زاهـد نبيـل زغيـب يحـاول قتـل فقـره أمـام المـلأ - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-30-2011, 02:02 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي زاهـد نبيـل زغيـب يحـاول قتـل فقـره أمـام المـلأ

فجر أمس، وقف شاب اسمه زاهد زغيب قبالة صخرة الروشة، خلف حواجز الكورنيش الحديدية، شاهراً بيده سكيناً، وصرخ يقول: «أنا ابن نبيل زغيب الذي رفع حبل المشنقة حول عنقه، وقتل نفسه بسبب فقره وعوزه. أنا شاب أغلقت الدنيا أبوابها في وجهي، كما أغلقت أبوابها في وجه والدي. لا مسكن لي، ولشقيقي، ولا مأكل ولا ملبس، ولا وظيفة لنا».
ولمّا تجمهرت الحشود، وشاهدت زاهد شارعاً في تشطيب رأسه، عاد يقول موجهاً حديثه إليهم: «إذا أراد الفقير منّا بيع كعكة على الكورنيش، هاجمته القوى الأمنية ورمته في السجن. وإذا فكّر أحد منّا، نحن الذين لا ظهر لنا ولا سند ولا واسطة، بأن يشيّد منزلاً فوق منزل شرعي، اتهمتنا الدولة بأننا نعيث في الأرض فساداً».
وفيما كانت الدماء تسيل من رأسه، وصلت عناصر «الدفاع المدني» وقوى الأمن الداخلي، مؤلفةً فريقاً للتفاوض مع الشاب الذي هدّدهم بإضرام النيران في جسده، في حال حاولوا الاقتراب منه.
كان زاهد، في ما يقول ويفعل أمس، يقول ما لم يعلن عنه والده نبيل، يوم لفّ الملاءة البيضاء حول عنقه قبل شهر، مكتفيا بتدوين رسالة هي أشبه بجلد الذات وتسجيل فعل الندامة لإقدامه على الانتحار. رسالة طلب من خلالها من رجل دين النظر في حال أبنائه الثلاثة العاطلين عن العمل. لم ينظر أحد في أحوالهم.
نبيل زغيب مات ميتةً صمّاء بكماء، فيما ابنه الذي لم تسعفه أحواله المادية على تسديد ثمن إيجار الشقة التي كانت تأويه مع شقيقيه، كان يعرّي فقره أمام الملأ فجر أمس، صارخاً بأعلى صوته، حانقاً على ظالميه: «لقد تركنا والدي ورحل لأنه فقير. تركنا بين الظالمين في أركان الدولة كافة. تركنا بين السارقين الذين يأكلون من بطوننا».
مرّت ساعة، وزاهد يترنح ذات اليمين وذات الشمال على حافة صخرية، بين العشب الأخضر ووسط هتافات الوفود المتجمهرة: «يا زاهد، لا تقتل نفسك، ثمة من يحبك ويريد الوقوف إلى جانبك. يا زاهد، نحن مثلك نعاني من الظلم، لكننا نريد مواجهة الحياة بصعوباتها. الظالمون والسارقون سيحين وقتهم ذات يوم. هيا، عد إلى أحبائك».
رفض العودة، وراح يصرخ مجدداً، بينما تولى عنصر من الدفاع المدني مفاوضته: «سيؤمن لك المعنيون وظيفة تعتاش منها، فكّر قليلاً بالحياة وما ينتظرك فيها». رفض التفكير، وازدادت العروض على زاهد. ازدادت الوعود.
كان قد مرّ أسبوع على عيش زاهد إلى جانب البحر. هناك، كان يضطجع على ورق مقوّى، قبل استيقاظه مع شروق الشمس، ململماً نفسه بحثاً عن لقمة عيش. لم يمدّ زاهد يده لأحد. ورغم ذلك، سطّرت القوى الأمنية بحقه ضبط مخالفة، بتهمة التسوّل، لأنه كان ينام في العراء.
لم يُوفّق بأي وظيفة تعينه على مواجه فقره. فسجلّه العدلي ممهور بعلامة سوداء، بعدما كان قد سُجن عقب شجار بينه وبين أشخاص صادروا عربة القهوة التي كان يعتاش منها في «عين المريسة»، قبل عام ونصف.
بالأمس، حمل زاهد أيامه كلها، وحمل معها ضيق حاله، ثم رماها في وجوه الحشود، كصفعة ردّوا عليها بالوعود، والوعود.
مرّت ساعة أخرى، والسكين مرفوعة بيد زاهد، والبحر من خلفه، والوفود تستمع إلى المفاوضات. كان يسمع فقط. لا يردّ عليهم، لأنه سئم من الوعود. ولمّا وصل أقرباؤه إلى الكورنيش، وبينهم أطفال صغار يحبّهم، ارتعد وأجفل من بكاء الأطفال، ونداءات محبّيه.
أذعن زاهد لنداءات الأقرباء، وخجل من نفسه أمام الأطفال. خاف عليهم، وحزن على نفسه. اجتاز «كابتن» الدفاع المدني الحاجز، متوجهاً إلى زاهد بخطوات متثاقلة. ربت على كتفيه، فبدا زاهد كطفل استيقظ من كبوته بغتةً: أطرق رأسه، وتسلّق الحاجز بوهن، عائداً إلى ملاذه، هناك قرب البحر. في العراء.
عاد إلى العزلة، بعد رحلة ستكثر فيها الوعود، في بلد يحوي الكثيرين من أمثال زاهد ووالده. بلد معرض لأن يشهد حالات كثيرة مماثلة، تتحول مع الأيام إلى ظاهرة، يهدّد فيها المرء «الدولة» بقتل نفسه، في حال لم تنصفه في حقوقه.
نام زاهد في العراء ليلة أمس، منتظراً تأمين خيمة صغيرة، كدلالة رمزية يقول فيها انه يستطيع الاعتصام.
زاهد يطمع بخيمة.






__________________
آخر مواضيعي

0 من المخافر
0 السـنـيـورة يلتـقـي وزراء وسـفـراء
0 جامعات ومدارس
0 الفنانة سيرين عبد النور : ما نشر لا أساس له من الصحة
0 طريقة عمل بسكويت الشوكولا

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومـن الحـب مـا قتـل! Honey Girl منتدى قمر لبنان العام 2 02-20-2012 06:27 AM
إرشـادات للمـزارعيـن قبـل عـودة الأمطـار Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 11-22-2011 04:21 PM
اعتصـام أمـام دار الفتـوى لتعديل سن حضانة الأطفال Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 06-02-2011 12:37 PM
واشـنطن: قتـل بـن لادن ليـس اغتيالاً... Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 05-13-2011 10:11 AM
الحكومـة الثلاثينيـة ... قبـل نهايـة الأسبـوع Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-10-2011 12:49 PM


الساعة الآن 04:17 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.