موسوعة شعر محمود درويش - الصفحة 6 - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 03-30-2009, 04:51 AM   #51
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

وعود من العاصفة

وليكن

لا بدّ لي أن أرفض الموت

وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ

وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة

فإذا كنت أغني للفرح

خلف أجفان العيون الخائفة

فلأن العاصفة

وعدتني بنبيذ

وبأنخاب جديدة

وبأقواس قزح

ولأن العاصفة

كنّست صوت العصافير البليدة

والغصون المستعارة

عن جذوع الشجرات الواقفة

وليكن ...

لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة

أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة

يعبس الشارع في وجهي

فتحميني من الظل ونظرات الضغينة

سأغني للفرح

خلف أجفان العيون الخائفة

منذ هبّت في بلادي العاصفة

وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح


__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 صور مارسيل خليفة
0 القلب
0 أكثر من معركةٍ دامية الأرجاءْ( للشاعر سميح القاسم)
0 قصيدة البكاء (للشاعر جيمي سنتياغو باكا )
0 ابو العبد

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:52 AM   #52
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

جواز سفر

لم يعرفوني في الظلالِ التي

تمتصُّ لوني في جوازِ السفرْ

وكانَ جرحي عندهم معرّضاً

لسائحٍ يعشقُ جمعَ الصور

لم يعرفوني، آه.. لا تتركي

كفّي بلا شمسٍ،

لأنَّ الشجرْ

يعرفني

تعرفُني كلُّ أغاني المطرْ

لا تتركيني شاحباً كالقمرْ !




2
كلُّ العصافير التي لاحقتْ

كفّي على بابِ المطارِ البعيدِ

كلُّ حقولُ القمحِ،

كلُّ السجونِ..

كلُّ القبورِ البيضِ

كلُّ الحدودِ..

كلُّ المناديلِ التي لوَّحتْ
كلُّ العيون

كانتْ معي، لكنّهم

قدْ أسقطوها من جوازِ السفر!




3
عارٍ من الإسم، من الانتماءْ؟

في تربة ربيّتها باليدينْ؟

أيّوب صاحَ اليومَ ملءَ السماء:

لا تجعلوني عبرةً مرّتين!

يا سادتي! يا سادتي الأنبياء

لا تسألوا الأشجارَ عن اسمها

لا تسألوا الوديانَ عن أمها

من جبهتي ينشقُّ سيفُ الضياء

ومن يدي ينبعُ ماءُ النهرْ

كلُّ قلوبِ الناس.. جنسيّتي

فلتسقطوا عنّي جوازَ السفرْ !

__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 أغنية(للشاعرياروسلاف سيفيرت)
0 غرباء ..! (للشاعر سميح القاسم)
0 وداعـــاً ، يــا صديقــــي
0 اهبل
0 أوباما وساركوزي ووليد بيك

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:55 AM   #53
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

حالة حصار


هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت

قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،

نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،

:وما يفعل العاطلون عن العمل

!نُرَبِّي الأملْ

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً

:لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر

لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة

أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ

في حلكة الأَقبية

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا

نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى

بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ

فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ

هنا، لا أَنا

هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:

لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:

حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.

سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،

وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،

وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ

بين تذكُّرِ أَوَّلها.

ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،

لا وَقْتَ للوقت.

نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:

ننسي الأَلمْ.

الألمْ

هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل

صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.

فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.

لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ

يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ

تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:

نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا

في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،

ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ

أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا

لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:

ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ

وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:

بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ

على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،

وفي هذه اللحظة العابرةْ؟

فتوجعنُي الخاطرةْ

وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،

بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء

بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ

الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ

الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ

حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين


الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ

قَيْدَ التَشَابُهِ...

عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا

هو الوحيُ...

أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ

مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها


إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي

بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!

يحاصرني في المنام كلامي

كلامي الذي لم أَقُلْهُ،

ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي


شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي

السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد

جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ

والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في

شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً

عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة

كما هي، عاديّةً ماكرةْ

رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ

وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ

فليكن

خفيفاً على القلب والخاصرةْ

فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ

من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!



قال لي كاتبٌ ساخرٌ:

لو عرفتُ النهاية، منذ

__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 محبة
0 .نكت
0 لا طائلَ! لا جدوى!(للشاعر يوهان فولفغانغ غـوته )
0 قصة خطيرة جداً
0 السوبر ماركت


التعديل الأخير تم بواسطة BALAWALASHI ; 03-30-2009 الساعة 05:02 AM
BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:56 AM   #54
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

أحبك أكثر

تكبر تكبر

فمهما يكن من جفاك

ستبقى ، بعيني و لحمي ، ملاك

وتبقى كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وإني أحبك .. أكثر

يداك خمائل

ولكنني لا أغني

ككل البلابل

فإن السلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل .. أقاتل

لأني أحبك أكثر

غنائي خناجر ورد

وصمتي طفولة رعد

وزنبقة من دماء

فؤادي

وأنت الثرى والسماء

وقلبك اخضر

وجزر الهوى فيك مد

فكيف إذن لا أحبك أكثر

وأنت كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وقلبك أخضر

وغني طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو وأكبر

__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 حمصي
0 محبة
0 روائع للشاعر ميخائيل ليرمنتوف
0 تشارط
0 محبه

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:57 AM   #55
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

أنا الأرض


أنا الأرض..

يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها

احرثوا جسدي ..!

أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس

مرّوا على جسدي

أيّها العابرون على جسدي

لن تمرّوا

أنا الأرضُ في جسدٍ

لن تمرّوا

أنا الأرض في صحوها

لن تمرّوا

أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

لن تمرّوا

لن تمرّوا

لن تمرّوا!

-----------------

-1-

في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض

والأرض أنت

خديجةُ! لا تغلقي الباب

لا تدخلي في الغياب

سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل

سنطردهم من هواء الجليل.

وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

-2-

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي

أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح

أُسمّي الحصى أجنحة

أسمّي العصافير لوزاً وتين

وأستلّ من تينة الصدر غصناً

وأقذفهُ كالحجرْ

وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.







-3-

وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،

وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.

أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،

غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...

وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض

في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا

مواعيد غامضةً

واحتفالاً بسيطاً

ونكتشف البحر تحت النوافذ

والقمر الليلكي على السرو

في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ

وتنهمرُ الذكريات على قريةً في السياج

وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل

كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟

في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ

وندخلُ أوّل سجنٍ

وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:

قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!

تر النهر يمشي إليك.

وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.







-4-

بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!

بلادي القريبة مني.. كسجني!

لماذا أغنّي

مكاناً، ووجهي مكانْ؟

لماذا أغنّي

لطفل ينامُ على الزعفران؟

وفي طرف النوم خنجر

وأُمي تناولني صدرها

وتموتُ أمامي

بنسمةِ عنبر؟







-5-

وفي شهر آذار تستيقظ الخيل

سيّدتي الأرض!

أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟

وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور

كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل

هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-

هذا نشيدي

أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي

وهذا نشيدي

وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.

في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.

سيّدتي الأرض!

والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ

بين الرماح وبين دمي.

نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا

ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا

وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل

وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن

يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن

أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك

أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية

أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟

وهذا ربيعي الطليعي

وهذا ربيعي النهائيّ

في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.







-6-

كأنّي أعود إلى ما مضى

كأنّي أسيرُ أمامي

وبين البلاط وبين الرضا

أعيدُ انسجامي

أنا ولد الكلمات البسيطة

وشهيدُ الخريطة

أنا زهرةُ المشمش العائلية.

فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل

من البدء حتّى الجليل

أعيدوا إليّ يديّ

أعيدوا إليّ الهويّة!







-7-

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال

وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات

وواضحة كالحقول

العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.

خديجة!

- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟

- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-

قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.

وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:

تحيا بلادي

من الصفر حتّى الجليل

ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.

خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك

لا تذهبي في السحاب

ستمطر هذا النهار

ستمطرُ هذا النهار رصاصاً

ستمطرُ هذا النهار!

وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايامرايا

البناتُ مرايا البلاد على القلب..

في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.







-8-

أنا شاهدُ المذبحة

وشهيد الخريطة

أنا ولد الكلماتُ البسيطة

رأيتُ الحصى أجنحة

رأيت الندى أسلحة

عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً

وأقاموا الحواجز فيّا

ومنع التجوّل

صار قلبي حارةْ

وضلوعي حجارةْ

وأطلّ القرنفل

وأطلّ القرنفل







-9-

وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.

فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي

سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.

وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةىً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتُ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.

عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.

ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!

إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.

فيا وطن الأنبياء...تكامل!

ويا وطن الزراعين.. تكاملْ!

ويا وطن الشهداء.. . تكامل!

ويا وطن الضائعين .. تكامل!

فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.

وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.







-10-

مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة

وعيناك نائمتان

أعودُ ثلاثين عاماً

وخمس حروبٍ

وأشهدُ أنّ الزمانْ

يخبّئ لي سنبلة

يغنّي المغنّي

عن النار والغرباء

وكان المساءُ مساء

وكان المغنّي يغنّي

ويستجوبونه:

لماذا تغنّي؟

يردّ عليهم:

لأنّي أغنّي

.....

وقد فتّشوا صدرهُ

فلم يجدوا غير قلبه

وقد فتّشوا قلبه

فلم يجدوا غير شعبه

وقد فتشوا صوته

فلم يجدوا غير حزنه

وقد فتّشوا حزنه

فلم يجدوا غير سجنه

وقد فتّشوا سجنه

فلم يجدوا غيرهم في القيود

وراء التّلال

ينامُ المغنّي وحيداً

وفي شهر آذار

تصعدُ منه الظلال







-11-

أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر

هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني

يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة

يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.

يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا

أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة

لم يعرفوني لكي يقتلوني

بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة

هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض

هذا الترابُ ترابي

وهذا السحابُ سحابي

وهذا جبين خديجة

أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ

رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..

قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر

هذا احتمال الذهابُ الجديد إلى العمر،

لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم

يسألون عن الأرض: هل نهضت

طفلتي الأرض!

هل عرفوك لكي يذبحوك؟

وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟

وهل عرفوك لكي يذبحوك

وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟

أنا الأرض..

يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها

احرثوا جسدي!

أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس

مرّوا على جسدي

أيّها العابرون على جسدي

لن تمرّوا

أنا الأرضُ في جسدٍ

لن تمرّوا

أنا الأرض في صحوها

لن تمرّوا

أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

لن تمرّوا

لن تمرّوا

لن تمرّوا!



__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 وعلى فكرة بس للرفاق اللي ظنهن مش عاطل:
0 شوف المثابرة والعمل والجدّ وين يوصل؟
0 موت الورود (للشاعر ممدوح عدوان)
0 بدو يتزوج
0 قولي لي:

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:58 AM   #56
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

سقوط القمر

في البال أغنية

يا أخت، عن بلدي

نامي، لأكتبها..

رايت جسمك

محمولا على الزرد

وكان يرشح ألواناً

فقلت لهم:

جسمي هناك

فسدوا ساحة البلد


كنّا صغيرين

والأشجار عالية

وكنت أجمل من أمي

ومن بلدي..


من أين جاءوا؟

وكرم اللوز سيّجه

أهلي وأهلك

بالأشواك والكبد



إنّا نكفّر بالدنيا

على عجل

فلا نرى أحد

يبكي على أحد


وكان جسمك مسبياً

وكان فمي

يلهو بقطرة شهد

فوق وحل يدي


في البال أغنية

يا أخت

عن بلدي

نامي.. لأحفرها

وشماً على جسدي


__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 القلب
0 " ما همني ما يقوله وليد جنبلاط ؟! " (سيليا ق. حمادة )
0 لاجئون (للشاعر آدم زاغاييفسكي)
0 أوباما وساركوزي ووليد بيك
0 في القطار

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 04:59 AM   #57
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

خائف من القمر



خبّئيني. أتى القمر

ليت مرآتنا حجر!

ألف سرّ سري

وصدرك عار

و عيون على الشجر

لا تغطّي كواكبا

ترشح الملح و الخدر

خبّئيني.. من القمر!

وجه أمسي مسافر

ويدانا على سفر

منزلي كان خندقا

لا أراجيح للقمر..

خبّئيني.. بوحدتي

و خذي المجد.. و السهر

و دعي لي مخدتي

أنت عندي

أم القمر؟!

__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 صعيدي
0 بلا عنوان
0 حمصي يصنع خلطة سرية للتخلص من النمل:
0 موت الورود (للشاعر ممدوح عدوان)
0 حمصي

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 05:00 AM   #58
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

أربعة عناوين شخصية


1 - متر مربع في السجن

هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا

- كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،

بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ.

بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ.

لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي

عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ

أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟

زنزانتي لا تضيء سوى داخلي..

وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ

ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك

أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،

وأشياءَ أمِّي الصغيرة..

رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ

أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ

وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ

وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ

حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ

وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ

بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ

لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ..

2- مقعدٌ في قطار

مناديلُ ليست لنا

عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ

ضوءُ المحطة

وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ

دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا

من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟

زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد

نسافر بحثًا عن الصِّفْر

لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا

مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ

قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ

في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ

كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ

نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش

نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات

تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟

أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟

بعيدٌ أنا عن بعيديَ

ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ

ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ

نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه

لا نستطيع عبور الصدى مرتين

3 - حجرة العناية الفائقة

تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ

لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ

لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري

تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ

تبعثرتُ فوق السرير

تقيَّأت

غبتُ قليلاً عن الوعي

متُّ

:وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ

إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟

ومتُّ.. ومتُّ تمامًا

فما أهدأ الموت لولا بكاؤك

ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ

أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ

وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي

:هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة

في أيِّ قلبٍ أُصبتُ? فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها

أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟

لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ

ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ

بعثنا الرسائل

قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ

وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد

ويا أيها القلب، كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ

تمهَّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ

:تمهَّل.. تمهَّلْ لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَها وهي تصرخ

خُذني
4 - غرفة في فندق


سلامٌ على الحب يوم يجيءُ

ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ

هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ

نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ

ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ..

سننسى بقايا كلام على مقعدين

سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان

سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة

يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ

كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟

كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟

يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ

ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..

المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ

ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا

أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟

أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟

أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟

سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ

__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 لا أندمُ، لا أصرخُ، لا أبكي،(للشاعر سيرغي يسينين)
0 كيف تغيظ زوجتك إذا لزم الأمر
0 حكم
0 حشيش
0 قولي لي:

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 05:00 AM   #59
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

أحمد الزعتر

ليدين من حجر و زعتر

هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين

مضت الغيوم و شرّدتني

و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني

.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل

البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن

الرماد و كنت وحدي

ثم وحدي ...

آه يا وحدي ؟ و أحمد

كان اغتراب البحر بين رصاصتين

مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين

و ساعدا يشتدّ في النيسان

ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي

و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين

كان اكتشاف الذات في العربات

أو في المشهد البحري

في ليل الزنازين الشقيقة

قي العلاقات السريعة

و السؤال عن الحقيقة

في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه

عشرين عاما كان يسأل

عشرين عاما كان يرحل

عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في

إناء الموز

و انسحبت .

يريد هويّة فيصاب بالبركان ،

سافرت الغيوم و شرّدتني

ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني

أنا أحمد العربيّ - قال

أنا الرصاص البرتقال الذكريات

و جدت نفسي قرب نفسي

فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ

تل الزعتر الخيمة

و أنا البلاد و قد أتت

و تقمّصتني

و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد

و جدت نفسي ملء نفسي ...

راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه

كان الخطوة - النجمه

و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط

كانوا يعدّون الرماح

و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا

و يقفز .

أحمد الآن الرهينه

تركت شوارعها المدينة

و أتت إليه

لتقتله

و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج

كانوا يعدّون الجنازة

وانتخاب المقصلة

أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار

جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار

و أنا حدود النار - فليأت الحصار

و أنا أحاصركم

أحاصركم

و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق

الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق

يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين

لا تتبادلان رسائلي

قاوم

إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق

و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى

و تتركني ضفاف النيل مبتعدا

و أبحث عن حدود أصابعي

فأرى العواصم كلها زبدا ...

و أحمد يفرك الساعات في الخندق

لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق

هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق

المتمزّق الحالم

و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة

و هو اندلاع ظهيرة حاسم

في يوم حريّه

يا أيّها الولد المكرّس للندى

قاوم !

يا أيّها البلد - المسدس في دمي

قاوم !

الآن أكمل فيك أغنيتي

و أذهب في حصارك

و الآن أكمل فيك أسئلتي

و أولد من غبارك

فاذهب إلى قلبي تجد شعبي

شعوبا في انفجارك

... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه

فانكسرت

أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي

و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي

يا أحمد العربيّ ؟

لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء

امتصّني جرس بعيد

التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي

يا أحمد العربيّ .

لم أغسل دمي من خبز أعدائي

و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق

فرّت الطرق البعيدة و القريبة

كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة

فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار

كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر

آه من حلمي و من روما !

جميل أنت في المنفى

قتيل أنت في روما

و حيفا من هنا بدأت

و أحمد سلم الكرمل

و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل

لا تسرقوه من السنونو

لا تأخذوه من الندى

كتبت مراثيها العيون

و تركت قلبي للصدى

لا تسرقوه من الأبد

و تبعثروه على الصليب

فهو الخريطة و الجسد

و هو اشتعال العندليب

لا تأخذوه من الحمام

لا ترسلوه إلى الوظيفه

لا ترسموا دمه و سام

فهو البنفسج في قذيفه

صاعدا نحو التئام الحلم

تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى

و تنفصل البلاد عن المكاتب

و الخيول عن الحقائب

للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح

أعطى خطبة الليمون لليمون

أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار

و السمك المجفّف

للحصى عرق و مرآه

و للحطاب قلب يمامه

أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن

يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل

الطري و تذهبين إلى البنفسج

فاذكريني قبل أن أنسى يدي

… و صاعدا نحو التئام الحلم

تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك …

يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ

و يختفي المتفرجون على جراحك

فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !

و للفراشات اجتهادي

و الصخور رسائلي في الأرض

لا طروادة بيتي

و لا مسّادة وقتي

و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر

من حصان ضاع في درب المطار

و من هواء البحر أصعد

من شظايا أدمنت جسدي

و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل

أصعد من صناديق الخضار

و قوّة الأشياء أصعد

أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة

ينشدون :

صامدون

و صامدون

و صامدون

كان المخيّم جسم أحمد

كانت دمشق جفون أحمد

كان الحجاز ظلال أحمد

صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين

الأسيرة

صار الحصار هجوم أحمد

و البحر طلقته الأخيرة !

يا خضر كل الريح

يا أسبوع سكّر !

يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى

يا أحمد المولود من حجر و زعتر

ستقول : لا

ستقول : لا

جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ

كي يلغي العواصم

و تقول : لا

جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة

و التردد .. و الملاحم

نحو اقتحام المرحلة

و تقول : لا

و يدي تحيات الزهوز و قنبلة

مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح

و بالشموس المقبلة

و تقول : لا

يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج

فوق المقصلة

و تقول : لا

و تقول : لا

و تقول : لا

و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين

ونزور صمتك حين تطلبنا يداك

و حين تشعلنا اليراعة

مشت الخيول على العصافير الصغيرة

فابتكرنا الياسمين

ليغيب وجه الموت عن كلماتنا

فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك

و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك

لا وقت للمنفى ...

و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز

و التمني

كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني

ورمت معاطفها الحقول و جمعتني

فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

يا أحمد اليوميّ ‍

يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء

يا اسم البرتقاله

يا أحمد العاديّ ‍!

كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح

بين البندقيّة و الغزاله !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى نهايات العواصم

فاذهب عميقا في دمي

اذهب براعم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب خواتم

و اذهب عميقا في دمي

اذهب سلالم

يا أحمد العربيّ... قاوم !

لا وقت للمنفى و أغنيتي ...

سنذهب في الحصار

حتى رصيف الخبز و الأمواج

تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم

موت أمام الحلم

أو حلم يموت على الشعار

فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين

لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين

... و له انحناءات الخريف

له وصايا البرتقال

له القصائد في النزيف

له تجاعيد الجبال

له الهتاف

له الزفاف

له المجلّات الملوّنه

المراثي المطمئنة

ملصقات الحائط

العلم

التقدّم

فرقة الإنشاد

مرسوم الحداد

و كل شيء كل شيء كل شيء

حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه

يا أحمد المجهول !

كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت

و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة

يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات

أشهر وجهك الشعبيّ فينا

واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟

يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت

و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم

حنطة ويدين عاريتين

وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته

على الموتى إذا ماتوا

و كي يرمي ملامحه

على الأحياء ان عاشوا !

أخي أحمد !

و أنت العبد و المعبود و المعبد

متى تشهد

متى تشهد

متى تشهد ؟



__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 حمصي
0 Ou3a tzahet
0 الـنِــهَــايــَـة ( للشاعر رابندراناث طاغور)
0 كل عام وعمال العالم بالف خير
0 صمت (للشاعرة ألفونسينا ستورني)

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 05:03 AM   #60
::قـمر نـشيط::
 
الصورة الرمزية BALAWALASHI
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: beirut
المشاركات: 326
افتراضي

يطير الحمام


يطير الحمامُ

يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

أعدِّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ

فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ ...

صباحك فاكهةٌ للأغاني

وهذا المساءُ ذَهَبْ

ونحن لنا حين يدخل ظِلٌّ إلى ظِلِّه في الرخامِ

وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي

على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ

وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ

وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبرِّ

حين اغتربْ

وإني أُحبُّكِ، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ

أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشاردهْ

وندخل في الحُلْمِ، لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ

وحين ينامُ حبيبيَ أصحو لكي أحرس الحُلْمَ مما يراهُ

وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي

وأختارُ أيَّامنا بيديّ

كما اختار لي وردةَ المائدهْ

فَنَمْ يا حبيبي

ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ

وَنَمْ يا حبيبي

لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حاسدهْ

وَنَمْ يا حبيبي

عليكَ ضفائر شعري، عليك السلامُ

يطيرُ الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

رأيتُ على البحر إبريلَ

قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ

نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي

فَكَمْ مَرَّةً تستطيعينَ أن تُولَدي في منامي

وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ: إني أحبُّكِ

كي تستريحي?

أناديكِ قبل الكلامِ

أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ

فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ

عناوينَ روحي

وأن تختفي كالمدى في السفوحِ

لأدرك أنَّكِ بابلُ، مصرُ، وشامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ


إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديَّ

ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،

من مرايايَ من قمري، من خزانة عمري ومن سهري،

من ثيابي ومن خَفَري?

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين

تُشعل في أُذنيَّ البراري، تُحَمِّلُني موجتين

وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني، ثم

تتركني في طريق الهواء إليك

حرامٌ... حرامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ


لأني أحبكِ، خاصرتي نازفهْ

وأركضُ من وَجَعِي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ

تعالي كثيرًا، وغيبي قليلاً

تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا

تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفهْ

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ. أُحبُّكِ إذْ أشتهيك

وأحضُنُ هذا الشعاعَ المطوَّقَ بالنحل والوردة الخاطفهْ

أحبك يا لعنة العاطفهْ

أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تَصِلْ

أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ

أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ

أحبك إذْ أشتهيكِ

أُطوِّع روحي على هيئة القدمين - على هيئة الجنَّتين

أحكُّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفهْ

أموتُ، ليجلس فوق يديكِ الكلامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ


لأني أُحبُّك ( يجرحني الماءُ )

والطرقاتُ إلى البحر تجرحني

والفراشةُ تجرحني

وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي، أناديكَ طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي

لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح، يجرحني

طائرٌ في السماء البعيدة، عِطْرُ البنفسج يجرحني

أوَّلُ البحر يجرحني

آخِرُ البحر يجرحني

ليتني لا أُحبُّكَ

يا ليتني لا أُحبُّ

ليشفى الرخامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

أراكِ، فأنجو من الموت. جسمُكِ مرفأْ

بعشرِ زنابقَ بيضاء، عشر أناملَ تمضي السماءُ

إلى أزرقٍ ضاع منها

وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميَّ، أُمسكُ رائحةً للحليب المُخبَّأْ

في خوختين على مرمر، ثم أعبد مَنْ يمنح البرَّ والبحر ملجأْ

على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين، سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ

ثم أنامُ

على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأْ

أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأْ

فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض

كيف ينامُ المنامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

حبيبي، أخَافُ سكوتَ يديكْ

فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ

حبيبي، تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ

فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ

حبيبي، سأبقي ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ

ويجتثُّني مِنْ خُطَاك الحَرَسْ

حبيبي، سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ

لأنك سطحُ سمائي

وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ

جسمي مقَامُ

يطير الحمامُ

يَحُطُّ الحمامُ

رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة السادسهْ.

على دمعةٍ يائسهْ

أعادتْ له قلبَهُ

وقالت: يكلفني الحبُّ ما لا أُحبُّ

يكلفني حُبَّهُ

ونام القمرْ

على خاتم ينكسرْ

وطار الحمامُ.

وحطّ على الجسر والعاشِقيْنِ الظلامُ

يطير الحمامُ

يطير الحمامُ





__________________
انا لم اعدانا......!
آخر مواضيعي

0 لاجئون (للشاعر آدم زاغاييفسكي)
0 صور مارسيل خليفة
0 أوباما وساركوزي ووليد بيك
0 الطريقة الحمصية لاخبار أهل الميت
0 اهبل

BALAWALASHI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان / ورد أقل / محمود درويش Honey Girl شعر عربي - شعراء لبنان والعرب 26 01-19-2011 12:46 PM
الشاعر محمود درويش وقصيدة الرمل .:: الــراقي ::. شعر عربي - شعراء لبنان والعرب 4 07-24-2009 02:43 PM
حجر كنعاني في البحر الميت(محمود درويش) BALAWALASHI شعر عربي - شعراء لبنان والعرب 2 03-29-2009 01:48 AM
مجمود درويش: قصائد غير منشورة habhouba شعر عربي - شعراء لبنان والعرب 7 03-26-2009 11:11 PM
محمود درويش بحكي مع اهل غزة Roro Liban شعر عربي - شعراء لبنان والعرب 4 02-03-2009 08:48 AM


الساعة الآن 10:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.