«عائد إلـى حيفـا» مسرحية للينـا أبيض تبـدأ اليـوم في «مسرح بابل - منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان
Loading...
اختر لونك المفضل


العودة   منتديات ليب مون - موقع لبناني صور وأخبار لبنان > الأقسام العامة > أخبار لبنان والعالم اليومية
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2010, 04:55 PM   #1
الـمشرفة الـعامة
 
الصورة الرمزية Honey Girl
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: حالياً.. هووون
المشاركات: 77,303
افتراضي «عائد إلـى حيفـا» مسرحية للينـا أبيض تبـدأ اليـوم في «مسرح بابل

لا صوت آخر يُسمع غير صوت الألم المرافق لكلمات الأب الفلسطيني، سعيد: «شو هوّي الوطن يا صفية؟ هوي صورة القدس معلقة ع الحيط.. هوي شوية كراسي بالبيت؟ لك ليش إيجينا، قلتلك هل الجية بدها حرب»...؟
بعد ذلك، يسود صمت طويل في كواليس التدريبات على مسرحية لينا أبيض «عائد إلى حيفا» المقتبسة عن رواية الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، والتي يبدأ عرضها في مسرح بابل اليوم بتنظيم كل من «مؤسسة غسان كنفاني الثقافية» و»مؤسسة التعاون».
الكل صامت: فريق العمل الموزّع على المقاعد، ليلى غسان كنفاني، عامل النظافة الذي كان يكنس في الكواليس، وحتى المخرجة لينا أبيض التي كانت قبل ثوانٍ تكرر «اصرخ أعلى، احضن صفية يا سعيد، احضنها»، هي الآن صامتة تماماً. تبدو كمن ترى المشهد للمرة الأولى، أو كمن قررت، للحظات تجاهل دورها كمخرجة ومعدة العمل المسرحي الذي تمنحه ثماني ساعات من التدريبات منذ نحو ثلاثة أشهر.
ليس ذلك إلا مشهد واحد حزين، مدته دقيقة واحدة من أصل 62 دقيقة لمسرحية تروي قصة عن الشعب الفلسطيني المشرّد منذ 62 عاماً، قصة كتبها كنفاني قبل 42 عاماً.
تعيد المسرحية التي يستمرّ عرضها حتى 19 كانون الأول الجاري، طرح الأسئلة الكبرى التي طرحها غسان كنفاني في العام 1968، حول فلسطين والقضية والمقاومة. وتحكي قصة سعيد وصفية اللذان خرجا قسراً من مدينتهما حيفا في نيسان العام 1948 مع احتلال القوات الإسرائيلية لها، ونسيا، لقسوة ما عانياه، طفلهما خلدون ابن الأشهر الخمسة في المنزل. بعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ، يسمح الإسرائيليون للفلسطينيين بزيارة بيوتهم التي هجروا منها، فيهرع الزوجان للبحث عن خلدون، ليجداه في منزلهما الذي احتلته أسرة يهودية بولندية، محولة خلدون إلى مجند في الجيش الإسرائيلي أطلقا عليه اسم «دوف».
في اللحظة التي يلتقي فيها سعيد وصفية ابنهما، يتكثف التفسير الدرامي المسرحي لأحداث الرواية، وتظهر براعة أبيض في إلباسها الثوب المسرحي، فتمنح شخصية «دوف» (الممثل اللبناني حسين نخال) مساحة كافية ليُشبع دوره ببراعة لافتة، كشاب ناقم على الماضي وعلى عائلة «لم تقاتل لاستعادته»، هو الذي بات مستسلماً لحاضره، فيردد «لماذا عدتما الآن؟ لماذا لم تقاتلا من أجلي؟ أنا الآن يهودي، درست العبرية، أصلي في المعبد، لا آكل إلا اللحم الحلال، أنا يهودي..».
بعدها نرى أيضاً المساحة الواسعة التي تقدمها أبيض لشخصية أساسية أخرى، تُثري المسرحية، وهي أم خلدون، صفية (رائدة طه) التي تردد «احنا ما تركناه، والله هجّرونا، احنا ما تركناه»، وللأب سعيد (غنّام غنّام) الذي يذكّرها «صارلوا عشرين سنة عايش معهم، سرقوه يا صفية، من عشرين سنة بلشت القصة وهسا صار لازم ندفع الثمن».
ويبدو جلياً خلال مراقبة بنية المسرحية في التدريبات، اخلاص أبيض لنص كنفاني ولبلورة شخصيات روايته وإظهار تكوينها النفسي الاجتماعي على خشبة المسرح، وذلك بعد «تمارين ارتجالية نفذناها لساعات طويلة، محولين النص المكتوب بالعربية الفصحى إلى اللهجة العامية الفلسطينية، وتبسيطه بشكل يظهر كحديث يومي يجري بين الشخصيات الأساسية للقصة»، كما تقول أبيض لـ»السفير»، مضيفة «المسرحية تقدم بنمط واقعي جداً، وتجري أحداثها في بيت العائلة في حيفا، بمعظم أساسيته، من الجدران والممر والباب، والمقاعد. وفي الوقت نفسه خلقنا لمسة شاعرية تتمثل بالطفل الذي يمر ببطء بين الفينة والأخرى في الخلفية، كدلالة على طفولة خلدون، والعروس صفية (وتؤدّي دورها وهي شابة الممثلة عليّا الخالدي) التي تتدخل في بعض المشاهد لتذكر بما حصل في الماضي وكيف تهجرت وزوجها قسراً».
رواية كنفاني التي سبق أن تحولت إلى أعمال فنية درامية ومسرحية سابقة، كانت رفيقة لرائدة طه (بدور صفية) في مراحل مختلفة في حياتها، وتعتبرها من «أبرز النصوص التي تضع إصبعها على الجرح الفلسطيني، على معاناة هذا الشعب الذي طُرد وهُجر ولم يترك أرضه بإرادته» كما تقول. وتعتبر طه، تجربتها كممثلة لهذا الدور في المسرحية نوعاً من حلم يتحقق بعد ثلاثين سنة، إذ لطالما حلمت ابنة الشهيد العلي طه، ورئيسة الهيئة الإدارية لمركز خليل سكاكيني الثقافي في رام الله، بأن تكون ممثلة مسرح. تقول إنها «بحثت في داخلها، واستجمعت آلامها الخاصة لتمنح صفية حقها». ولا تخفي طه أن تجربتها هذه «كانت مؤلمة على أكثر من صعيد، لا سيما أن النص الذي كتب منذ عشرات السنوات يروى الآن والقضية معلقة، بل وفي تراجع مستمر، وأعتقد أن التقدم بها لا يكون بلوم الآخرين والأشقاء، إنما بالقيام بنقد ذاتي لأخطاء ارتكبها شعبنا أولاً».
بدوره، يشير الممثل الأردني غنام غنام إلى أن «المسرحية تعيد إلى الواجهة سؤال المقاومة التي مازالت مطــــروحة كسبــــيل للخروج من الهزيمة التي نعيشها الآن، وهي هزيمة أشد من هزيمة 1967 التي كتب كنــــفاني روايته بعدها، ويمكن القول إن استثنائية كنـــفاني بأنه جعل روايته تصلح لأي قضية إنــــسانية عن مقاومة العدو والتهجير من الأرض، ذلك لأن روافع روايته إنســــانية اجتماعية تحمل منــطقاً سياسياً وليس العكس






__________________
آخر مواضيعي

0 اشتباكات برج أبي حيدر: مَن يفسّر «اللغز الدامي
0 هند صبري تواجه صعوبات في اختيار عريس وتستعين بصديقاتها!
0 الأسد يستقبل أرسلان
0 اعتصامات داعمة لتمثيل «دولة فلسطين»
0 «كارثة إنسانية» عند الحدود الليبية ـ التونسية

Honey Girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليـوم تبـدأ امتحانـات الثانويـة العامـة لـ«علـوم الحياة» و«العامـة» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 06-13-2011 07:30 PM
11 ألف عائد من صور سقط من بينهم شهيدان Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 05-16-2011 03:30 PM
مبـارك إلـى مستشفـى عسكـري ... وربمـا «إلـى حبـل المشنقـة» Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-16-2011 04:29 PM
حدائق بابل المعلقه جابر محمد ألبوم الصور 14 11-22-2010 10:12 PM
سـليمان إلـى تركيـا اليـوم لتفعيـل الاتفاقـات الثنائيـة Honey Girl أخبار لبنان والعالم اليومية 0 04-21-2009 11:50 AM


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
© جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ليب مون قمر لبنان 2016.