منتديات ليب مون

على لبنان أن يكرّم أبطاله البارالمبيين، كرِّموهم، وعزِّزوهم، وادعموهم لكي نراهم يمارسون الرياضة في لندن، وليرفعوا اسم لبنان عالياً». تلك هي الدعوة التي أطلقتها السفيرة البريطانية لدى بيروت فرانسيس غاي في أثناء مشاركتها بلقاء نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية في نيسان الماضي حول «حقوق الأشخاص المعوقين». والبارالمبيون هم الرياضيون المعوقون الذين يتنافسون في دوارت الألعاب المخصصة لهم، تجرى بالتوازي مع فاعاليّات دورة الألعاب الأولمبية.
وتعتزم بريطانيا استضافة الألعاب «الأولمبية والبارالمبية» في العام 2012، واختارت لندن لتلك الدورة عنوان «الدمج»، وأعلنت عن عشرين منافسة بارالمبية، من أصل ست وأربعين رياضة يشهدها الحدث. وفي نيسان الماضي، زارت البطلة البارالمبية البريطانية تاني غراي ثومبسون بيروت، حيث تعرفت إلى التحديات التي تواجه الرياضيين البارالمبيين في لبنان. ومع أن لبنان لم يعلن بعد عمّا إذا كان سيشارك رسمياً في الألعاب الأولمبية المقبلة، إلا أن مشاركته في الشق البارالمبي من المباريات باتت مؤكدة، بمبادرات فردية من الرياضيين المعوقين.
وتلفت غاي إلى أن الحدث الرياضي الذي تستضيفه المملكة المتحدة للمرة الأولى يهدف إلى «تحديد مقاييس جديدة، وابتكار تغيير إيجابي مستدام إن للمجتمعات أو للبيئة». فشعار «الدمج» يترافق مع شعار أساسي آخر ترفعه دورة لندن، وهو «مع الأخضر». وتشرح غاي أن ذلك الشعار «يشجّع في تقليل انبعاث الكربون في أثناء تطوير المتنزه الأولمبي والأماكن الأخرى، بالإضافة الى إنتاج نفايات قليلة في أثناء البناء، واستعمال مصادر بيئيّة».
في سباق «ماراتون بيروت» العام الماضي، أصرّت غاي على المشاركة رغم معاناتها من ألم في ساقها. ويعود سبب الإصرار في المشاركة الى عشقها لرياضة الركض التي تمارسها منذ نعومة أظافرها. لماذا تركض السفيرة؟ تضحك عند الإجابة عن السؤال: «أركض كي أشعر أنني بحالٍ أفضل». وترى غاي أن «كل ما تتطلب رياضة الركض هو ارتداء الحذاء الرياضي وتحريك القدمين.. ويمكن في بعض الأحيان التخلّي عن الحذاء الرياضي!». إذ تؤكد أنها كانت تركض حافية القدمين في بلدها الأم.
شاركت غاي في عدة سباقات للماراتون، وكان آخرها مع الفريق التابع للسفراء في «بلوم ماراتون» الذي أقيم في مطلع الشهر الجاري. وتضع مشاركتها في السباق اللبناني في سياق التشجيع على جمع التبرعات للجمعيات الخيرية و«الحضور بين ثلاثين ألف شخص من جميع الجنسيات والأحجام والأطياف السياسية».
ومن يجهل شخصية السفيرة البريطانية، يمكنه التعرف إليها عن قرب خلال تصفّح صفحتها الرئيسية على الانترنت، والتي تناقش فيها عدة مواضيع سياسية، اجتماعية ورياضية. وتعتبر غاي أنه «بحكم وجود الجميع اليوم في الإعلام الاجتماعي، لا شيء يمنع الدبلوماسي أيضًا من التعبير عن آرائه، باعتبار أن الحياة هي عبارة عن محادثة بين شخصين». وتحرص غاي على الحفاظ على خصوصيتها على مواقع الانترنت معتبرة أنه «ليس من الضرورة الإفصاح عن كل شيء».
يذكر أن غاي تشغل منصب سفيرة المملكة المتحدة في لبنان منذ تشرين الأول 2006. وقد عينت سابقاً سفيرة في اليمن من العام 2001 وحتى العام 2004، وشغلت منصب رئيسة قسم التواصل مع العالم الإسلامي في وزارة الخارجية البريطانية بين عامي 2004 و 2006. كما احتلت غاي مواقع دبلوماسية في اثيوبيا، والسودان، وتايلاندا، وفرنسا. وقبل التحاقها بالسلك الدبلوماسي البريطاني، عملت مع «المجلس الثقافي البريطاني» في دمشق