منتديات ليب مون

نجح «تجمع الأطباء في لبنان» بكسر الحصار على قطاع غزة للمرة الثانية عبر معبر رفح في مصر. وتعتبر الرحلة تتمة للزيارة الأولى التي شارك فيها ثمانية أطباء من التجمع، تلتها مجموعة ثانية مؤلفة من اثني عشر طبيب، في النصف الثاني من كانون الأول الماضي وعادت في التاسع والعشرين منه.
ولفت رئيس التجمع د.غسان جعفر، الى أن أهمية الزيارة الثانية تكمن في تلبية الاحتياجات الطبية التي رصدتها المجموعة الأولى. وأشار الى مشاركة أطباء من تخصصات عدة يفتقدهم القطاع ومن بينهم جراحو أطفال، ومختصون في الأمراض نفسية وصيادلة، حملوا جميعًا كمية كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية بتبرع من وزارة الصحة اللبنانية، وسلّموها إلى مستشفيات.
وشرح جعفر «أن الأطباء المشاركين قد أجروا جراحات عدة في مستشفيي الشفاء في غزة والأوروبي في رفح». وتوقف عند خطورة الوضع المأساوي في غزة ، خصوصًا بعدما أعدّت وزارة الصحة الفلسطينية دراسة بالتعاون مع مؤسسة «جازيلا» الايطالية التي تضم باحثين وأخصائيين. وأظهرت الدراسة أن «اسرائيل استخدمت المواد السامة والمسرطنة مع أسلحة الفوسفور الأبيض الحارق، والتي أدت الى حدوث حالات البتور وتفحّم الأجسام والحروق ضد سكان قطاع غزة». وكانت الدراسة أبرز ما حملها معه وفد المجموعة، بعدما تسلّمها من وزير الصحة الفلسطينية د. باسم نعيم، الذي بدوره ناشد «العالم لمساعدة شعب غزة من التخلص من آثار التلوث وتوفير الحماية والرعاية الصحية والعلاج». وأكدّ نعيم في رسالته أن «هناك كارثة إنسانية تهدّد مستقبل سكان قطاع غزة بعد الكشف عن استخدام قوات الاحتلال في عدوانها الأخير لأسلحة محرّمة دوليًا».
وعرضت الدراسة نتائج تحليل العينات البيولوجية التي تم أخذها من أجسام الشهداء والمصابين والمواطنين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير. واستندت على دراسة سابقة لعينات تم أخذها من التربة الفلسطينية ،حيث وجدت فيها مواد سامة ومسرطنة دفعت بالباحثين والعلماء إلى إرجاء المزيد من الأبحاث والدراسات البيولوجية على أجسام الشهداء والجرحى والمواطنين.
وكان وفد المجموعة الثانية قد عقد مؤتمرًا صحافيًا أمس، بدعوة من لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة، في دار الندوة. تحدث أعضاء الوفد عن إصرارهم على الدخول عبر رفح رغم معارضة السلطات المصرية. ووصفوا «الوضع الصحي المزري في غزة، مناشدين الأطباء العرب إلى إقامة مبادرات شبيهة.
ولفتت الصيدلانية الدكتورة عزيزة ابراهيم أنها تولّت مهمة تفقّد صيدليات المستشفيات، وسجّلت أسماء الأدوية المفقودة والقليلة المتبقية في المستودعات. وذكرت الأدوية التي يحتاجها القطاع وهي: أدوية المضادات الحيوية بكافة أنواعها، هرمونات النمو، الأدوية اللازمة للتخدير وقسم الطوارئ والعمليات الجراحية والعناية المركزة، والأدوية المضادة للالتهاب والمسكنات والمهدئات، والأدوية النفسية، وأدوية القلب والضغط، وقطرات العيون وأدوية الربو والجهاز التنفسي.