منتديات ليب مون

أعلن الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر عن تعديلات كبيرة في صفوفه امس الاول حيث تقدّمت هيئة مكتب الحزب وكبار القياديين فيه باستقالتهم، بما في ذلك أمين لجنة السياسات جمال مبارك، وهو ما استقبلته حركة الاحتجاج بتجاهل.
وكانت الهيئة تضم إضافة الى الرجل الثاني جمال مبارك، الامين العام صفوت الشريف، أمين الاعلام علي الدين هلال، وأمين التنظيم احمد عز الذي استقال قبل بضعة أيام، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي ووزير الدولة للشؤون القانونية وشؤون مجلسي الشعب والشورى مفيد شهاب.
وفيما تراجعت قناة «العربية» الإخبارية عن نبأ سابق قالت فيه إن الرئيس حسني مبارك استقال من رئاسة الحزب، ذكر التلفزيون الحكومي المصري أن هيئة مكتب الحزب قدمت استقالتها وأن رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في أمانة السياسات وعضو الامانة العامة للحزب حسام بدراوي سيشغل منصب الأمين العام.
بذلك، أصبح بدراوي، الاستاذ في كلية الطب، الذي ينظر إليه على انه أكثر قدرة على الانفتاح تجاه المعارضة، من جمال مبارك والمقربين منه الذين عملوا على جعل البرلمان يميل لمصلحتهم، الرجل القوي الجديد في الحزب. ويبدو ان جمال الذي كان قبل 15 يوما فقط، المرشح الاوفر حظا لخلافة والده، فقد فرصه في مواجهة الثورة الشعبية وسيطرة المؤسسة العسكرية التي لا تخفي رأيها السلبي في الرجل المصرفي الذي لم يؤدّ خدمة الجيش.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل سعيد انه «تم تعيين رجل أكثر انفتاحا في مكان قادة الحزب الوطني الديموقراطي المكروهين»، مضيفا ان هذه الخطوة «تبعد جمال عن طموحاته لخلافة والده» وقد تضعف الرئيس نفسه «الذي كان يعتمد على ابنه في علاقاته مع الحزب».
ووصف المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور الاستقالات بأنها «خطوة إيجابية»، ولكنه قال إن الإدارة الأميركية تتطلع إلى «خطوات إضافية».
ولم تؤثر الاستقــالات على المحتــجين. وقال بلال فتــحي (22 عاما) وهو عضو في الحركة الاحتجــاجية إن هذه ليست مكاسب للمتظاهرين لكنها حيلة من جانب النظام، مضيفا ان هذا لا يفي بمطالب المتــظاهرين، فيــما رأى القيادي في جماعة «الاخوان المسلمين» محمد حبيب ان هذا الإجراء «محاولة لتحسين صورة الحزب ولكن لن تغني عن الهدف الحقيقي للثورة وهو إسقاط النظام بدءا باستقالة الرئيس مبارك»، مضيفا «إنها محاولة للالتفاف على الثورة وكسب الوقت».