منتديات ليب مون

الغصة بدت واضحة على صوت علي فضل شعيتو، وهو يروي عبر الهاتف لـ«السفير» معاناته مع حوالى ألف شخص لبناني بينهم حوالى 400 طفل إضافة الى عدد من النساء الحوامل. هم باتوا ليلتهم امس الأول في العراء، في موقف سيارات مطار أبيدجان، مفترشين الأرض وملتحفين السماء، على أمل إجلائهم غير أنهم لم يحصدوا سوى الخيبة. لم يوفر علي أحدا من المسؤولين، فهم «دأبوا على النفاق، وإطلاق الوعود الكاذبة للناس بنقلهم من المطار دون جدوى».
توسل علي للفرنسيين بالاطفال، حتى يسمحوا له مع حوالى 12 عائلة بالدخول الى نقطة التجمع المخصصة للفرنسيين، في اوتيل «وافو»، لكنهم لم يسحموا لهم بالبقاء طويلا فعملوا على نقلهم الى المطار، وتركوهم هناك مع بقية اللبنانيين بانتظار نقلهم الى الخارج. فضّل علي تكبد مشقة الرجوع الى منزله بمنطقة «الزون كاتر» والمخاطرة بنفسه، وتحمل الألم كونه يعاني أمراضا مزمنة، رغم ثني الفرنسيين له مع جيرانه الذين أبوا أن يتركوه بدورهم. هو الآن طريح الفراش، ويعتني به «أطباء بلا حدود» نظرا لسوء وضعه الصحي.
أما نبيل حلال، فلم يستطع الصمود في منزله في منطقة «تريج فيل» بعد نفاد مياه الشرب والطعام، الأمر الذي اضطره مع شابين لبنانيين الى المجازفة والانتقال الى منطقة «ماركوري» التي تتوفر فيها بعض الحاجات الاساسية، ورافقهم ثلاثة من المسلحين لقاء أجر كبير. «الطريق كانت خاوية إلا من العصابات. الوجهة واضحة، ان لم نعطهم المال يكن الموت مصيرنا».
ويصف مهدي حمدان أحد أركان الجالية اللبنانية، وضع اللبنانيين بالمزري، فالأدوية شبه مفقودة، في منطقة «كوكودي» حيث يقيم مع حوالى 500 عائلة لبنانية. ونعاني صعوبة في تأمين الحاجات الضرورية كالطعام والشراب، نظرا لسرقة 90 بالمئة من المحال الأساسية في المنطقة التي كنا نتزود منها سابقا. ويشير الى أن «اللبنانيين تلقوا جرعة من الأمل بعد خطاب الرئيس الحسن واتارا أمس الأول».
من جهته، أكد السفير اللبناني في ساحل العاج علي عجمي، لـ«السفير» أن «هناك هدوءا حذرا في ساحل العاج، خصوصا بعد خطاب الرئيس واتارا الذي دعا فيه الى فتح المتاجر والمصارف، ومزاولة الاعمال». وشدد على أنه «ما لم تحسم الأمور ميدانيا وعسكريا، يبقى هناك تمديد للازمة» لافتا الانتباه الى وجود عدد كبير، من أنصار الرئيس المنتهية ولايته غباغبو ما زالوا مسلحين. وأضاف أن «هناك عددا من اللبنانيين تمكنوا من التنقل رغم مناشدتنا لهم بالبقاء في منازلهم»، مؤكدا أن معظم اللبنانيين الذين كانوا في المطار رجعوا الى منازلهم، بسبب سوء الأوضاع الإنسانية هناك حيث انه لا مكيفات في قاعاته التي أصبحت مثل حمامات «السونا»، جراء ارتفاع درجة الحرارة فيها فضلا عن عدم وجود مراحيض»، مشددا على انه يعمل على متابعة أوضاعهم، كما ان السفارة أرسلت لهم سيارة مساعدات ومواد غذائية