منتديات ليب مون

اعتبر رئيس مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة الدكتور نبيل سلام أنّ جميع حالات الإنفلونزا المسجّلة في لبنان هي من نمط فيروس أنفلونزا «أتش 1 أن 1».
وأكد أن «الانتشار الواسع للفيروس في الفترة الراهنة، بين الأشخاص في مختلف المناطق اللبنانيّة، لا يستدعي مظاهر هلع أو خوف، خاصة بعدما أصبح فيروس «أتش 1 أن 1» جزءاً من الإنفلونزا العاديّة الموسميّة التي تسجّل كلّ عام في لبنان في موسم الشتاء».
وكانت رئيسة «منظمة الصحة العالميّة» الدكتورة مارغريت شان، قد أعلنت في آب 2010، أنّ «فيروس أنفلونزا «أتش 1 أن 1» انتقل إلى مرحلة ما بعد الوباء، حيث انتشر الفيروس في العديد من البلدان، وطوّر الأفراد من مختلف الفئات العمريّة ومن مختلف البلدان نوعا من المناعة ضدّ هذا الفيروس الجديد. واستناداً إلى الأدلّة والبراهين، يعتبر وباء إنفلونزا «أتش1 أن 1» في طور الانتقال إلى أنماط الإنفلونزا الموسميّة».
وبحسب «منظمة الصحة العالميّة»، تشبه علامات الأنفلونزا من نمط «أتش1 أن1» علامات الأنفلونزا الموسميّة ومنها الحمى، والسعال، والصداع، وآلام في العضلات والمفاصل، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، فضلا عن التقيؤ والإسهال في بعض الأحيان.
فيلفت الاختصاصي في طب العائلة الدكتور زهيربرو إلى أنّ «معظم حالات الإصابة تسبّب التهابات صدريّة، وخاصة بالنسبة إلى المدخنين ومرضى الربو». وينصح برّو المصاب بالراحة التامة لمدّة ثلاثة أو أربعة أيام، وتناول العصير والفيتامين «س»، وشوربا الخضار باللحوم والأدوية المرتكزة على «باراسيتامول».
في حال اشتداد الأعراض، ينصح برّو بالتوجّه إلى الطبيب الذي، وفق تطوّر المرض، يتخذ قرار وصف المضادات الحيوية أو وصف أدوية مضادة للفيروس كـ»أوسلتاميفير» الذي يسوّق تحت الاسم التجاري «تاميفلو»، وهو متوفّر مجانا في المستشفيات الحكوميّة.
هنا، يشير سلام إلى أنّ «نسب الحالات التي استدعت تناول «التاميفلو» ضئيلة في العام الجاري. و لم يتمّ إجراء الفحص الخاص بفيروس «أتش1 أن1» إلا في حالات استثنائيّة، وتنتظر الوزارة نهاية موسم الإنفلونزا لتبيان العدد الفعلي للمصابين».
يتنقل بالرذاذ المتطاير
ينتقل فيروس «أتش1أن1» من شخص إلى آخر من جراء التعرّض للرذاذ المتطاير الذي ينبعث من الشخص المصاب بالعدوى عن طريق السعال أو العطس وعن طريق الأيدي والمسطحات الملوّثة به.
ترتكز عوامل الوقاية من الفيروس التي تحدّ بنسبة ثمانين في المئة من إمكانية الإصابة، على غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون أو بمحلول كحولي، وتجنّب مخالطة الحالات المشتبه بها، والحدّ من فترة البقاء في الأماكن الحاشدة، وفتح النوافذ لتحسين تدفق الهواء في المنازل.
وفي حال الإصابة، يستحسن التوقف عن العمل لبضعة أيام أو التغيّب عن المدرسة، لحين الامتثال للشفاء بطريقة أسرع وعدم نقل العدوى إلى الآخرين.
التلقيح للأكثر عرضة فقط
أنّ «التلقيح ضدّ الإنفلونزا ضروري فقط للفئات الأكثر عرضة للإصابة، كالأطفال من عمر ستة أشهر إلى خمس سنوات، النساء الحوامل، كبار السن، المصابين بأمراض مزمنة، كالسكري، والربو، وأمراض القلب، والعاملين في القطاع الصحّي».
بينما يفضّل عدم التلقيح في حال وجود الفيروس داخل المنزل، أو بالنسبة إلى الأشخاص المعافين الذين يمكنهم تطوير آليات المناعة الطبيعية الخاصة بهم.
لا هلع في المناطق
يقول مدير الترصد الوبائي في منطقة الهرمل الدكتور أنور علوه، إنّ «نسب الإصابة بالأنفلونزا مرتفعة في الهرمل. في المنازل، وبسبب عدم إمكانية تدفئة جميع الغرف، يتعرّض جميع أفراد العائلة لخطر الإصابة بالإنفلونزا».
ويؤكد أنه «على الرغم من اكتظاظ المستشفيات بالمرضى، تتمّ السيطرة على الحالات، من خلال وصف المضادات الحيوية دون مضادات الفيروس، ولم تسجّل حالات وفاة حتى اليوم».
أمّا في الشمال فيعتبر رئيس مصلحة الصحة الدكتور محمد غمراوي أنّ «الوضع الصحي العام طبيعي، ولم تسجّل حالات خطيرة أو مغايرة لما نشهده في مواسم الشتاء. فيتلقى المرضى النصائح الوقائية والأدوية العلاجية من الأطباء والمستوصفات ومستشفيات المنطقة». ويلحظ الدكتور زاهي الشريف من «مركز لبيب الطبي» في صيدا أن «نسب انتشار الإنفلونزا عاديّة، لا تسبّب حالات من الهلع أو الخطورة، ولا تستدعي إجراءات صحيّة استثنائيّة».
في ساحل المتن، تلفت الصيدلانيّة غادة دندش إلى ارتفاع في نسب الإصابة بالإنفلونزا بين الأطفال والمسنين. وتؤكد على تقيّد الصيادلة بتوجيهات وزارة الصحة العامة لجهة عدم إعطاء الأدوية من دون وصفة طبيّة، إلا في الحالات الشديدة.
في السنوات الفائتة، سبّب انتشار إنفلونزا «أتش1أن1» هلعا صحيّا في العالم.
أمّا اليوم فيلفت برو إلى أنّ «عدد الوفيات الناتج من فيروس «أتش1أن1» في العالم لم يتجاوز عدد الوفيات من جراء الإنفلونزا الموسميّة، وتميزت سياسة وزارة الصحة العامة في لبنان بعقلانيتها في التعاطي مع هذا الوباء