الثورة: «صبر» مصريّ من نوع آخر - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


قديم 02-08-2011, 04:21 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي الثورة: «صبر» مصريّ من نوع آخر

أرسل الرئيس الأميركي باراك اوباما بطاقة معايدة للثورة، ومضى بعيدا عنها إلى حدّ العداء، فالثورات لا تفاوض ولواشنطن تاريخ في سحل الثورات على طاولات المساومة. أما الذين كانوا يعارضون الطاغية طمعا في بعض من سلطته، فهم أصلا خارج دائرة الثورة، مهما خدعت المحللين ظواهرهم الراديكالية. المواجهة هي الآن صافية، بين أنقى ما في الثورة، وأبشع ما في النظام. بين التغيير الذي قد بدأ، وخرافة «المواطن العادي» التي تبيعها السلطة لحماية نفسها من التاريخ. بدأت معركة النفس الأطول، لكن الزمان لا يتوقف بأمر أحد.
الحصار الخفيّ
وفيما تحاول الحكومة الضغط في اتجاه إعادة الأمور إلى «وضعها الطبيعي»، وكأنّ الديكتاتورية البوليسية الفاسدة من الطبيعة في شيء، يقول الناشط حسام الحملاوي صاحب مدّونة «عرباوي» (arabawy.org)، لـ«السفير» إن المرحلة دخلت في «معركة تكسير عظام، وتحاول السلطة دقّ اسفين بين ميدان التحرير حيث يعتصم الثوّار، والأحياء المحيطة بالميدان»، موضحا أن الحكومة تحاول «إلقاء اللوم على الشباب المعتصم، بشأن حالة الشلل في البلاد، عبر حملة إعلامية شرسة. وكأننا نحن من أمر بإغلاق المصارف، وإطلاق المجرمين من السجون وسحب العناصر الأمنية، وقطع الانترنت».
وتنقل الطالبة المصرية الثائرة سارة احمد فؤاد، خلاصة النقاشات في ميدان التحرير حول فهم تكتيك السلطة، لـ«السفير» بقولها إن «النظام بعد أن فشل تماماً في التعامل مع الثوار قرر أن يلعب معهم اللعبة الأكثر قذارة والتي يحترفها ويجيدها ببراعة، لعبة النفس الطويل. هو يتركنا قابعين في الميدان، ويقفل علينا، ويحسسنا بالانعزال، يجعل الدنيا تمشي من حولنا ونحن معتصمين داخل الميدان، ونحس تدريجيا بان الدنيا تتحرك من حولنا ونحن بقينا لوحدنا. البعض سيتعب، والبعض الآخر سيملّ، وعندها تنتهي الحكاية، وستغادر الناس بنفسها».
لكنّ سارة تؤكد أن «الجميع في الميدان متكيفون مع هذه الفكرة، ولن نغادر قبل تحصيل مطالبنا»، واصفة «ميدان الشهداء» بأنه «متحرّر مما تعاني منه مصر كلها». وتقول «يحاول الكثير من المصريين ان ينكر الحقيقة ويغمض عينيه عن مساحة كيلومتر محررة من ارض الوطن، ترفع راية الصمود وتسعى وراء الكرامة للوطن وشعبه. لكن الاحرار الذين قابلتهم في الميدان ما زالوا على موقفهم بانه لا تراجع لحين سقوط الطاغية ولا مجال للقبول بالحلول الوسطية التي ستزول بمجرد اخلاء الميدان من ناسه الاحرار، وان الفرصة الوحيدة لصنع مستقبل جديد كريم متاحة امامنا فلا يجب ان نتركها تضيع».
المؤرخ المصري عاصم الدسوقي، العميد السابق لكلية الآداب في جامعة حلوان، يرى «أن ما يميّز هذه الثورة هو تقدمها بالحد الأعلى من المطالب، وهم بالتالي رافضون لمبدأ الحوار. لأن الحوار يعني مفاوضات، وعندما تدخل في مفاوضات يكون لديك الاستعداد لتقديم تنازلات». ويجزم الدسوقي لـ«السفير» بأن الشباب نواة الثورة المصرية يتمتعون «بقدر كبير من الوعي، يدركون مرمى خطواتهم، ولن ينصرفوا لحال سبيلهم».
في الوقت نفسه لا يرى الدسوقي أي وسيلة للتنبؤ بما سيحدث، مشيرا إلى أن السيناريو الدموي، ليس مستبعدا تماما، إذا قررت السلطة إنهاء الثورة بأي طريقة ممكنة. غير أنّ الثورة لا يحدّها إطار جغرافي، ولا عمل ميداني واحد، بل هي ريح تغيير تقلب الطاولة على الأمر الواقع كلّه، وتشرّع الأبواب أمام مطالب كل المظلومين.
شرايين الثورة
حسام الحملاوي يتطلّع إلى ذراع أساسية للثورة، هي ذراع العمّال. ويوضح لـ«السفير»: «نحن محتاجون إلى المدد. وباعتقادي أن ما سيجعل الدفّة تميل لصالحنا، هو بدء الحركة العمالية بالاحتجاج والمطالبة، لأن العمال شاركوا في تحركاتنا حتى الآن لكنهم لم يشاركوا بصفتهم عمالا»، مستبشرا خيرا بتحركات احتجاجية قطاعية عديدة سجّلها الشارع المصري أمس، أبرزها تظاهر موظفي الجامعة العمالية، وهي بمثابة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، و«مسيطر عليها تماما من قبل النظام». وقام المتظاهرون باحتجاز نائب رئيس الجامعة مصطفى منجي وطالبوا باستقالته فورا، فطالب منجي الجيش بانقاذه، لكن الأخير رفض كما يؤكد حسام، «مما استدعى تدخل الشرطة التي اكتفت بإخراج منجي من المقر دون المساس بالمتظاهرين». كما بدأ العمال في عدد من الشركات الكبرى، كالنسيج في السويس والاسمنت وغيرها إضرابا، فيما يأمل الحملاوي في إضراب لعمال قناة السويس كاداة ضغط كبرى على النظام.
ويقارن الحملاوي في هذا السياق، بين التجربتين الثوريتين العربيتين، في تونس ومصر، إذ يشير إلى الدور الريادي الذي لعبته النقابات في تونس، لأنها تتمتع باستقلالية نسبية تاريخيا، فيما تعاني النقابات العمالية المصرية من السيطرة الكاملة للسلطة والتواجد الضعيف للأحزاب اليسارية. لذلك يدعو الحملاوي إلى مؤازرة من القوى العمالية العربية، لحثّ العمال المصريين على التحرك بشكل منظم مناشدا النقابات اللبنانية، اتخاذ كل الخطوات الممكنة لدعم الثورة المصرية.
من جانب آخر، يشير الحملاوي إلى دور الإعلاميين الذين تركوا نقيبهم المقرب من السلطة يفرّ إلى مكتبه بالأمس، بعدما حمّلوه مباشرة مسؤولية استشهاد زميلهم أحمد محمود. ويؤكد وجود حملات توقيعات بين الإعلاميين في هذا الاتجاه، كما مبادرات في أوساط المحامين والحقوقيين والعاملين في السلك القانوني.
هكذا، ينبض قلب الثورة في ميدان التحرير، ليضخّ في شرايين البلاد كلّها دما جديدا من شأنه أن يهدم نظام الفساد والقمع، عبر استنهاض أبرز محاور الحياة العامّة، كمحور العمّال والإعلام والقضاء وغيرها. وفي النبض هذا دليل على أن ثورة ما قد نجحت. ثورة داخلية في «النفس المصرية»، تنقل موقع «الصبر المصري» من السكوت على الظلم، إلى الثبات في مواجهته.
واقع جديد
وتقول سارة لـ«السفير» إن «الثورة تتحول من فعل تظاهرات وحركات وشعارات وهتافات، الى أسلوب حياة يبدأ بتغيرات تطرأ على نفس الثائر، ثورة تبدأ من داخل الفرد، ثم تفيض الى خارجه، لتصبح الثورة طريقة تفكير واسلوب حياة، وبذلك تتحول الثورة من مجرد حلم تحقق منه جزء، الى فعل ارادة ينعكس على السلوك. حتى لو خسرنا معركة الميدان، وان كنت اشك في ذلك، فلدينا ساحات اخرى للنضال، وسيتحقق لنا النصر فيها كما تحقق يوم كسرنا حاجز الصمت والخوف وهتفنا جميعاً للحرية والكرامة والعدالة»، وتضيف بلهجة الحزم «كل فرد شارك في الثورة تغير جزء من داخله بما يلائم الحدث الجلل الذي عايشناه، هذا الجزء الذي تغير هو المكسب الحقيقي للثورة».
المؤرخ الدسوقي يعاضد هذه القراءة في حديثه لـ«السفير»، إذ يعتبر أن الثورة أحدثت «انتقالا في الوعي الجماعي المصري، وانتجت إعادة تقييم للشخصية المصرية. فالصبر والاستسلام اللذان كانا من الأمثلة التي تضرب في المواطن المصري، لم يعودا حقيقة بفعل الثورة». أما حسام الحملاوي فيعطي تقييما مغايرا للديناميكية المصرية، معتبرا أن الحديث عن سمة في طبيعة المصري تدفعه إلى التخاذل والخضوع، هو ضرب من العنصرية، «فالمقاومة لم تتوقف في مصر. فكان هناك إضراب كلّ يوم، وتظاهرة، أو نكتة، لكن الإعلام الحكومي يصمت تماما عن كل هذا».
كما يتحدّث حسام من ميدان التحرير عن التغيير الناتج عن الثورة في المجتمع المصري، بقوله إن «الناس تتشجع، وعناصر الشرطة الذين عادوا جزئيا، كشرطة المرور مثلا، صاروا ينظرون أرضا، ويهابون الناس، بخلاف ما كان يجري سابقا». ويشير إلى «إحساس جديد بالانتماء. إحساس بأن هذه بلادنا»، مضيفا «إن مصر سيئة السمعة في قضية التحرش الجنسي، ومنذ 14 يوما لم يحدث تحرش واحد هنا. ناهيك بموضوع الطائفية، فقد رأى العالم، الوحدة الحقيقية بين الأقباط والمسلمين».
«الثورة لن تموت» تؤكد سارة، «لأنها حية في كل واحد منّا». مقولة قد تصح في دائرة أوسع من مصر نفسها، لأن الشبّان المسالمين الذين تمكنوا من الوقوف في وجه زبانية النظام المسلحين، خلال حرب شوارع دامية اكتفوا منها بموقع الدفاع والثبات، وبلغوا الوعي الكفيل بإحباط مناورات الوجه السياسي للسلطة المتقنّعة بـ«الحوار»، قد أثبتوا لشباب العرب، أنّ باستطاعته استرداد شارعه من بلطجية الوضع القائم بتعدد أسمائهم وهمجيتهم، وتحرير ميادين سياسته من مسرحيي السلطة.
الثورة في خطر، لكنّ الثوّار بخير.






__________________
آخر مواضيعي

0 بعد مرور 64 سنة.. وصلتها الرسالة البريدية صدفة!
0 اجتياح أمني واسع للعراق: 450 قتيلاً وجريحاً في 30 هجوماً
0 زحلة: اختطاف عروس من عريسها
0 زغـرتـا تـحـتـفــل بـحــدثـهـا الـتــاريـخــي
0 صور رائعة للممثلة ميس حمدان

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخر نكت الثورة العربية moon-light نكت لبنانية Lebanese Jokes 14 04-13-2011 01:15 AM
أخر تطورات الثورة المصرية moon-light منتدى قمر لبنان العام 30 02-17-2011 01:29 AM
الثورة تلامـس دول الـخلـيـج Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-10-2011 12:48 PM
عن 4 حركات ساهمت في الثورة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 02-04-2011 05:49 PM
الثورة ثروة.. الغجرية خواطر الاعضاء 1 02-01-2009 11:20 AM


الساعة الآن 11:15 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.