منتديات ليب مون

مع انطلاق الطقس الصيفي الدافئ والجاف، المترافق مع ارتــفاع في درجات الحرارة، وانحسار هطـول الأمطار، فإن العام الحالي حمل خيرات مائية وزراعية في آن. فباستـــثناء كارثة كروم العنب، حفلت السنة المطــرية بالكثير من الإيجابيات المائية والزراعــية، بدءاً من تجاوز أرقام المتســاقطات المطرية في قضاء زحلة أكثر من 115 ميلليمتراً، فوق المعدل العام التصاعدي، إضافة إلى ارتفاع حالي للهطولات المطرية، قياساً بالعام الماضي، بما يتجاوز 54 ميلليمتراً، ما انعكس على مخزون بحيرة القرعون، التي زاد مخزونها عن 230 مليون متر مكعب من المياه، علماً أن «المصلحة الوطنية لمياه الليطاني» تواصل منذ أكثر من اسبوع ضخّ كميات كبيرة من الماء إلى قناة ريّ الليطاني، التي تقع على علوّ ومنسوب 900 متر عن سطح البحر، تطبــيقاً لبرنــامج ريّ الأراضي الزراعية في البقاع الغربي.
ومن أهم الإيجابيات المائية والزراعية للسنة المطرية الحالية، كما يؤكد المدير العام لـ «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية» الدكتور ميشال افرام «انخفاض ظاهرة السيول التي ترافقت مع هطولات مطرية توزعت على مدار أشهر الريّ، حيث تجاوزت المتساقطات المطرية أرقام المعدلات الشهرية لتلك الأشهر، باستثناء هطولات شهري كانون الثاني وتشرين الثاني الماضيين». فبلغت الهطولات المطرية في تشرين الأول الماضي ما مجموعه 27 ميلليمتراً، في حين أن المعدل العام يبلغ 23 ميلليمتراً، وفي تشرين الثاني سجلت الهطولات صفراً في مقابل 60 ميللمتراً للمعدل العام، أما في شهر كانون الأول فبلغت 152 ميلليمتراً ويبلغ المعدل 124 ميلليمتراً. وفي كانون الثاني من العام الحالي تراجعت الهطولات المطرية عن معدلها فسجلت المتساقطات 100 ميلليمتر في حين أن المعدل العام يبلغ 145 ميللمترا، وفي شهر شباط تجاوزت المعدل العام لتسجل 185 ميللمترا، ويبلغ المعدل 103 ميللمترات، وفي آذار هطل 95 ميللمترا ويبلغ المعدل 81 ميللمترا، وفي نيسان هطل 41،5 ميللمترا والمعدل العام 41 ميللمترا، أما هطولات شهر أيار الماضي فتجاوزت 31 ميللمترا، في حين أن المعدل العام في حده الاقصى يبلغ 15 ميللمترا. وتؤشر تلك الأرقام، وفق افرام، على راحة للمياه الجوفية وتراجــع في استنزافها.
وعوّضت هطولات نيسان وأيار على المزارعين البقاعيين، مستفيدين من عدة «عدادين مياه» لري المزروعات. و«عدان المياه»، هو عملية ريّ الأراضي الزراعية على مدار اليوم، ويكلف «العدان» لكل خمسين دونم ما يتجاوز المليوني ليرة، ما يعني أن المزارعين وفروا ملايين الليرات بسبب تلك الأمطار، فأراحوا غطاساتهم وآبارهم الجوفية والبخاخات، وانتعشت حقول القمح والحبوب والحشائش، وسهول البطاطا.
كما أدت أمطار أشــهر الريّ إلى موسم زراعي «رائع ومنــتج» وفــق افرام، الذي يلفت إلى أن «حقول القمح هي الأكثر استفادة من تلك العوامل المناخية، التي أدت إلى نضــوج سريع للقمح مع توقــع بزيــادة إنتاجية لسنابل القمــح التــي لم تتعرض في السنة الحاليــة لغــزو حشرة السونة بسبب كثرة التقلبات الحرارية».