منتديات ليب مون

توفّي رئيس غرفة البداية في المحكمة الخاصة بلبنان الهولندي بيرت سوارت بعد صراع مرير مع مرض عضال دفعه إلى ترك منصبه الأوّل من نوعه والأعلى مكانة في مسيرته القضائية، مطلع شهر شباط 2011، من دون أن يتسنّى له ترؤس أيّة جلسة لهذه المحكمة المولجة بالشروع في المحاكمات العلنية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في شهر أيلول، أو شهر تشرين الأوّل 2011، إذا ما صدر قرار الاتهام في موعده ومن دون أيّة معوّقات تستدعي التأخير بعض الشيء.
وقد أصدرت المحكمة الخاصة بلبنان بياناً نعت فيه القاضي سوارت، «ببالغ الحزن والأسى»، وهو «الذي رافق عمل المحكمة منذ نشأتها، ولعب دوراً حاسماً في وضع أطرها القانونية».
واعتبرت المحكمة رحيل سوارت «خسارة كبيرة للمجتمع الدولي القانوني عموماً، وللمحكمة خصوصاً»، وقالت إنّه «سيبقى في الذاكرة كأكاديمي وقاض بارز ساهم مساهمة قيّمة وحكيمة في مجال العدالة الجنائية الدولية، وسيفتقد زملاؤه حكمته، وخبرته، وتفانيه».
وذكر البيان أنّ الوفاة ناتجة عن «صراع طويل مع المرض»، ناقلاً لزوجته وعائلته وأصدقائه تعازي «رئيس المحكمة، القاضي أنطونيو كاسيزي، وجميع الموظفين»، من دون أن يغفل الإشارة إلى أنّ «البحث يجري حالياً عن قاض بديل للقاضي سوارت».
وكانت معلومات غير مؤكّدة تحدّثت عن أنّ استقالة سوارت جاءت لأسباب «أخلاقية – مهنية»، ما دفع المحكمة إلى إصدار بيان في 3 شباط 2011، توضّح فيه أنّ دافع الاستقالة هو إصابة سوارت «بمرض خطير وطويل الأمد».
وسوارت هولندي الجنسية، درّس القانون في جامعة نيميغن في بلاده بين عامي 1959 و1964، وجامعة بواتييه في فرنسا بين العامين 1964 و1965، وعمل أستاذاً للقانون الجنائي والإجراءات الجنائية في جامعة اوتريخت الهولندية بين عامي 1980 و1996، وأستاذاً محاضراً في القانون الجنائي الدولي (كرسي فان هامل) في جامعة أمستردام في العام 1996. وشغل منصب عضو في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم منذ العام 1994، وعضو في الرابطة الدولية للقانون الجنائي منذ العام 1999، وعضو في هيئة تحرير مجلة العدالة الجنائية الدولية، وعضو في لجنة تسليم المجرمين وحقوق الإنسان التابعة لرابطة القانون الدولي بين عامي 1972 و1997.
وتسلّم سوارت المراكز القضائية التالية:
1- قاض في الشعبة الجنائية التابعة لمحكمة الاستئناف في أمستردام منذ العام 1996.
2- عضو في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة (ICTY) حيث كان قاضي المخصّصين منذ الأوّل من كانون الأوّل 2003 ولغاية 16 آذار 2006.
3- يعتبر تعيينه رئيساً لغرفة البداية (غرفة الدرجة الأولى) في المحكمة الخاصة بلبنان الأبرز في حياته، وتضمّ هذه الغرفة ثلاثة قضاة، أحدهم لبناني هو القاضية ميشلين بريدي، والاثنان الباقيان أجنبيان كان سوارت احدهما، كما عيّن القاضي اللبناني وليد عاكوم عضواً احتياطياً فيها.
وينتظر أن يبادر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تعيين خلف للقاضي سوارت في وقت قريب بعدما تقوم لجنة ثلاثية بدرس ملفّات عدد من القضاة الأجانب لاختيار الأفضل بينهم تمهيداً للوصول إلى مقرّ المحكمة في ضاحية لايدسيندام في مدينة لاهاي الهولندية واستلام مركزه والاستعداد للانطلاق في المحاكمات