منتديات ليب مون

ارتكب جيش الاحتلال، أمس، جريمة جديدة، لم يجد لها تبريراً سوى القول إنه كان يقصد ارتكاب جريمة أخرى! حيث قتلت قواته مسناً فلسطينياً في منزله في الخليل، بعدما «أخطأ» هدفاً آخر خلال عملية لاغتيال قيادي في المقاومة الفلسطينية، التي سرعان ما جاء ردها من غزة، حيث قتل جندي إسرائيلي وأصيب أربعة آخرون في اشتباك قرب إحدى المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لوسط قطاع غزة.
في هذا الوقت، انضمت تشيلي إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الشهر الماضي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لتنضم بذلك إلى كل من البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور.
وقتلت القوات الإسرائيلية، فجر أمس، المواطن الفلسطيني عمر القواسمي (65 عاماً) في فراشه، خلال عملية لاغتيال القيادي في المقاومة من حركة حماس وائل محمود سعيد البيطار، الذي يقيم في المبنى ذاته في مدينة الخليل.
وقالت زوجة القواسمي، صبحية، إن الجنود الإسرائيليين داهموا شقته في الطابق الذي يعلو سكن أحد القياديين في حركة حماس، واقتحموا غرفة نومه. وأضافت أنها سمعت أصوات طلقات رصاص، ثم وجدت زوجها راقداً وسط بركة من الدماء.
وأضافت «كنت أصلي عندما دخلوا. لا أعرف كيف فتحوا الباب. وضعوا يدهم على فمي وصوبوا بندقية إلى رأسي. أصابتني صدمة. لم يسمحوا لي بالكلام. سألتهم: ماذا فعلتم؟ فقالوا لي: أصمتي».
وقال نجل الشهيد القواسمي،
رجائي، إن «الجنود الإسرائيليين اقتحموا البيت، ودخلوا غرفة نوم والدي وهو نائم، ثم أطلقوا 13 رصاصة على رأسه، وواحدة على قلبه بدم بارد من دون التأكد من هويته». وأضاف «اعتقدوا أن والدي هو ابن عمتي وائل البيطار الذي يقطن في الطابق الأرضي من المبنى، وأطلقوا عليه النار، ومن ثم طلبوا هويته». وتابع «اخذوا جثة والدي بعد ذلك وسلموها للهلال الأحمر بعد اعتقال وائل البيطار».
يذكر أن البيطار واحد من ستة فلسطينيين ينتمون إلى حركة حماس كانوا معتقلين لدى السلطة الفلسطينية قبل أن تطلق سراحهم أمس الأول بعد وساطة قطرية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وإلى جانب البيطار، اعتقلت قوات الاحتلال المعتقلين الخمسة المفرج عنهم، وهم: مجدي عبيد، أحمد العويوي، مهند نيروخ، وسام القواسمي، ومحمد سوقية.
وفي تبريره لجريمته، أعرب الجيش الإسرائيلي عن «أسفه» لأن «الجنود الذين ذهبوا لاعتقال البيطار قتلوا رجلا في المنزل أثناء المداهمة».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن شكوى قدمت إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخصوص الحادث، مشدداً على أنّ السلطة الفلسطينية تدين بشدة حادث القتل واعتقال «أخوة من حماس».
لكن حركة حماس حملت كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية المسؤولية عن استشهاد القواسمي، متوعدة بالثأر «ولو بعد حين»، غير أن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عدنان الضميري ألقى المسؤولية على حماس، مشيراً إلى أنها هي التي أخذت على عاتقها سلامة المعتقلين المفرج عنهم.
وما كادت ساعات تمضي على هذه الجريمة، حتى أتى الرد من غزة، حيث قتل جندي إسرائيلي وأصيب أربعة آخرون بنيران المقاومين الفلسطينيين قرب إحدى المستوطنات المحاذية للسياج الأمني الذي تقيمه إسرائيل في شرقي القطاع.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت «أن مجموعة فلسطينية فتحت النار على الجنود، مّا أدّى إلى مقتل أحدهم وجرح أربعة، مشيرة إلى أنه تم نقلهم عبر مروحية إلى مستشفى «سوروكا» في مدينة بئر السبع.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ردّ على مصادر النيران، من دون معرفة إذا ما أصيب أحد من أفراد المجموعة، مشيرة إلى أن قوات كبيرة من الجيش باشرت بتمشيط المنطقة تحسباً لوجود مجموعات عسكرية فلسطينية أخرى، ما استدعى استنفاراً عسكرياً إسرائيلياً على طول الحدود مع القطاع.
وكانت طائرات الاحتلال شنت مساء أمس الأول ثلاث غارات على قطاع غزة من دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.
إلى ذلك، أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجروح بينما أصيب العشرات بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية النبي صالح المناوئة للجدار والاستيطان. وقالت المصادر إن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على المواطن ناجي التميمي، كما أطلق الجنود نيرانهم بشكل عشوائي على منازل المواطنين.
تشيلي
من جهة ثانية، أعلن وزير خارجية تشيلي ألفريدو مورينو أن بلاده «قررت الاعتراف بفلسطين دولة حرة ومستقلة وسيدة»، من دون أن يشير إلى حدود هذه الدولة.
وكان مجلس الشيوخ في التشيلي قرر، مساء أمس الأول، وبإجماع كتله البرلمانية، التوجه بطلب إلى رئيس الجمهورية بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين بحسب قرارات الشرعية الدولية. وقد سلم ممثلو الكتل البرلمانية قرارهم هذا للرئيس سيباستيان بينيرا، الذي وعد بدراسة الطلب، والبت فيه قريباً.
ويأتي هذا القرار في سياق المبادرة التي أطلقها الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا خلال الشهر الماضي، وانضمت إليها البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور.
في هذا الوقت، أجرى الرئيس المصري حسنى مبارك مشاورات مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة شرم الشيخ تناولت المأزق الراهن لعملية السلام، وتوقف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعاد مبارك التأكيد على ضرورة «مراجعة إسرائيل لمواقفها وسياساتها، والمبادرة باتخاذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يتيح الأجواء المواتية لاستئناف التفاوض وفق المرجعيات المستقرة لعملية السلام، وصولا لتسوية نهائية - وليس مرحلية أو مؤقتة - تنهي الاحتلال وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة».
من جهته، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ممثلة السياسة العليا في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون جهود دفع عملية السلام، داعياً إلى دور أوروبي أكثر فاعلية في هذا الصدد