منتديات ليب مون

لم ينته اليوم الثالث للامتحانات المتوسطة في «ثانوية فخر الدين للبنات» على خير وسلام، فعندما خرجت إحدى الفتيات برفقة صديق لها من الثانوية، لم يحتمل أحد شباب الحي المعجبين بها ما رآه، فأسرع وانهال بالضرب على التلميذ الذي كان برفقتها، وعاونه عدد من رفاقه، ما أدى الى تجمع المواطنين لفك العراك، والى ازدحام السير في طلعة النويري باتجاه جسر سليم سلام.
ولم يتوقف العراك إلا بعدما تدخل عنصرا أمن مولجان بحراسة الثانوية، غير أن الشاب ورفاقه توعدوا للتلميذ، وعلى حد قول إحدى الأمهات: «ناوينلو بكرا»، أي اليوم السبت.
اما بالنسبة إلى امتحان الفيزياء فأدى إلى «شجار» من نوع محبب، إذ تفاجأ بعض الطلاب بالأسئلة بينما وصفها البعض الآخر بالسهلة، وقال آخرون فيها إنها «عادية، ووسط»، فتفاوتت الآراء حولها، واشتكى كل تلميذ من مسألة معينة.
تقول آلاء التي وقفت وزميلتها هبة على الرصيف المقابل للمدرسة تسأل واحدتهما الأخرى عن أدائها في الامتحان، وتفندان ورقة الامتحان سؤال تلو الآخر: «الفيزياء كتير سهلة ولكن السؤال الثاني مبطن ويمكن ننضرب فيه».
فيما ترد صديقتها هبة: «الفيزياء تعوض لنا خسارة الرياضيات». أما حسام الذي توتر في أثناء الامتحان، كما قال، فلم تعجبه الأسئلة أبداً إذ قال: «الاسئلة الثلاثة صعبة واحتجنا الى وقت للحل والمراقبين لم يسمحوا لنا بذلك».
تلك كانت الحال على باب «فخر الدين».. فماذا عن الحي المجاور؟
أمام «مدرسة البنات الثانية المصيطبة» على جسر سليم سلام، كانت الأعداد قليلة نسبيا، الا أن التلاميذ لم يتركوا الساحة بعد، تراهم يحملون أوراقهم واقلامهم والعدة الخاصة، ويدور حديثهم حول امتحان اليوم السبت، لأن «اليوم الثالث مرّ بسلام»، كما قالوا. فنادين خرجت من القاعة مرتاحة على وضعها: «الحمد لله اليوم منيح، والفيزياء جيدة»، أما صديقتها فاحتارت في وصف الاسئلة لتقول: «اسئلة عادية، بس مسابقة مش حلوة، والسؤال الثالث صعب شوي».
وكما تفاوتت الآراء حول الفيزياء، كذلك اختلفت حول مادة اللغة الثانية، ففي «مدرسة فخر الدين» حيث الامتحان باللغة الفرنسية، وجد التلامذة انها صعبة وتحتاج الى الوقت، وان نمط النص جديد عليهم.
في المقابل، لم يشتك تلاميذ «مدرسة المصيطبة» المتقدمون باللغة الانكليزية من أي عائق في الاسئلة، بل أحبوا الاسئلة، والموضوع الذي تناول رحلة في لبنان، ومنهم من تمنى ان تكون المواد كلها على هذا النحو!
وأجمع التلامذة على قسوة المراقبين وتشددهم، فقالت نادين: «بعدما شدد وزير التربية على المراقبة، شددوا هم علينا أكثر، وأحضروا أربعة مراقبين، ووضعوهم في قاعة واحدة».
وينتظر التلامذة اليوم الأخير للامتحانات في مادتي الكيمياء والتاريخ، وكلهم أمل أن يمر بسلام.
على المستوى الرسمي، جال أمس مدير التعليم الابتدائي جورج داود ورئيس المنطقة التربوية في بيروت وضواحيها محمد الجمل، على عدد من مراكز الامتحانات الرسمية، حيث يستمر طلاب الشهادة المتوسطة، في تقديم امتحاناتهم لليوم الثالث على التوالي.
واطلع داود والجمل على سير الامتحانات، وأبديا ارتياحهما للأجواء المريحة والهادئة، منوهين بالتدابير المتخذة لانجازها بشكل سليم، وتمنيا للطلاب التوفيق والنجاح، مثنيين على المعلمين لما يبذلونه من جهد للمحافظة على مستوى الشهادة اللبنانية.
مسابقات قطر
بدأت وزارة التربية تتسلم يومياً مسابقات التلامذة الذين تقدموا إلى الامتحانات الرسمية في سفارة لبنان في قطر، عبر الحقيبة الدبلوماسية، وتتولى نقلها «شركة طيران الشرق الأوسط»، بحماية من جهاز أمن المطار.
وفكك وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة أمس، أختام الشمع الأحمر وختم الرصاص عن الحقيبة الدبلوماسية، بحضور المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، ورئيسة دائرة الإمتحانات جمال بغدادي، ورئيس الدائرة السابق حسان ملك الذي كان موفداً إلى قطر لمتابعة الإمتحانات مع الطاقم الإداري والتربوي والمفتش التربوي، إلى جانب طاقم السفارة.
وسلم الوزير رزمة المسابقات إلى بغدادي لتضمها إلى رزم المسابقات الواردة من مراكز الإمتحانات تمهيداً لوضعها في المستودع الآمن.
وأوضح منيمنة ان الإمتحانات في قطر «تتم على خير ما يرام وعلى غرار امتحاناتنا في لبنان وأفضل، من دون غياب أي مرشح».
وأشار إلى أن هذه العملية ستصبح تقليداً متبعاً، «إذ اننا نتسلم رسائل عدة عبر البريد الإلكتروني واتصالات هاتفية من مغتربينا في العالم يطالبون بإجراء الامتحانات في المغتربات، ونحن سنعمل على تعميم هذه الخطوة في العديد من الأماكن حيث يوجد مغتربون، ومن حقهم علينا أن تجرى لهم امتحانات رسمية».
وعن موعد التصحيح والنتائج، قال منيمنة: «التصحيح يبدأ الاثنين للشهادة المتوسطة والنتائج قبل نهاية هذا الشهر».