منتديات ليب مون

يبدو أن الرياح الحكومية قد حسمت اتجاهها نحو تشكيل «حكومة أكثرية»، بعدما فشلت المشاورات التي أجراها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع قوى «14 اذار» في فتح الباب امام مشاركة تلك القوى في الحكومة الجديدة.
ومع وصول تلك المشاورات الى الحائط المسدود، تعود عجلة المشاورات الى التحرك على خط واحد ضمن مساحة الاكثرية الجديدة، متحالفة مع «كوكتيل وسطي» يضمّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نفسه ومعه الوزير محمد الصفدي والنائب تمام سلام والنائب وليد جنبلاط الى حد كبير.
وكانت اللقاءات التي أجراها ميقاتي لم تنجح في تذليل ما وصفت بـ«العقد التقنية» الماثلة في طريق التأليف ولا سيما ما يتصل بنسبة التمثيل الرئاسي الذي لم يخرج بعد من دائرة التجاذب بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون، وكذلك الأمر بالنسبة الى الحقائب السيادية حيث لم تخرج بعد حقيبة الداخلية من حقل التجاذب ذاته، بالإضافة الى النقاش الهامس حول وزارة المالية وسط حديث عن أن شهية رئيس المجلس النيابي نبيه بري مفتوحة عليها.
ولوحظ أن ميقاتي كثف في الساعات القليلة الماضية مشاوراته، مع المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل هاتفياً، ومع المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الذي زار الرئيس المكلف موفداً من بري ناقلاً ما قيل إنها أفكار، ولكن من دون التطرق إلى أسماء كما نقل عن النائب خليل. وكذلك اللقاء الأخير المعلن مع الوزير جبران باسيل. وتحدثت مصادر واسعة الإطلاع عن حركة اتصالات مكثفة أدرجتها في سياق «أسبوع الحسم» لتوليد الحكومة.
وقالت مصادر الرئيس المكلف إنه بدأ أمس، في البحث الجدي في توزيع الحقائب وتسمية الوزراء وفق ثابتتين، الأولى، ممارسة حقه الكامل في تسمية الوزراء بصفته الرئيس المكلف، والثانية، احترام دور رئيس الجمهورية سواء في التسمية أو في تشكيل الحكومة.
وعلمت «السفير» أن ميقاتي اتصل بعد ظهر أمس، بالرئيس أمين الجميل، ثم أرسل إليه موفداً من قبله، وبحسب مصدر كتائبي مطلع، فإن ميقاتي ابلغ الجميل «جواباً سلبياً» يفيد بصعوبة تلبية مطالب قوى «14 آذار»، سواء ما يتصل بموضوع المحكمة الدولية والالتزام بها وسلاح المقاومة (ضمن البيان الوزاري)، أو ما يتصل بنسبة تمثيل هذه القوى في الحكومة.
وفيما سارع الجميل الى عقد مؤتمر صحافي وإعلان فشل المفاوضات مع ميقاتي، محذراً من عواقب اللجوء الى حكومة أحاديّة فيها إلغاء لدور رئيسي الجمهوريّة والحكومة، قال مصدر كتائبي لـ«السفير»: ليس الرئيس المكلف من أقفل الباب، إنما 8 آذار هي التي فعلت ذلك، فقد كان الرئيس المكلف راغباً في تشكيل حكومة جامعة، وقد تلقينا أجوبة سلبية على كل المطالب.
ومساء زار الجميل، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، الذي كان قد عقد لقاءً نهارياً مطولاً مع النائب تمام سلام المطروح اسمه بصورة شبه نهائية للمشاركة في حكومة ميقاتي.
نصرالله للتضامن مع الشعب المصري
من جهة ثانية، وفي كلمة له في الاحتفال التضامني مع الشعب المصري الذي أقيم في حديقة الغبيري – الجناح، بعد ظهر امس، بدعوة من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، اعلن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التضامن مع الثورة الشعبية في مصر ضد نظام حسني مبارك. ودعا الى التضامن مع الشعب المصري معتبراً أن ما يقوم به هذا الشعب عظيم جداً ومفصل من أهم مفاصل تاريخ هذه الأمة والمنطقة. وقال مخاطباً ثوار مصر «إن انتصاركم سيغيّر وجه منطقتنا بالكامل لمصلحة شعوبها كافة وخاصة في فلسطين».
اضاف: أنتم تخوضون اليوم معركة الكرامة العربية، وإن ما قمتم به حتى اليوم لا يقل أهمية عن الصمود التاريخي للمقاومة اللبنانية في حرب تموز عام 2006 وللصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة عام 2008.
وتابع «إن شعوبنا المظلومة اليوم، تعلّق عظيم الآمال عليكم وعلى ثباتكم وعلى انتصاركم الحاسم. ونحن واثقون، من قدرتكم الهائلة على صنع التغيير ونتطلع إلى اليوم الذي تستعيدون فيه لمصر موقعها القيادي التاريخي والمتقدم في حياة الأمة والمنطقة». وأكد وضع كل الإمكانات بتصرف مصر وشبابها وقال: ليتنا نستطيع أن نكون معكم، ويشهد الله أنني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدّم دمي وروحي كأيّ شاب في مصر من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبــلة.