منتديات ليب مون

فتحت الجمهورية الإيرانية كنوزها الطبيعية والتاريخية أمام السياح من كل أنحاء العالم، من أجل تغيير صورتها التي يجري الترويج لها في الإعلام «المعادي».
وقد أصبح من الثابت أن كل من يزور إيران، يكتشف أنها غير التي يسمع عنها، لكن الإعلام سلاح قوي، فقررت الجمهورية التعامل معه، واستخدام لغة العصر، لغة الانفتاح والتواصل.
ينتبه الزائر إلى أن الجمهورية، تسمح بالحد الأقصى المتاح ضمن التعاليم الإسلامية، نساء بنصف حجاب، في الأماكن العامة والمؤسسات الرسمية، وأغان فارسية وكردية عاطفية، تغنى في المطاعم والفنادق، ترافقها موسيقى هادئة وعازفو بيانو، وقد عزف أحدهم أغنية «حبيبي يا نور العين» لعمرو دياب بناء لطلب الوفد اللبناني.
يوازي ذلك، تجهيز بنية تحتية كاملة لاستقبال السياح، تتضمن بناء فروع للفنادق المعروفة عالمياً، وزيادة أعداد المطاعم والمسابح، وإقامة معاهد إعداد المرشدين السياحيين، وتعليمهم اللغات، الغربية منها والشرقية، بالإضافة إلى إقامة دورات تعليمية لسائقي التاكسي والبوليس السياحي.
وتمتد تلك التجهيزات على كامل مساحة الدولة البالغة مليوناً وستمئة كيلومتر مربع، أي ما يوازي مساحة لبنان بمئة وسبعة وخمسين مرة تقريباً. وعلى تلك المساحة تتواجد الفصول الأربعة في وقت واحد، الأمر الذي يتيح التزلج في منطقة، والسباحة في منطقة أخرى.
ويمكن السير بين السهول الخضراء المحاطة بالجبال مئات الكيلومترات، ولا سيما عند حدود تركيا وأرمينيا وأذربيجان، بينما تنتشر الحدائق التي تقيمها البلديات بشكل لافت في قلب المدن والقرى، وعلى ضفاف الأنهار من دون السماح بمخالفة بناء واحدة على تلك الضفاف.
وتبعاً لذلك تعتبر نسبة التشجير لكل فرد في إيران من أعلى النسب في العالم، لكن المشكلة تكمن في نسبة التلوث العالية في طهران، بسبب وجودها بين الجبال.
ونظراً لاتساع المساحات الزراعية، تنتج إيران كل أنواع الفواكه والخضار المعروفة في العالم تقريباً، باستثناء أربعة أنواع من الفواكه هي الموز والمانغا والأناناس والقشطة.
كما يوجد فيها ثمانية آلاف وثمانمئة صنف من الأعشاب، تجعلها الدولة الخامسة في العالم من حيث تنوع الأعشاب وغناها.
وقد صنفت منظمة اليونيسكو اثني عشر أثراً تاريخياً في إيران بأنها من أهم الآثار التاريخية في العالم وأكثرها قدماً.
ومع تلك الثروات الغنية، يدور النقاش حالياً بين الجهات المعنية حول كيفية إنجاح «السياحة النظيفة»، من دون كحول ومسابح مختلطة وملاه. وفي هذا الإطار توضح مديرة التنمية السياحية لادن طهراني أنها زارت دولا أوروبية عدة ضمن مجال عملها، والتقت سياحاً أوروبيين في بلدها، سألتهم عن تلك الأمور تحديداً، وكان مفاجئاً لها عدم توقفهم عند غطاء الرأس أو الكحول.
وتقول إن الحكومة وضعت خطة تمتد على عشرين عاماً، مضى منها ست سنوات، من أجل استكمال تجهيز البنية التحتية للسياحة، وتحويل إيران إلى واحدة من أوائل الدول السياحية في العالم. وتضيف طهراني أنه تتم لتلك الغاية دعوة أكبر عدد ممكن من الصحافيين والإعلاميين من أجل القيام بجولات على المعالم الحضارية والسياحية، وتقديم صورة فعلية، مغايرة للدعاية الغربية المعادية.
وقد استقبلت منظمة السياحة منذ بداية العام، وفوداً من البرازيل وفرنسا وإيطاليا والصين ولبنان وعمان. كما شاركت في عشرين معرضاً دولياً، وتعمل على افتتاح مكاتب إعلامية سياحية خارج إيران، بينما أقرت الحكومة التأشيرة السياحية للسياح مباشرة في المطار، لمدة أسبوع قابلة للتمديد أسبوعاً آخر.
وتشير طهراني إلى أن عدداً كبيراً من المرضى من الأردن والخليج يقصدون إيران من أجل السياحة العلاجية، إذ يوجد فيها ثلاثة مراكز طبية تصنف بأنها من أكثر المراكز الطبية المتطورة وهي مراكز طب القلب والعيون وزرع الكلى.
وتعتبر نقابة أصحاب الفنادق من النقابات الحديثة إذ أنشئت في عهد الجمهورية الإسلامية، وبحسب نقيب أصحاب الفنادق، يوجد حالياً ألف ومئة وخمسون فندقاً وشقة مفروشة، تتراوح درجاتها من نجمة إلى خمسة نجوم، أشهرها من دون منافس فندق عباسي في أصفهان التاريخية الذي يعتبر من أجمل فنادق العالم. وتحوي الفنادق على مئتين وخمسين ألف سرير، بينما يتم تجهيز مئة وعشرين ألف سرير جديد، كما يوجد حالياً ثلاثة آلاف وثلاثمئة مكتب سياحي، تعمل على زيادة العقود مع وكالات السفر والسياحية في العالم

متحف قصر «باغجة جوق» في مدينة ماكو في محافظة اذربيجان الغربية


ايرانيات يعرضن سجاداً يدوي الصنع في مدينة مهاباد في شمال غرب إيران