منتديات ليب مون

فلسطينيون يشيّعون الشهيدين عبد الله الشريحي ومحمد العصار في دير البلح أمس


استغلت إسرائيل تجميد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لتصعيد اعتداءاتها على قطاع غزة، حيث استشهد خمسة فلسطينيين في غارة وصفت بأنها الأكثر دموية منذ الحرب الإسرائيلية على القطاع في شتاء العام 2008، في وقت أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه وفداً إسرائيلياً في رام الله، أنه ينتظر رؤية نتائج التحرك الأميركي الهادف الى استئناف المفاوضات مع إسرائيل، فيما برز تردد في أوساط السلطة الفلسطينية حول مسألة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وهو ما عبّر عنه رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض الذي وصف دولة معلنة بهذا الشكل بأنها ستكون «دولة ميكي ماوس».
وذكرت مصادر في غزة ان خمسة فلسطينيين استشهدوا، فجر أمس، في غارة شنتها طائرات إسرائيلية على منطقة دير البلح. وقال مصدر طبي فلسطيني إن «أربعة شهداء نقلوا الى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ونقل شهيد خامس الى مستشفى ناصر في خان يونس نتيجة إصابتهم المباشرة بشظايا الانفجار»، مضيفاً أنّ «الشهداء الخمسة هم خليل الطويل ومحمد العصار وعبد الله الشريحي واشرف ابو سبت واحمد الزعلان»، فيما أشار مصدر امني في الحكومة الفلسطينية المقالة أن جثث الشهداء وصلت الى المستشفيين «ممزقة» بسبب إصابتها المباشرة في الغارة الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان ان طائرة تابعة لسلاح الجو «رصدت وضربت فريقا من الإرهابيين كانوا يتهيأون لإطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من وسط قطاع غزة».
وتضاربت المعلومات حول انتماء الشهداء الخمسة، ففيما أكدت مصادر في غزة أنهم مقاومون من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أشارت مصادر أخرى إلى أنهم ينتمون إلى إحدى الجماعات السلفية «الصغيرة»، وأنهم كانوا أعضاء سابقين في فصائل فلسطينية من بينها حماس والجهاد ولجان المقاومة الشعبية.
وعلى أثر هذه الغارة، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان «قذيفتي هاون سقطتا قرب كيريم شالوم (كرم ابو سالم، نقطة عبور بين إسرائيل وقطاع غزة) من دون تسجيل سقوط ضحايا او أضرار».
وكانت مصادر فلسطينية قالت إن الجيش الإسرائيلي توغل في منطقة «حجر الديك» على الأطراف الشرقية مدينة غزة وشرع بعمليات تجريف لأراض زراعية.
المفاوضات
من جهة ثانية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه ينتظر أن يرى نتائج التحرك الأميركي الهادف الى استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقال عباس، خلال لقائه عدد من أعضاء الكنيست من أحزاب العمل وكاديما وميرتس وناشطي سلام في مكتبه في رام الله، «لقد اخبرنا الأميركيون أنهم يحاولون القيام بشيء ما، ولا اعرف ان كان ذلك مفاوضات، ونحن اخبرنا الجميع بأننا لن نقبل بمفاوضات مع استمرار النشاطات الاستيطانية»، مضيفاً «نحن الآن بانتظار ما سيقوم به الأميركيون او ما سيقولونه. وفي النهاية نحن نريد السلام».
وتحدث عباس خلال اللقاء عن مسيرة العملية التفاوضية منذ عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت الى حين توقفها بعد سلسلة لقاءات جمعته مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو من دون تحقيق أي نتائج.
وقال عباس انه توصل مع أولمرت الى اتفاق بشأن قضايا الأمن تضمن الموافقة على وجود طرف ثالث متمثل بقوات دولية بقيادة الولايات المتحدة، وأنه حصل تقدم في موضوع الحدود، حيث طرح الجانب الفلسطيني نسبة التبادل التي يمكن ان يوافق عليها أي 1.9 في المئة من الأراضي الفلسطينية، بينما طرحت إسرائيل نسبة 6.5 في المئة، وتوقف هذا الملف عند هذا الحد.
في هذه الأثناء، كشفت الإذاعة الإسرائيلية النقاب عن عقد سلسلة اجتماعات فلسطينية - إسرائيلية غير رسمية في بلدة بيت جالا قرب القدس المحتلة، وفي العديد من الدول الغربية، بهدف رأب الصدع بين الجانبين والتوصل إلى اتفاقية سلام.
وأوضحت الإذاعة أن الجلسات المذكورة، التي كان آخرها الأسبوع الماضي، عقدت في أحد الفنادق في بيت جالا، حيث عرض الوفد الإسرائيلي المفاوض على الفريق الفلسطيني تجميد الاستيطان خارج حدود العام 1967، ونقل إدارة الحواجز العسكرية للسلطة الفلسطينية في مقابل استئناف المفاوضات.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الاجتماعات التي عقدت في بيت جالا هي أربعة فقط، بينما عقدت سبعة اجتماعات إضافية في دول أخرى، حيث مثل الفلسطينيين وفد من ستة أشخاص غير رسميين، وكذلك الجانب الإسرائيلي.
يأتي ذلك، في وقت برز تحفظ في أوساط السلطة الفلسطينية على فكرة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد بعد فشل المفاوضات مع إسرائيل. وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنه لا يوجد حتى الآن موقف فلسطيني نهائي بخصوص الدولة الفلسطينية، وذلك بانتظار ما ستسفر عنه الجهود الأميركية.
وأوضح أبو ردينة أنّ «الموقف الفلسطيني واضح حيث ستعطى الفرصة الكاملة للجهود الأميركية من اجل الوصول الى حل الدولتين من خلال المفاوضات» مضيفا انه «إذا ما توقفت المفاوضات نتيجة للفشل الأميركي والرفض الإسرائيلي، فلا بد من فتح كافة الخيارات ومن بينها الذهاب الى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة».
لكن رئيس حكومة تسيير الأعمال في الضفة الغربية سلام فياض أكد، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، انه لا ينوي إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، معتبرا أنها لن تكون سوى «دولة ميكي ماوس» مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف إن «ما نسعى إليه هو دولة فلسطينية. نحن لا نسعى الى إعلان استقلال إضافي».
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «لقد كرسنا أنفسنا للمفاوضات طيلة قرابة عشرين عاما وها نحن اليوم نقع في فخ عملية لم تغير شيئا في الاحتلال».
وأشار عريقات إلى أنّ 10 دول أوروبية سترفع في الفترة المقبلة مستوى التمثيل الفلسطيني في بلادها، لافتاً إلى أنّ السلطة الفلسطينية قدمت مؤخراً اعتراضا رسميا على قرار الكونغرس الأميركي الداعي إلى استخدام حق النقـــض في مجلس الأمن ضد أي قرار لإقامة دولة فلسطينية