منتديات ليب مون

Honey Girl · 03-21-2011, 10:38 PM

حدث، في صيف مر منذ أكثر من ربع قرن، وفي يوم من أيام التهجير والقهر والاحتلال، هنا في بنت جبيل، وتحت فيء إحدى العرائش، وقد تدلت وأينعت عناقيدها، أمام غرفة وحيدة سكنتها عائلة مؤلفة من تسعة أشخاص، وقد ألصق فيها مؤخراً مطبخ، بعدما انتقل من تحت ظلال شجرة المشمش، أن جلست أم لأربعة أطفال أكبرهم في العاشرة من عمرها، وقد أبعدتها الأحداث عن زوجها الباحث عن القوت بين حروب بيروت. جلست برفقة صديقتها العزباء العشرينية، وهي حمّالة همومها وشجونها، تتحدثان خلال عصرونية ذاك النهار، كما هي حالهن في عصرونيات كل يوم من تلك الأيام.
وبعدما جرّ الكلام بعضه بعضا، وجاء حديث الزواج، وعدت الأم صديقتها بهدية فريدة لم يحدث أن أهديث من قبل في حفل زواج، وقد دعمت وعدها بقسم ويمين.
بعدها بشهور قليلة، التحقت الأم مع أطفالها بالزوج في بيروت، ليقيموا في إحدى شقق المهجرين في الضاحية الجنوبية، وقد زادت عائلتها فردا ذكرا جديدا. أربعون يوماً فقط هو العمر الذي عاشه الطفل الرضيع في حضن أمه التي ولدته قبل أن ترديها شهيدة واحدة من عبوات الغدر المتنقلة في شوارع الوطن الممزق آنذاك. فخلّفت وراءها عائلة مؤلفة من خمسة أطفال أكبرهم لم تتجاوز أعوامها العشرة بعد، وأصغرهم طفل بأيامه الأربعين، وما بينهما أطفال ثلاثة لم يكونوا يدرون حجم الخسارة.. وزوج مفجوع.
تريث الوالد لأشهر طويلة، قبل أن يبدأ بالتفكير بمغامرة زرع «خالة» للأولاد في البيت، على ما تحمله الكلمة من مورثات سوداوية بين العوام وفي المجتمعات. ولكن، للأولاد الخمسة حملهم الثقيل الذي لا تقدر عليه إلا الأم.
وبعدما ارتضى الفكرة، أشير عليه بطرق باب أهل تلك الصديقة العزباء العشرينية نفسها، فطرق الباب وما كان أسرع الجواب.
بين ليلة وضحاها، وجدت تلك الصبية نفسها، وهي في عز عمرها الوردي، مسؤولة عن بيت وزوج وفوقهما خمسة أطفال لم يبلغوا الحلم بعد. تخلت تلك الصبية العشرينية فجأة عن كل ما حلمت به، لا عرس ولا حفلة، لا فستان ابيض أو زفة، وحتى انها لم ترتض بشبكة ومهر وخلافه: «أولادك أحق بمالك». رضيت فقط بما أرسلته لها الأم الفقيدة والصديقة الغائبة من هدايا، لقد كنا نحن الهدية التي لم تهد لأحد من قبل.
ومرت بعدها سنوات ولا أحلى، على الرغم مما حوته من حلاوة ومرارة حال الأيام مع البشر. فكانت ملاذنا، وأول وآخر ملاجئنا التي نسكن إليها، ربّتنا، ونصحتنا حين احتجنا النصح، وحمتنا حين احتجنا الحماية.
فلأننا عشنا في أحضانك، ولأنك ربّيتِ وسهرتِ، لأنك حرمتِ نفسك وأعطيتنا، لأننا لم نفتقد أمنا، لأنك أحببتنا كما أحببت وحيدتك من بطنك، وربما صغيرك، وشقيقنا يشهد بأنك أحببته أكثر، ولأنك كنت الرسالة الأروع، بسبب ذلك كله، وأكثر بكثير، في عيدك، لن أهديك كلمات رقيقة، ولا عبارات حب واعتراف بالجميل، بعيدك وأمام كل العالم، لن أهديك إلا النداء الأحلى والأجمل، «يا أمي

المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان

moon-light · 03-21-2011, 11:16 PM

شكرا لك عزيزتي على موضوعك المتميز

تقبّلي مني كل الإعجاب مع كل التقدير
تحياتي لعيونكـ

لؤي مغترب · 03-22-2011, 01:47 PM

شو هيدا؟ وفاء ام توفيق ام وفاق؟
رائع رائع رائع
اجعليني تحت قدميك امي,,,فلن اكون جنة

Honey Girl · 03-22-2011, 03:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon-light

شكرا لك عزيزتي على موضوعك المتميز

تقبّلي مني كل الإعجاب مع كل التقدير

تحياتي لعيونكـ

منور الموضوع بحروفك
تحياتي لك على المرور الرائع

Honey Girl · 03-22-2011, 03:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي مغترب

شو هيدا؟ وفاء ام توفيق ام وفاق؟
رائع رائع رائع
اجعليني تحت قدميك امي,,,فلن اكون جنة

عبورك من هنا ترك آثاراً من الجمال
وهنا ستبقى حروفك قرب سطوري أنيسه
لك مني جزيل الشكر والتقدير عزيزي

layali · 03-22-2011, 05:57 PM

كلامك هذا معزوفة لم تلدها هذه الأم التي لم تلدني

Honey Girl · 03-23-2011, 12:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة layali

كلامك هذا معزوفة لم تلدها هذه الأم التي لم تلدني

لك الشكر الكثير على هذه الطله

03-21-2011, 10:38 PM	#1
Honey Girl الـمشرفة الـعامة تاريخ التسجيل: Sep 2008 الدولة: حالياً.. هووون المشاركات: 77,303	عن أمي التي لم تلدني عن أمي التي لم تلدني حدث، في صيف مر منذ أكثر من ربع قرن، وفي يوم من أيام التهجير والقهر والاحتلال، هنا في بنت جبيل، وتحت فيء إحدى العرائش، وقد تدلت وأينعت عناقيدها، أمام غرفة وحيدة سكنتها عائلة مؤلفة من تسعة أشخاص، وقد ألصق فيها مؤخراً مطبخ، بعدما انتقل من تحت ظلال شجرة المشمش، أن جلست أم لأربعة أطفال أكبرهم في العاشرة من عمرها، وقد أبعدتها الأحداث عن زوجها الباحث عن القوت بين حروب بيروت. جلست برفقة صديقتها العزباء العشرينية، وهي حمّالة همومها وشجونها، تتحدثان خلال عصرونية ذاك النهار، كما هي حالهن في عصرونيات كل يوم من تلك الأيام. وبعدما جرّ الكلام بعضه بعضا، وجاء حديث الزواج، وعدت الأم صديقتها بهدية فريدة لم يحدث أن أهديث من قبل في حفل زواج، وقد دعمت وعدها بقسم ويمين. بعدها بشهور قليلة، التحقت الأم مع أطفالها بالزوج في بيروت، ليقيموا في إحدى شقق المهجرين في الضاحية الجنوبية، وقد زادت عائلتها فردا ذكرا جديدا. أربعون يوماً فقط هو العمر الذي عاشه الطفل الرضيع في حضن أمه التي ولدته قبل أن ترديها شهيدة واحدة من عبوات الغدر المتنقلة في شوارع الوطن الممزق آنذاك. فخلّفت وراءها عائلة مؤلفة من خمسة أطفال أكبرهم لم تتجاوز أعوامها العشرة بعد، وأصغرهم طفل بأيامه الأربعين، وما بينهما أطفال ثلاثة لم يكونوا يدرون حجم الخسارة.. وزوج مفجوع. تريث الوالد لأشهر طويلة، قبل أن يبدأ بالتفكير بمغامرة زرع «خالة» للأولاد في البيت، على ما تحمله الكلمة من مورثات سوداوية بين العوام وفي المجتمعات. ولكن، للأولاد الخمسة حملهم الثقيل الذي لا تقدر عليه إلا الأم. وبعدما ارتضى الفكرة، أشير عليه بطرق باب أهل تلك الصديقة العزباء العشرينية نفسها، فطرق الباب وما كان أسرع الجواب. بين ليلة وضحاها، وجدت تلك الصبية نفسها، وهي في عز عمرها الوردي، مسؤولة عن بيت وزوج وفوقهما خمسة أطفال لم يبلغوا الحلم بعد. تخلت تلك الصبية العشرينية فجأة عن كل ما حلمت به، لا عرس ولا حفلة، لا فستان ابيض أو زفة، وحتى انها لم ترتض بشبكة ومهر وخلافه: «أولادك أحق بمالك». رضيت فقط بما أرسلته لها الأم الفقيدة والصديقة الغائبة من هدايا، لقد كنا نحن الهدية التي لم تهد لأحد من قبل. ومرت بعدها سنوات ولا أحلى، على الرغم مما حوته من حلاوة ومرارة حال الأيام مع البشر. فكانت ملاذنا، وأول وآخر ملاجئنا التي نسكن إليها، ربّتنا، ونصحتنا حين احتجنا النصح، وحمتنا حين احتجنا الحماية. فلأننا عشنا في أحضانك، ولأنك ربّيتِ وسهرتِ، لأنك حرمتِ نفسك وأعطيتنا، لأننا لم نفتقد أمنا، لأنك أحببتنا كما أحببت وحيدتك من بطنك، وربما صغيرك، وشقيقنا يشهد بأنك أحببته أكثر، ولأنك كنت الرسالة الأروع، بسبب ذلك كله، وأكثر بكثير، في عيدك، لن أهديك كلمات رقيقة، ولا عبارات حب واعتراف بالجميل، بعيدك وأمام كل العالم، لن أهديك إلا النداء الأحلى والأجمل، «يا أمي المصدر: منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter __________________ آخر مواضيعي 0 رام الله: إحالة وزير الزراعة علـى محكمـة جرائـم الفـساد 0 الإنسان القديم: امرأة منفتحة ورجل منعزل 0 اختاري حقيبة اليد المناسبة لكِ 0 هيفاء وهبي تعايد زوجها على طريقتها 0 هيفاء وهي معجبة برشاقة فيفي عبده... وأناقتها!

03-21-2011, 11:16 PM	#2
moon-light {.::قــمر مــبدع::.} تاريخ التسجيل: Nov 2008 الدولة: lebanon المشاركات: 5,043	*شكرا لك عزيزتي على موضوعك المتميز* *تقبّلي مني كل الإعجاب مع كل التقدير* *تحياتي لعيونكـ* Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter __________________ MoOoOoOoN LiGhT آخر مواضيعي 0 السيد نصرالله لا ينفي او يؤكد حصول المقاومة على دفاع جوي 0 اكتشاف قبر القديس فيليب أحد رسل السيد المسيح الـ12 في جنوب تركيا 0 اتحدى أحد ماسواها 0 هاوي تصوير 0 أقوال أعجبتني ‎(2)‏

03-22-2011, 01:47 PM	#3
لؤي مغترب قـمر جـديد تاريخ التسجيل: Feb 2011 المشاركات: 19	شو هيدا؟ وفاء ام توفيق ام وفاق؟ رائع رائع رائع اجعليني تحت قدميك امي,,,فلن اكون جنة Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter آخر مواضيعي 0 شقه في البقاع /جلالا خلف مستشفى البقاع 0 فيروز وانا

03-22-2011, 05:57 PM	#6
layali ::قـمر نـشيط:: تاريخ التسجيل: Nov 2010 المشاركات: 235	كلامك هذا معزوفة لم تلدها هذه الأم التي لم تلدني Share Share this post on Digg Del.icio.us Technorati Twitter آخر مواضيعي 0 مركز نادر صعب" للتجميل . . فندق أم مستشفى؟ 0 سؤال ونقاش 0 المحــادثــة . . فــــن 0 لماذا أصبح "الزواج" . . كلمة ترعب شباب لبنان ! 0 شب وصبية للفنانة أميمة الخليل

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
ما الأمور التى ينشغل بها كل برج؟	Honey Girl	عالم الابراج	3	06-28-2011 10:56 AM
ان البي موجوع	3abod	خواطر الاعضاء	3	08-15-2009 06:22 PM
بحيرة طبريا تكشف لنا عدد شعب بأجوج ومأجوج	عبدالرحمن شهري	منتدى قمر لبنان العام	2	06-23-2009 10:53 AM
سيدتي ..... التي أحبها	attractive -one	خواطر الاعضاء	12	03-10-2009 10:48 AM
تلك التي...	majed	خواطر الاعضاء	1	12-30-2008 12:02 AM