منتديات ليب مون

حفلت الأجندة اللبنانية في اليومين الأخيرين بسلسلة نشاطات لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وكان للمرأة من بينها حصّة، فخصّتها منظمة «كفى عنف واستغلال» بدراسة حول الآثار الاجتماعية في التمييز والعنف ضدّ النساء، أعلنت نتائجها أمس الأول. ونُظم احتفال بالأمس في قصر الأونيسكو تخلله عروض راقصة وشعر وكلمات داعية لمناهضة العنف، بالإضافة إلى أغنيات أنتجت خصيصاً للمناسبة التي رعاها رئيس الوزراء سعد الحريري.
وقد سبق الاحتفال تنظيم سلسلة بشرية، التأمت لدقائق من الوقت، لبس خلالها الناشطون «دوسار» أبيض كتب عليه «الرجال... شركاء لأنهاء العنف ضدّ المرأة» وشالات بيضاً... فيما واكبتهم سيارات حملت شعار «إرفع إيدك ضدّ العنف». وطغت المشاركة النسائية على النشاط، واقتصر الحضور «الذكوري» على عدد قليل من الشباب. لكنّ الناشطات، لم يرحمن الرجال، كل الرجال، في عدد من الشعارات على غرار «الرجال بيدعم إقرار قانون العنف الأسري»، و»الرجال بيرفع إيدو ضدّ العنف»، و»الرجال «بيستعمل عضلات.. عقلو»...
دراسة «كفى» و»اوكسفام» حول الذكورية
وكانت «كفى» بالتعاون مع منظمة «اوكسفام» قد أعلنتا عن نتائج دراسة بعنوان «آثار التطبيع الاجتماعي في التمييز والعنف الجندري - دراسة حالة من لبنان»، أعدّتها كل من الدكتورة جنان أسطا والدكتورة كريستين - سيلفا حامية، وذلك بدعوة من معهد الدراسات النسائية في العالم العربي التابع للجامعة اللبنانية - الأميركية. وقد برهنت أن 68،8 في المئة من الرجال يعتبرون أن المرأة ستبقى دائماً بحاجة إلى حماية الرجل، فيما يرى 62،3 في المئة منهم أن عليهن البقاء وفيات لأزواجهن حتى ولو قام هؤلاء بخيانتهن. فبنظرهم يجب أن تكون المرأة مطيعة وأن تضحي من أجل أولادها وزوجها.
تمحورت الدراسة حول قضاء بعلبك نظراً لتنوّعه الطائفي والثقافي، فطالت عينة من رجاله (273) لسؤالهم عن واقع الذكورية والمساواة بين الرجل والمرأة. وكشفت الدراسة أن 82،5 في المئة من الرجال اعتبروا أن دورهم تجاه الأخوات يتمحور حول الحماية، وقد حدّد 78،2 في المئة منهم حمايتها من الرجال. وذلك نابع، في الغالب من واجب يفرضه عليهم الأب، أي في 97،6 في المئة من الحالات، والدين في 79 في المئة منها.
ورأى الرجل ان واجبات الأم والأخت غالباً ما تجول في أفق الاهتمام به لا سيما حين يمرض 81،8 في المئة من الحالات، والطهو، 92،2 في المئة منها.
وعبّر 78،1 في المئة أنه كان يردّد دائماً أمامهم ان على الرجل ان يكون قوياً، أو مثل والده في 56،3 في المئة من الحالات، وأن عليه التحكّم بالنساء في 68،12 في المئة منها.
إلى ذلك اعتبر 49،6 في المئة من الرجال المستصرحين أنه لولا الحاجة المادية على المرأة أن تلتزم البقاء في البيت. وقد رأى 53،1 في المئة منهم أن عملها خارج المنزل يؤثر على واجباتها كأم.
وسألت الدراسة لماذا يتصرّف الرجال بعنف؟ فأجابوا: للشعور بالقوة، أو تمثلاً بالأب... واعتبروا أنهم يمارسون العنف حين لا تقوم المرأة بالمطلوب منها، او بسبب الوضع الاقتصادي او الدين، مؤكدين أن المرأة «ملكاً لهم». لذلك يرى 49،6 في المئة منهم أنهم يقومون بـ»الصحيح» حين يتصرّفون بعنف، فيما أفصح 26،8 في المئة منهم أنهم يضربون حين يغضبون.
تجدر الإشارة إلى أن الباحثتين سجلتا ملاحظة تكرر اسم «أبو شهاب» ومسلسل «باب الحارة» لوصف الرجولة.
حملة «اللبنانية - الاميركية» ومركز الأمم المتحدة للإعلام إلى نشاطات كفى وفي إطار دعم حملة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإنهاء العنف ضد المرأة، أطلق مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت والجامعة اللبنانية - الأميركية (LAU) حملتهما المشتركة والتي على أساسها، يتولى طلاب من الجامعة، الأمس واليوم، توزيع أكواب تحمل رسالة لإنهاء العنف ضدّ المرأة كتب عليها: «الأمر بيدكم: قولوا لا، اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة»، وذلك في مراكز تجارية مختلفة في بيروت وضواحيها لتعميم التوعية.
وتحدث خلال المؤتمر الصحافي الذي أعدّ لإطلاق الحملة رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا الذي أكّد أن مكافحة العنف مسألة تتعلق بجوهر عمل الجامعة. فيما لفت مدير مركز الأمم المتحدة للاعلام بهاء القوصي إلى أن سبعين في المئة من النساء يتعرّضن للعنف خلال حياتهن