منتديات ليب مون

حذّرت «الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية» أمس من تفاقم أزمة تلوث الهواء في لبنان في استمرار غياب أي إجراءات للحد من تأثيرها الذي يترجم زيادة في نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية في لبنان في السنوات الأخيرة وارتفاعا في نسبة الوفيات بأمراض السرطان الرئوي والربو.
وقال رئيس الجمعية الدكتور نبيل كنج في مؤتمر صحافي أمس إنه «من الواضح ان نوعية الهواء في بيروت باتت تثير القلق، لذا لا بد من اتخاذ سلسلة من التدابير للتخفيف من خطورة الوضع وتجنب المضاعفات الصحية المتفاقمة وذلك عبر الحد من زحمة السير والعمل على تحسين قوانين البناء».
وعرّف كنج عن التلوث بأنواعه «النظري والسمعي والبيئي والنووي والحراري وهو ما يعتبر ظاهرة مهمة في يومياتنا لأن التلوث بمفهومه العام هو إدخال أجسام أو جزيئيات سامة أو مواد مؤكسدة إلى الجهاز التنفسي».
من جهته، أكّد نقيب أطباء لبنان البروفسور شرف أبو شرف أن «التلوث البيئي تنّين يبتلعنا شيئا فشيئا، هواء ملوث حتى الاختناق، مخلفات صناعية ومكبات نفايات مكشوفة هناك، مياه مبتذلة هنالك، وكلها أمور ظاهرة للعيان وعلينا وعلى الحكومة ابتداء من اليوم أخذ الاحتياطات اللازمة وإعداد الخطط الجدية الملزمة بهدف الحد من هذه المخاطر جوا وبحرا وبرا وإلا أصبح بلدنا يواجه خطرا مميتا».
أما الدكتور ماهر عبود، وهو من ضمن فريق عمل مجموعة الباحثين البيئيين، فكشف عن نتائج «مخيفة لدراسة أولى من نوعها في بيروت عن تلوث الهواء»، تشير إلى ان «نسبة ملوثات الهواء في بيروت الإدارية التي شملتها الدراسة سجّلت ارتفاعا ملحوظا منذ العام 2009».
وأشار عبود إلى ان «نتائج دراسة تلوث الهواء التي انطلقت في العام 2004 وحتى العام 2010 أظهرت وجود نسب مرتفعة جدا من ثاني أوكسيد النيتروجين والمواد الجزيئية التي تعرف بتأثيرها السلبي على الصحة وزيادة التكاليف الصحية العامة».
أضاف أن «لبنان تخطى معدلات النسب السنوية التي تحددها منظمة الصحة العالمية مسجلا ثلاثة أضعاف المعدلات المقبولة إذ تجاوز إجمالي تركيز المعدل السنوي لثاني أوكسيد النيتروجين أي 40 ميكرو غرام/م3 وتم تسجيل النسب الأدنى في فصل الصيف في حين بلغت أعلى المستويات في فصل الخريف كما ارتفع متوسط المعدل السنوي بنسبة 10 في المئة بين 2009 و2010».
وعزا عبود «ارتفاع نسب التلوث إلى عوامل محلية رئيسية أبرزها زحمة السير (70 في المئة)، والبناء العشوائي، والنزوح من القرى إلى العاصمة، والجزيئيات العالقة المتطايرة في الهواء».
بدورها، أشارت رئيسة لجنة المؤتمر العلمية الدكتورة ماري لويز كونيسكي إلى أن «الدراسات تأتي في إطار لفت نظر السلطات المعنية والمجتمع المدني حول خطر تلوث الهواء وانعكاساته الصحية»، مشيرة إلى «زيادة نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية في لبنان في السنوات الأخيرة وارتفاع نسبة الوفيات بأمراض السرطان الرئوي والربو».
وأكّدت كونيسكي أن «للتلوث الهوائي وقعا سلبيا على الاقتصاد عامة، إذ أظهرت دراسة أجرتها وزارة البيئة في لبنان مع البنك الدولي، أن نسبة التكاليف العامة الناجمة عن تدهور البيئة على الاقتصاد اللبناني بلغت بين من 2,8 وأربعة في المئة من إجمالي الناتج المحلي أو ما يعادل 565 مليون دولار في السنة».
وتستمر أعمال اللقاء العلمي السنوي حتى غد السبت، وخصص لبحث «الأبعاد الجديدة لدراسات واقع تلوث الهواء في بيروت على الصحة العامة والتكاليف الناتجة منه مع ارتفاع نسبة انتشار الأمراض الصدرية في لـــبنان»، وذلك في إطار «فعاليات اللقاء العلمي السنوي لجمعية الأمراض الصدرية اللبنانية للعام 2011».

هيدا كلو حكي بحكي
البحر اكبر فلتر
شكرا عالخبر عسوله