منتديات ليب مون

استمرت أمس، ولليوم الثالث على التوالي، المواقف المنددة بالتفجير الارهابي الذي وقع في كنيسة القديسين في الاسكندرية. وقد حذرت هذه المواقف من الوقوع في فخ الفتنة المسيحية الاسلامية داعية إلى اليقظة لما يحضر للمنطقة العربية من مشاريع فتنة وتفتيت.
فأبرق بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم الى الأنبا شنودة الثالث معتبراً أنه «هناك الالاف المؤلفة من إخوتنا المسلمين الذين نختبر واياهم نعمة عيش الاخوة، يستنكرون هذه الاحداث وينظرون بعين القلق أيضا لما يحدث في أوساط عديدة، ومع هؤلاء نستطيع أن نبني مستقبلا واعدا وآمنا لابنائنا».
ورأى النائب البطريركي لطائفة الروم الكاثوليك المطران يوحنا حداد «ان اعمال العنف التي نشهدها اعمال شيطانية يرفضها جميع البشر، باستثناء فئة قليلة تعمل لغايات ذاتية ولاهداف تطرفية داعيا الجميع الى التوبة واحترام الحياة والانسانية».
وطالب المجلس الأعلى للروم الكاثوليك، الحكومة المصرية «باتخاذ إجراءات سريعة ورادعة لوقف عملية القتل والاعتداء على الأخوة الأقباط، وصون الحرية الدينية في مصر حتى لا يتعرض العيش المشترك في هذا البلد للاهتزاز الشديد».
وأمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «بكشف الفاعلين والمخططين ومعاقبتهم بشدة ليكونوا عبرة لغيرهم».
واعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي أنه «لا بد من الحذر من المخطط الاستكباري الخطير والتنبه إلى النمو المتسارع للتطرف الأصولي الذي يعمد إلى ضرب أساسات العلاقات الدينية والاجتماعية بين مختلف الشرائح والمذاهب والتي تقوم على التعاون والتسامح والمحبة والإخاء والانتماء لهذه الأرض».
وطلبت الرابطة المارونية من «المسؤولين في الدول العربية والإسلامية عدم الاكتفاء باستنكار الجرائم التي تستهدف المسيحيين فيها وإدانتها، بل يتحتم عليها اختراق الشبكات الإرهابية وكشف الفاعلين واتخاذ الإجراءات الآيلة الى القضاء عليهم وتبديد مخاوف مواطنيهم وضمان أمنهم وسلامتهم... والا سيسقط الشرق الأوسط نهائيا تحت قبضة الظلاميين الذين سيعيدونه قرونا الى الوراء».
وحيت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي «الموقف الاستنكاري الجماعي ضد هذه الجريمة، إن كان في مصر أو خارجها». وأكدت اللجنة «أن من يقف وراء هذه الجرائم الإرهابية، هم قلة قليلة من الظلاميين الذين يتسترون بالدين، والدين منهم براء».
وأجرى الرئيس فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حيث بحثا في تداعيات الجريمة. واعتبر السنيورة ان هذه الأعمال «لا تخدم سوى مصالح أعداء الأمة». وكان السنيورة التقى في مكتبه في «السادات تاور» السفير المصري أحمد البديوي حيث تطرقا الى تداعيات الجريمة.
كما زار وفد من «تيار المستقبل» برئاسة الامين العام أحمد الحريري الكنيسة القبطية في جسر الباشا، وقدم التعازي بالضحايا. وضم الوفد النواب: نبيل دو فريج وعاطف مجدلاني وعمار حوري وباسم الشاب ومسؤولين في التيار وكان في استقباله راعي الطائفة القبطية في لبنان الاب لويس الاورشليمي ونائب رئيس الرابطة القبطية ادمون بطرس.
وابرق وزير الاعلام الدكتور طارق متري الى الأنبا شنوده الثالث معزيا بضحايا الانفجار.
واعتبر وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي «ان المستفيد من هذه الجريمة هو المخطط الجهنمي الذي يضرب بلدان المنطقة وشعوبها منذ نشوء إسرائيل وارتكابها أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني. ومع مرور السنين، عمدت إسرائيل إلى بث الفتنة بين شعوب الدول العربية وتغذية الصراعات المذهبية والطائفية كما جرى في حرب لبنان وكما يجري في العراق اليوم».
ولفت وزير الدولة عدنان القصار الانتباه الى «ان هذا العمل الجبان، لا يخرج عن اطار المؤامرة، التي تحاك للمنطقة العربية، والهادفة الى نشر الاقتتال بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين انفسهم، وهو ليس عملا فرديا مصريا داخليا، وانما هو عمل اجرامي يعمل ببصمات اجهزة خارجية تريد زرع الكراهية بين المسلمين والاقباط المسيحيين».
وأكد الحزب الشيوعي اللبناني في برقية تعزية وجهتها نائبة الأمين العام ماري الدبس إلى حزب التجمع «إن ما يهدف إليه مدبرو ومنفذو الحوادث الإرهابية في مصر كما في كل البلاد العربية، هو إثارة الفتنة الطائفية وتفتيت العالم العربي وشل فعالية شعوبه المناضلة ضد الإمبريالية والصهيونية وفي سبيل الاستقلال والديموقراطية».
واعتبر النائب أنور الخليل أن الإعتداء هو استهداف للهوية القومية العربية لجمهورية مصر، معتبراً أن الانفجار حلقة من حلقات ضرب وحدة مصر في سياق المشروع التفتيتي الذي يشهده أكثر من بلد عربي ضمن الاستراتيجية المعروفة بالشرق الأوسط الجديد.
ورأى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب أيوب حميد ان «اسرائيل تريد ضرب صيغة التلاقي بين الديانات وضرب الانصهار الوطني والدفع بالمشروع الاميركي الصهيوني الرامي الى تمزيق وتشتيت وتقسيم اوطاننا لتبرر مشروعها العنصري باقامة دولة يهودية على ارض فلسطين وانتزاع الاعتراف الدولي بها بعد ان نالت اعترافا اميركيا».
ورأى النائب محمد قباني ان «عبارات الاستنكار لا تكفي للتعليق وشعارات التضامن لا تحمي المسيحيين ولا سواهم من الاحداث الطائفية والفتن المذهبية»، مؤكدا «ان قراءة متأنية تنظر الى عمق المشكلة مطلوبة وملحة».
واشار مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الى أن «أعداء هذه الأمة ـ خصوصاً الصهيونية العالمية ـ يقفون وراء هذه الأحداث لضرب التعايش الإسلامي ـ المسيحي المشهود له طوال مئات السنين، لصالح تبرير إقامة الدويلة اليهودية العنصرية وتشويه سمعة هذا الدين البريء من هذه الممارسات البعيدة عن قيمه وتعاليمه وحضارته».
كما لفت «تجمع اللجان والروابط الشعبية» الانتباه الى انه «بات من الضروري أن يتحمل الجميع مسؤولياته في المواجهة الشاملة والعميقة لهذه الظاهرة، التي باتت بغض النظر عمن يقف وراءها، جزءاً من استراتيجية صهيونية ـ أميركية».
وطالبت اللجنة الوطنية الاسلامية ـ المسيحية للحوار بصون الحريات الدينية وحفظ اسس العيش المشترك، وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم».
واعتبرت «مؤسسة عامل» باسم رئيسها الدكتور كامل مهنا التفجيرات لا تستهدف طائفة واحدة، بل المجتمع المصري بكامله. فمن اختار أن يضرب فئة من المصريين أصاب مصر بكل فئاتها، وليس مصر فحسب».
ومن المستنكرين رئيس «لقاء علماء صور» العلامة الشيخ علي ياسين، والمؤتمر القومي العربي والنائب السابق فيصل الداود ومفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله ورئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم، الشيخ هشام منقارة وتجمع العلماء في جبل عامل