الخطر الأكبر بعد الثورة - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-14-2011, 07:54 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي الخطر الأكبر بعد الثورة

صبر الشعب المصري كثيرا على الفقر والفساد، ولكنه بقي قادرا على التعبير بحرية نسبية قياسا إلى شعوب عربية عديدة. وحين ضاق ذرعا نزل إلى الشوارع، ودك حصن النظام المترهل أصلا بالفعل، بالعمر والمرض والفساد والنهب العام، رغم كل ما كان يقال حول ثباته. ولكن ينبغي ألا ينساق المصريون والعرب خلف النوايا الطيبة، ذلك أن المرحلة المقبلة هي الأساس، وهي الأصعب لتفكيك العقليات قبل الأنظمة، ولتقديم مصالح الشعوب العربية على المصالح الأميركية والأجنبية.
يظهر من خلال التسريبات الأميركية الأخيرة، أن واشنطن طلبت فعليا من حسني مبارك التنحي عن السلطة، حين بدا أن حركة الشارع ذاهبة إلى أقصاها، ونسقّت مع الجيش المصري للضغط في هذا الاتجاه. ويجب ألا ننسى أن رئيس أركان حرب الجيش المصري سامي حافظ عنان كان في واشنطن مع بداية الأزمة، ولكن الجيش انتظر كما انتظر الأميركيون بضعة أيام قبل أن يقرر الانحياز ولو بخجل في بداية الأمر إلى جانب الشارع، ثم أعلن لاحقا صراحة اندماجه مع ميدان التحرير والثوار.
ويظهر أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين نسقّت هي الأخرى مع الجيش للمساهمة في رحيل مبارك، من دون خروج الأوضاع الأمنية عن ضوابطها، وسوف توضح الأيام المقبلة نتائج الاتفاق الضمني الذي بوشر بين «الإخوان» وعمر سليمان واستكمل مع المؤسسة العسكرية، وإلا فما الذي يدفع «الإخوان» للمجاهرة بقبول حد أدنى من المكاسب السياسية بعد انتصار الثورة؟
إن مراجعة علمية لمعظم الانقلابات والثورات والخضات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، بما في ذلك ثورة 23 يوليو المجيدة بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر، تكاد تؤكد بأن الأميركيين كانوا هناك منذ الساعات الأولى يحاولون قطف الثمار، وعقد تحالفات وتمهيد الطريق لبقاء مصالحهم قائمة. فعلوا هذا مع عبد الناصر نفسه، لكنه سرعان ما يئس منهم وذهب صوب السوفيات، ثم فعلوه ونجحوا إلى حد كبير مع أنور السادات ثم مبارك.
الأرجح أن شهورا عديدة، لا بل سنوات، ستمر قبل أن يعرف المصريون والعالم ما الذي جرى في كواليس السياسة بين أميركا والجيش المصري فيما كان الشبان الثوار يدفعون بالدم ثمن مواقفهم الرائعة في ميدان التحرير، وقد يكتشف المصريون والعرب أيضا أن إسرائيل كانت تتابع عن قرب مسار التوجيهات الأميركية لكي لا تفلت مصر مما رسموه لها منذ اتفاقية «كامب ديفيد».
ولو دققنا في تصريحين اثنين فقط، الأول صدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمثابة «البيان الرابع» والثاني ترحيب جماعة الإخوان المسلمين، يمكن لمس بعض الخطوط العريضة للاتفاقات التي رسمت بعيدا عن شبان ميدان التحرير، فالجيش أكد في بيانه انه ملتزم التزاما كاملا بكافة الالتزامات والمعاهدات الإقليمية والدولية (أي بالمصالح الأميركية واتفاقية السلام الإسرائيلية ـ المصرية)، و«الإخوان» رحبوا بكلام الجيش وأكدوا أنهم لا يطمحون للسلطة ولن يرشحوا أيا من أعضائهم لرئاسة الجمهورية، ولا هم راغبون بالحصول على الغالبية النيابية. هذه التصريحات لا تأتي عادة من العدم أو بصورة عفوية. ماذا يعني ذلك؟
يعني أن الخط البياني لما بعد الثورة بدأ يُرسم بدقة، وان الجيش بالدرجة الأولى هو الذي يرسمه بالتنسيق مع بعض القيادات المصرية الداخلية، وفي مقدمهم «الإخوان». فالمعادلة بين الطرفين هي التي قامت في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، وعرفت تحالفات وتناقضات وتقاربا وصراعات واقتتالا وسجونا.
لقد كان هدف شبان ميدان التحرير ورفاقهم في الثورة المصرية المجيدة، إسقاط مبارك ونظامه والأربعين حرامي الذين أفقروا الشعب وأفسدوا مؤسسات الدولة وجزءا كبيرا من الإعلام، وقد نجح هذا الرهان نجاحا باهرا أثلج قلوب المصريين وجل الشعوب العربية والعالم، ولكن هل التهليل العربي من قبل المثقفين والسياسيين والصحافيين ورجال الفكر والثائرين، بعودة مصر إلى العرب وعودة العرب إلى القلب النابض للعروبة عقلاني فعلا؟ أم أننا مرة جديدة ننساق خلف النوايا الطيبة؟
لا شك أن عودة مصر إلى الوراء صعبة، ولا يمكن مطلقا تكرار تجربة مبارك وحاشيته في الحكم، ولكن هل ستسيل في مصر فجأة انهار اللبن والعسل، فيتحسن الاقتصاد، وتعم الديموقراطية، وتستعيد العروبة مداها، وتصبح مصالح الشعب المصري مصانة بغض النظر عن مصالح الغرب، ويصبح المصريون قادرين على النزول إلى الشوارع مطالبين بوقف معاهدة السلام مع إسرائيل؟
من الصعب تخيّل ذلك أو توقعه في المستقبل المنظور، فثمة عوامل عديدة ستلقي بظلالها الثقيلة على مرحلة ما بعد الثورة، ومنها:
ـ إن إسرائيل، ووثائق «ويكيليكس» شاهدة على ذلك، لا تزال تنظر إلى الجيش المصري نظرة عدائية، وتخشى من دوره ومن تسلحه وتعاظم قوته، فمن الضروري إذا إبقاء بؤر إضعافه قائمة.
ـ إن الولايات المتحدة ستعمل جاهدة مهما كلفها الأمر من مساعدات ورعاية لإبقاء الجيش حليفا لها وإبعاد شبح الإسلاميين قدر الإمكان عن الحكم، خصوصا أن أنظمة أخرى تناهض أميركا وتنجح في المنطقة، على الأقل حتى الآن.
ـ إن جماعة الإخوان المسلمين، التي ساهمت في الثورة بكثير من الذكاء وعدم البروز جهارا، تجد الفرصة سانحة لتعزيز دورها في الحكم، ولذلك أصرت ونجحت في الحصول على رفع حالة الطوارئ وتعزيز الحريات وتشريع إقامة الأحزاب، وهي لو اوحت الآن بقبولها بحد أدنى من المكاسب، فلا شيء سيمنع رفع مستوى مطالبها لاحقا.
ـ إن التيار العروبي القومي، والذي تراجع كثيرا في عهدي السادات ومبارك، سيحاول قدر الإمكان الدفع باتجاه إلغاء المعاهدة مع إسرائيل، أو على الأقل التشدد حيالها والوقوف إلى جانب الفلسطينيين.
ـ إن الأنظمة العربية التي لا تزال تدور في الفلك الأميركي، والتي ساهم بعضها تاريخيا في ضرب جمال عبد الناصر في أوج زعامته والتآمر عليه، ستسعى بكل ما لديها من إمكانيات لإبقاء مصر في صفوفها وفي المدار الأميركي الغربي.
ـ في ظل استمرار التأزم العالمي اقتصاديا، سيكون من الصعب توقع حلول جذرية لمشكلة الفقر والبطالة، وإنما أقصى ما يمكن انتظاره هو جرعات اقتصادية هنا وهناك، توحي بأن القطار عادة يسير على سكته الطبيعة، وهو في الواقع يترنح يمينا وشمالا فقط. ولا يجب إغفال المصالح الاقتصادية الكبيرة لطبقة من المصريين ستجد نفسها مضطرة لإقامة العوائق والحواجز أمام أي تغيير اقتصادي جذري.
فهل ننام على حرير النوايا الطيبة، ونقول إن الثورة انتصرت؟ نحن على الأرجح أمام معركة نجحت، ولكنها في نهاية الأمر مجرد معركة في حرب طويلة قد تكون شرسة جدا






__________________
آخر مواضيعي

0 مضادات الجيش تتصدى لطائرات معادية
0 طرق بسيطة لحل مشكلة الاسمرار في المناطق الحساسة
0 حالات التسمم إلى ازدياد في عكار
0 اعرف الحالة الاجتماعية لاصدقائك عن طريق موقع "فيسبوك"!
0 «الزيدي»... عنوان مسرحية هندية

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فرنسا على أبواب الخطر Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-13-2011 05:56 PM
بيروت وضواحيها الأكثر تضرراً والمناطق الأكثر تأثراً بانعكاسات التوترات السياسية Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 10-18-2010 04:16 PM
هل فعلا الناس الأكثر ضحكا هم الأكثر حزنا..؟؟؟ كاترين النقاش والحوار 6 11-11-2009 11:44 PM
هل فعلا الناس الأكثر ضحكا هم الأكثر حزنا..؟؟؟ الربيع النقاش والحوار 7 01-28-2009 08:26 PM
احذر.. الخطر تحت أصابع يديك زينب الطب والصحة 13 11-08-2008 01:06 PM


الساعة الآن 08:37 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.