ذلك الحضيض الموحل وعلى رأسها امريكا وربيبتها إسرائيل. أما عن استهدافها من قبل أخواتها الساقطات فلكي لا تحرجهم أمام شعوبهم بثباتها المشرّف، ولكي لا تحرجهم أمام أسيادهم الأمريكان من حيث فشلهم باستمالتها إلى حضيضهم بالرغم من كل إمكاناتهم المادية والإعلامية وتاريخهم الطويل بالمكر والخداع والنفاق. ولكي لا تحرجهم أمام أنفسهم وضمائرهم إن كان تبقى عندهم منها شيء. ولا يفوتنا أن نشير إلى علاقة سوريا الوطيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تجعل عرب "الاعتلال" في أشدّ حرصهم على استهداف شقيقتهم الصامدة.
وأمّا استهداف سوريا من أمريكا والصهاينة والغرب فلحماية الكيان الصهيوني الغاصب في المقام الأول حيث سوريا بموقفها المقاوم شوكة في حلقه، بل خنجر في خاصرته، تقض مضجعه وتفشل كل مخططاته. وتُستهدف سوريا من قبل هؤلاء لهاثا وراء مصالحهم المعتمدة على رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط على أسس عرقية وطائفية تفتته إلى كنتونات صغيرة، وتكرّس المزيد المزيد من النزاعات بين تلك الكنتونات والدويلات بما يضمن سهولة السيطرة عليها وامتصاص خيراتها، وبما يضمن أمن الكيان الصهيوني الذي سيكون بمثابة "سي السيّد" لهذه المنطقة المبعثرة المتناحرة. وكذلك فإن علاقة سوريا بإيران العدو اللدود للإمبريالية الأمريكية وجوقتها دافع جوهري لاستهدافها من قبل هؤلاء المستكبرين.
إذن سوريا في مرمى الاستهداف الخارجي الغربي والعربي، بل هي في بؤرة هذا المرمى، لأن دورها الإقليمي وموقعها الاستراتيجي هما في بؤرة الأحداث الراهنة، ولأنها رقم صعب جدا في أية معادلة أو مشروع يُعمل عليه لإخضاع هذه المنطقة للهيمنة الغربية الصهيونية. ومثل هذا الاستهداف الشرس المحموم المستمرّ والذي يطوّر آلياته وأساليبه كل حين جعل عجلة الإصلاح الاجتماعي والسياسي في سوريا مشلولة، مكبّلة، لها عينٌ ونيّة، ولكن ليس لها يدٌ وقدم، لأنّ يدها وقدمها ظلّتا منشغلتين بطرد حشرات التآمر العنيدة عن السراج المقاوم في البيت السوري.
لكن من زاوية أخرى فما دامت سوريا مستهدفة هذا الاستهداف المؤكّد من جهات متعددة تترصّدها وتتحيّن الفرص للإيقاع بها بمختلف الوسائل، وتبحث عن أية ثغرة لديها تدخل منها لتلوي ذراعها لا بل لتهشّم وجهها المقاوم، وتصهرها في قالب العمالة لتعيد صياغتها تمثالاً وضيعاً على رفّ المشروع الأمريكي الصهيوني. إذن كان من الأجدر أن لا تدع الحكمة السورية أية ثغرة في قلعتها، أو أي جرح يمكن أن يتسمّم بفعل فاعل ويلتهب ويؤلم الجسد بكل مافيه. كان جديراً بل ملحّاً أن تسعى الحكمة والعقلانية السورية بالرغم من كل الضغوطات والانشغالات والتحديات إلى تكريس إصلاحات حقيقية سياسية واجتماعية، لتحصّن قلعتها المقاومة أتمّ تحصين، ولا تترك لأي ثعلب عربي أو غربي الفرصة أن يمسّ أمنها ووجودها بأي شكل من الأشكال. كان ينبغي لسوريا أن لا تتميّز بين كل العرب بمقاومتها وحسب بل بديمقراطيتها وتعدديتها، حتى تكون المقاومة فيها مستندة إلى دعامة ديمقراطية، فتعطي خير مثل على المقاومة الديمقراطية. وسوريا قيادة وشعباً هي الدولة التي تستحق فعلاً أن تكون كذلك، لسبب بسيط وواضح هو أنها رفضت لبوس التبعية والانقياد الذي لبسته كل شقيقاتها بلا استثناء. فهي تربة خصبة وقابلة لا لبذور الديمقراطية وحسب بل لغاباتها الكثيفة، ديمقراطية ذات نكهة سورية مقاومة لها رونق أجمل وأرقى لا نجده لدى الغرب الذي يمارس ديمقراطية قشرية تنطوي على قمع ناعم.
وقد بدأت عجلة الإصلاحات الحقيقية والجوهرية بالسير حثيثاً منذ نبّهت الاحتجاجات السلمية نوايا الإصلاح لدى المسؤولين، وجعلتهم يزيدون من تشمير سواعدهم، ويقفزون قفزات نوعية في هذا المضمار، رغبة حقيقية في الإصلاح السياسي والاجتماعي، وتفويتاً للفرصة على كل متربّص ماكر. وبتصاعد وتيرة الإصلاحات الجادة تصاعدت في المقابل وتيرة المؤامرة، وانكشف وجهها الحقيقي الممسوخ، فهي مؤامرة ركبت موجة المطالبات الشعبية المحقة، لتحقيق أهدافها الدنيئة في ضرب المقاومة، وعندما أظهر النظام السوري مرونة واستجابة ورغبة لم يتوقعوها في الإصلاح، وتجسيده سريعا على أرض الواقع، جُنَّ جنون المتآمرين، وأدركوا أن البساط يُسحب من تحت أرجلهم، فصعّدوا المواجهة المسلّحة الدموية والتي استهدفت العشرات بل المئات من رجال الأمن والجيش، فضلاً عن المدنيين، بغية كبح المسيرة الإصلاحية الحثيثة، وخلق أولوية ملحّة أمام النظام السوري تتقدّم على رحلة الإصلاح، وهي حماية الوطن وتحصينه وتطهيره من المخرّبين، وهي أولوية مشروعة ليس لسوريا وحسب، بل لكل دولة مستقلة تهدّد أمنها تنظيمات مسلّحة مموّلة وموجّهة من الخارج.
هذه الأولوية التي اضطرت إليها سوريا لتحصين داخلها ومنجزَها المقاوم، وتاريخها الممانع للأمبريالية والاستكبار العالمي، اضطرت إليها ودون إغفال أو تجميد لعربة الإصلاح، واستدعت تحرّك الجيش نحو المناطق المستهدفة، لتطهيرها من الفاسدين المتآمرين، وكانت تتربص أبواق الإعلام المسمومة المريضة فصورت تلك التحركات الشرعية للجيش السوري على أنها قمع واضطهاد للآمنين، وقتل للأبرياء، ومجابهة للمسالمين، وفبركت هذه الوسائل الإعلامية الرخيصة التي كشف بعضُ كوادرها وجهَها الممسوخ فهجروها مليّا كي لا يتلوثوا بمستنقعاتها القذرة، أمّا باقي الكوادر فهم مرتزقة رخيصون يعبدون الدينار، ويأتمرون بأمره في كل حال، أقول فبركت هذه الوسائل أفلاماً ومقاطع مكشوفة لأساليب قمع وقتل وسفك للدماء، يُستعمل فيها "الكاتشب" والأصباغ، ويتم تركيب ملفات صوتية حسب المزاج على تلك المشاهد، وإلى آخره من أساليب صارت بمتناول الجميع، وما عادت تنطلي حتى على الأطفال.
ختاماً فإنّ ما يجري في سوريا هو في صالح سوريا وليس ضدها، فلربّ ضارة نافعة، لأنّ نوايا الإصلاح الحقيقي التي كانت تراود المسؤولين السوريين على مدى سنوات طويلة سابقة، وكانت تحول دونها ظروف سياسية صعبة، حفّزها ماجرى، بل حقنها بالحماس والرغبة الأكيدة، وسرعان ما تجّسدت تطبيقاً عملياً على أرض الواقع تمثل بإلغاء قانون الطوارئ، وإقرار قانون الأحزاب، وإطلاق الحوار البناء مع مختلف القوى، وغيرها الكثير من مظاهر الإصلاح التي تكرست في وقت قياسي بالرغم من التحديات الصعبة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ ماحدث كشف جلياً سوسة كامنة في الجسم السوري لها ارتباطات خارجية كانت تتربّص وتتحيّن الفرص للانقضاض على الشموخ والكرامة السورية، لكنّها أخطأت حساباتها هي وأسيادها، وظنّوا أنهم وفي خضمّ الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين يمكن أن ينجحوا في سوريا، وهيهات، لأنّ السبب الذي أشعل الثورات التي تطلب رأس النظام في تلك البلاد غير متوفّر في سوريا، فتلك أنظمة عميلة خائنة مرتهنة للغرب، تخدم المشروع الصهيوأمريكي، أهدرت كرامة شعوبها، وفرشتهم سجّادا أحمر تحت أحذية الساسة الغربيين المتعاقبين، فكرهتها شعوبها وتقززت منها وصار أكبر همّ تلك الشعوب الخلاص من تلك الأنظمة الفاسدة مهما كانت التضحيات، وهذا ما كان في تونس ومصر، ونتمنى أن يتحقق في ليبيا واليمن والبحرين وكل أنظمة العمالة والسجود لأمريكا. لكن النظام السوري فالعدوّ قبل الصديق يشهد أنه قلب المقاومة والمناهضة للمشروع الصهيوأمريكي، والحاضن الكبير لحركات التحرر والممانعة، والمتحالف مع قوى الكرامة والعزة الإسلامية العربية، ولا تنقصه إلاّ إصلاحات ديمقراطية واجتماعية أخرتها ظروف صعبة، وعندما تتحقق بتمامها فستكون سوريا نموذجا يُحتذى في مقاومتها وديمقراطيتها وتعدديتها.


آخر مواضيعي

0 خواطر لفتاة رائعة
0 ذكرى الثمانون لرحيل الشاعر جبران خليل جبران
0 لكِ أنتِ ملهمتي..!!
0 تنهدات عاشق خجول
0 عشر حكايات وحكم من بلاد الصين

علي إبراهيم-2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوقاحة ظاهرة منتشرة بين المراهقين ولكنها متفاوتة الدرجات oualid منتدى قمر لبنان العام 12 04-08-2011 10:56 PM
عاصي الحلاني يا سورية maysara أغاني لبنانية وعربية 5 04-08-2011 12:41 AM
قمة لبنانية ـ سورية اليوم ... والموازنة تُنجز الجمعة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 06-15-2010 11:08 AM
معنى سورية فلان منتدى قمر لبنان العام 9 06-24-2009 11:04 AM
لحود: قناعتي من اليوم الأول أن المقاومة ستنتصر Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 01-21-2009 09:06 AM


الساعة الآن 05:55 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.